للمرة الرابعة تمنع السلطات الإيرانية مواطنيها من شرف الوصول إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج وشعيرة العمرة، نتيجة لمحاولات المسؤولين الإيرانيين المستميتة لتسييس هذه الشعيرة، وإفراغها من مضمونها الروحي العميق من خلال تسويق الشعارات السياسية في الموسم الديني الذي يجمع شمل الأمة الإسلامية من مشارق الأرض ومغاربها، وذلك لاستغلال هذه الحشود المليونية لبث الفوضى، وإثارة الفتن الطائفية المقيتة بين الحجاج الآمنين الذين تحتضنهم المملكة وفق منظومة من الخدمات المتكاملة. وسبق للسلطات الإيرانية ان حرمت مواطنيها عن أداء الفريضة على مدار ثلاث سنوات متتالية بعد أن قاطعت إيران الحج في العام 1988م إبان الاحداث التي شهدها موسم الحج في العام 1987 وكذا في العام 1990م ومجددا عادت السلطات الإيرانية إلى منع مواطنيها من التمكن للوصول للأراضي المقدسة بالمملكة لأداء شعيرة العمرة منذ بداية شهر رجب من العام الماضي 1436هـ ذلك بالرغم من ترحيب المملكة بكافة الوفود خلال موسمي العمرة والحج. إيران تمنع سفر المعتمرين ووفقا لما أكده مصدر بوزارة الحج والعمرة فإن المملكة لم تشهد منذ بداية انطلاق أعمال موسم العمرة الجاري مطلع شهر صفر الماضي 1437هـ وصول أي من المعتمرين الإيرانيين القادمين من بلادهم وذلك بسبب حجب الخدمة من قبل السلطات الإيرانية عن المعتمرين الراغبين في أداء شعيرة العمرة في المملكة والتي تتم عادة عبر وكلاء الخدمة المعتمدين في الخارج بالتنسيق مع شركات العمرة الداخلية التي يتجاوز عددها نحو 48 شركة للعمرة معتمدة لدى وزارة الحج والعمرة . و أشار المصدر إلى أن موسم العمرة في المملكة لم يتأثر مطلقاً نتيجة غياب المعتمرين الإيرانيين عن المشهد خصوصاً وأن ترتيبات قدوم المعتمرين تختلف تماماً عن ترتيبات موسم الحج الذي يعتمد على نظام الحصص المخصصة لمختلف دول العالم. وقال المصدر: «إن المملكة تعمل على تنظيم قدوم المعتمرين بحسب جاهزية شركات العمرة المعتمدة التي تعمل مع نحو 4000 وكيل خارجي معتمد في تنظيم حزم الخدمات المقدمة للمعتمرين من كافة الدول والتي تتضمن رحلات الطيران وخدمات الإسكان والإعاشة في العاصمتين المقدستين، بالإضافة إلى وسائل النقل والمواصلات بينهما إلى جانب العديد من الخدمات الإضافية التي تعتمد على جهوزية شركات العمرة في المملكة». آليات وترتيبات قدوم المعتمرين وفند المصدر آلية ترتيب قدوم المعتمرين إلى المملكة حيث قال: «تعقد شركات العمرة الداخلية اتفاقيات مع وكلاء السفر في الخارج لإنهاء إجراءات استقبال المعتمرين من مختلف دول العالم ويتم اعتماد قوائم المعتمرين من قبل وزارة الحج والعمرة للتأكد من البرامج وحزم الخدمات المقدمة للمستفيدين وتمريرها لوزارة الخارجية التي تمنح تأشيرات الزيارة والعمرة عبر ممثلياتها الخارجية في سفارات المملكة بمختلف دول العالم وأشار إلى أن قدوم المعتمرين يحتاج إلى ترتيبات مسبقة وهو ما يشير إلى امتناع السلطات الإيرانية عن إنهاء الترتيبات اللازمة التي تسبق وصول مواطنيها إلى المملكة. ولفت المصدر إلى أن المملكة استقبلت نحو 700.000 معتمر إيراني خلال النظام التشغيلي لموسم العمرة العام الماضي بالرغم من توقف تدفق المعتمرين الإيرانيين إلى المملكة نهاية شهر رجب الماضي إثر إيقاف السلطات الإيرانية الخدمة عن الراغبين من مواطنيها بأداء شعيرة العمرة العام الماضي. من جانبٍ آخر أكد رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف الدكتور