قال عضو مجلس النواب رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي وزير الإعلام المصري الأسبق أسامة هيكل، إن حروب الجيل الرابع تعتمد اعتماداً أساسياً على عوامل عدة، أهمها انتشار الفساد والركود الاقتصادي وسوء الأحوال المعيشية وانخفاض مستويات التعليم وتفشي الجهل والتضييق السياسي وسوء التعامل الأمني وعدم نزاهة الانتخابات.. وهو ما يسبب احتقاناً داخل المجتمع يقود بشكل طبيعي الى إفراز رغبة حقيقية لدى الشعب في التغيير، ومن ثم إعداد بيئة ملائمة لنمو عدد من المنظمات والجمعيات والجماعات الدينية تتمكن عبر وسائل الإعلام والاتصال من هز ثقة المجتمع بنفسه وبقياداته السياسية والدينية ومن ثم تسود الفوضى وينتهي الأمر بتفكيك مؤسسات الدولة المستهدفة وتقسيمها الى دويلات صغيرة تتولى خدمة مخططات كبيرة تقودها دول كبرى. وأكد هيكل، في ورقة عمل قدمها أمام المؤتمر، أن الإعلام يعتبر إحدى أهم أدوات إدارة الحروب، وكما تطورت الأسلحة وأدوات القتال تطورت أنماط الحروب أيضاً، ومع التقدم الهائل في تكنولوجيا وسائل الإعلام تطورت وسائل توظيفه في الحروب لتصل الى حد أضحى معه استخدام الإعلام والدعاية أجدى بكثير من حشد الجيوش وتسليحها بأقوى من الأسلحة. وأشار الى أن الجيل الرابع من الحروب يقصد به الحروب التي تعتمد على التدمير الذاتي للدول من دون الحاجة الى تدخل قوى عسكرية من الخصم استغلال للتطور التكنولوجي المذهل في وسائل الاتصال والإعلام التي لم تعد تعترف بحدود سياسية للدول وخصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي إذ أصبح نشر الخبر والصورة عبر العالم لا يستغرق أكثر من دقائق معدودة، حيث أصبح من المستحيل السيطرة على قنوات ووسائل الإعلام، خاصة وأن الفئة المستهدفة من ذلك هم الشباب الأكثر استخداماً لهذه الوسائل. ودعا هيكل الى النظر لهذه الاعتبارات عن وضع أي استراتيجيات وقائية في الدول للتصدي لتهديدات حروب الجيل الرابع، مشيراً الى أن الانترنت تمكن خلال أربع سنوات فقط من الوصول الى 50 مليون شخص حول العالم في الوقت الذي استغرقت الإذاعة 38 عاماً والتلفاز 14 عاماً للوصول الى هذه الفئات. تنويه ونوه هيكل الى دور بعض منظمات المجتمع المدني الممولة من الخارج في حروب الجيل الرابع والتي ساهمت في عمل حالة احتقان لدى بعض الشعوب واستغلت فيها وسائل الإعلام الحديثة والتقليدية، مؤكداً أن مصر أصبحت الآن مستقرة ولديها مؤسسات.
مشاركة :