جده ــ عدلان الشمراني في تاريخ بطولة كأس الخليج العربي، تبرز لحظات فارقة سطّرها المنتخب السعودي بحروف من ذهب، حين نجح في تحقيق ثلاثية استثنائية جعلته واحدًا من أعظم المنتخبات في المنطقة. لم تكن هذه الألقاب مجرد بطولات، بل محطات ملهمة في مسيرة رياضية حافلة بالأمجاد. من أول تتويج في 1994 إلى الثنائية المبهرة في 2002 و2003، حمل “الأخضر” طموح وطن وأثبت قدرته على المنافسة في أرفع المحافل. وقد بدأت رحلة المجد في خليجي 12 عام 1994، حين استطاع المنتخب السعودي أن يتجاوز كل العقبات وينتزع اللقب الأول في تاريخه، مؤكدًا أنه قوة لا يُستهان بها في الكرة الخليجية. هذا الفوز كان بمثابة نقطة انطلاق جديدة وضعت المنتخب السعودي على خارطة البطولات الكبرى. بعد ذلك، عاد “الأخضر” ليؤكد تفوقه في نسخة خليجي 15 عام 2002، التي استضافتها العاصمة الرياض. وسط حضور جماهيري غفير وأجواء مفعمة بالحماس، نجح المنتخب السعودي في إعادة الكأس إلى خزائنه، ليعزز من مكانته بين الكبار. ولأن الأبطال لا يكتفون بالقليل، أكمل المنتخب السعودي ثلاثيته المميزة بتحقيق لقب خليجي 16 عام 2003 في الكويت. كان ذلك اللقب الثالث على التوالي بمثابة رسالة واضحة بأن “الأخضر” قد أصبح علامة فارقة في تاريخ البطولة. وأن ثلاثية الأخضر ليست مجرد أرقام في سجلات البطولات؛ بل هي قصة كفاح وعزيمة، تُلهم الأجيال القادمة وتحفّزهم لتحقيق المزيد من الإنجازات. لقد كان المنتخب السعودي مثالًا يُحتذى به في الطموح والقدرة على تحقيق المستحيل. وها هو إرثه الذهبي يبقى شاهدًا على ريادة المملكة في كرة القدم الخليجية.