طلال قطب أن السلطات الإيرانية هي من تتسبب في عدم تمكين الحجاج الإيرانيين من أداء الفريضة حتى اللحظة، وقال: «الكوادر الموجودة في مؤسسة مطوفي حجاج إيران لديهم الخبرات والكوادر المدربة لخدمة الحجاج سواء من إيران أو من أي دولة أخرى، ونحن مستعدون لخدمة الحاج عند وصوله للمملكة وفق توجيهات وزارة الحج والعمرة، ولن نتخاذل أو نتهاون في خدمة الحاج، فحكومتنا حريصة على خدمة جميع الحجاج والاهتمام بهم من أي جنسية كانت، ونحن ننتظر من الوزارة توجيهها للمرحلة المقبلة. واضاف الدكتور قطب في تصريحه على الموقع الالكتروني للهيئة «انه تم وضع الخطط التشغيلية للمؤسسة وشكلت ثمان مجموعات خدمة ميدانية لخدمة الحجاج، كما جرى تدريب المطوفين وحضور الدورات الخاصة بالتفويج والمسار الالكتروني وخلافه». وأضاف رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج إيران: «لم تعقد المؤسسة أي اجتماع مع مكتب شؤون حجاج إيران في حين الاجتماعات التي عقدت تقتصر فقط بين المكتب الإيراني ووزارة الحج والعمرة، ولم تشهد تلك الاجتماعات توقيع أي من الاتفاقيات مع الجانب الإيراني والتي لا تختلف عن الاتفاقيات مع الجنسيات الإسلامية الأخرى، حيث يتضمن الاتفاق على أعداد الحجاج والسكن والتنقلات والإعاشة والاستقبال والتفويج والتوعية وتدريب الحجاج قبل قدومهم للمملكة، بالإضافة إلى آليه تطبيق المسار الالكتروني وبحث الترتيبات التي يجب أن تتولاها الوزارة ومكتب شؤون الحجاج ومؤسسات الطوافة والزمازمة والوكلاء الموحد والأدلاء». يُذكر ان وزارة الحج اصدرت مؤخرا بيانا أوضحت فيه أن وفد شؤون الحج الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام 1437هـ، معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران، ومبدياً إصراراً شديدًا على تلبية مطالبهم المتمثلة في عدد من الأمور، وهي: أن تمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، وإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي مما يعد مخالفة للمعمول به دولياً، وتضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي. وأوضح بيان وزارة الحج والعمرة أن الوفد الإيراني غادر المملكة دون التوقيع على محضر الاتفاق لترتيبات حجاجهم لهذا العام 1437هـ، مع العلم بأن وزارة الحج والعمرة رحبت وأوضحت للوفد الإيراني بأنه فيما يتعلق بمنح التأشيرات للحجاج الإيرانيين، فإنه بالإمكان الحصول على تأشيرات الحج الكترونياً من خلال إدخال بيانات حجاجهم باستخدام النظام الالكتروني الموحد لحجاج الخارج. وقال البيان: «فيما يتعلق بتوقف قدوم المعتمرين الإيرانيين من داخل إيران، فإن وزارة الحج والعمرة تود أن تنوه بأن السلطات في المملكة لم تمنع مطلقاً المعتمرين الإيرانيين من القدوم، وأن المنع حدث من قبل الحكومة الإيرانية، إذ يتخذون ذلك وسيلة من وسائل الضغط المتعددة على حكومة المملكة العربية السعودية». وأكد البيان أن وزارة الحج والعمرة أصدرت هذا البيان لتؤكد مرة أخرى أن المملكة قيادة وحكومة وشعباً ترحب بكافة الحجاج والمعتمرين والزوار من مختلف بقاع العالم ومن مختلف جنسياتهم وانتماءاتهم المذهبية، فهي لا تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة وممارسة شعائره الدينية طالما كان ذلك في إطار الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحج. طهران وراء منع حجيجها من أداء الفريضة مطوفو إيران: الاتفاقيات مع مكاتب شؤون الحجيج موحدة المزيد من الصور :
مشاركة :