القوات النظامية تستعيد «مستشفى الأسد» في دير الزور

  • 5/17/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت حكومة دمشق أمس أن قواتها استعادت السيطرة على «مستشفى الأسد» في مدينة دير الزور بشرق البلاد بعد ساعات من استيلاء تنظيم «داعش» عليه، مؤكدة أن بعض أفراد الكادر الطبي قُتل «بالسلاح الأبيض»، وهو أمر كان «حزب الله» اللبناني أول من كشفه مساء السبت. في غضون ذلك، أفاد معارضون سوريون أن جزائرياً يعمل ضمن جماعة موالية للحكومة قُتل في هجوم استهدف مدينة داريا في الغوطة الغربية لدمشق. وهذه المرة الأولى التي يُكشف فيها عن دور لعناصر جزائرية إلى جانب النظام في النزاع السوري، علماً أن المشاركة الجزائرية المعروفة كانت حتى الآن مقتصرة على من يوصفون بأنهم «جهاديون» يقاتلون في صفوف «داعش» أو تنظيمات إسلامية متشددة أخرى. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) إلى «معلومات مؤكدة عن مقتل قائد ميداني في الحرس القومي العربي الموالي للنظام من جنسية غير سورية، خلال اشتباكات... في محيط مدينة داريا بالغوطة الغربية ليلة (أول من) أمس»، وفي حين لم يسم المرصد جنسية هذا القائد الميداني، قالت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة وموقع «الدرر الشامية» المعارض إنه جزائري. وأوردت «الدرر» أن وسائل إعلام موالية للحكومة السورية «نعت مقتل القيادي في الحرس القومي العربي الجزائري حسين عيسى إلى جانب عدد من أفراد مجموعته خلال محاولات اقتحام مدينة داريا في ريف دمشق»، مشيرة إلى أن مصادر فصائل المعارضة تحدثت عن ما لا يقل عن 15 قتيلاً للنظام في الهجوم الجديد على داريا المحاصرة. واعتبرت «الدرر» أن مقتل الجزائري «الإثبات الأول من نوعه على الدعم الجزائري للنظام السوري»، وهو أمر تنفيه الجزائر رسمياً على رغم تأكيدها وقوفها إلى جانب سورية في مواجهة الإرهاب الذي عانت منه الجزائر في تسعينات القرن الماضي. وزار وزير جزائري قبل أسابيع دمشق والتقى الرئيس بشار الأسد، فيما قام وزير الخارجية السوري وليد المعلم بزيارة مماثلة للجزائر والتقى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. أما «شبكة شام» الإخبارية فقالت إن حسين عيسى (أبو عدي) ينتمي إلى «ميليشيا الحرس القومي العربي ... (و) هو فصيل عسكري قومي عربي أسسته مجموعة من الشباب القومي العربي... عقب التهديدات الأميركية بضرب نظام الأسد بعد استخدامه السلاح الكيماوي ضد الغوطة الشرقية في آب (أغسطس) 2013». وأضافت أن «هذه الميليشيا شاركت بغالبية أعمال قوات (النظام) الإرهابية عبر كتائب تضم في صفوفها عناصر من حملة الجنسية الجزائرية والفلسطينية والمصرية وطبعاً السوريين من ذوي الانتماء القومي». وأوردت الشبكة معلومات عن أن «القتيل أبو عدي يقود كتيبة جول جمال التابعة للحرس القومي، ويعد أحد القيادات التي شاركت في العديد من المعارك خاصة في ريف دمشق، وهو أول جزائري يعلن مقتله في الميليشيات التي تقاتل مع النظام». وتابعت أن «ميليشيا الحرس القومي كانت قد خسرت قيادياً مصرياً قبل ثلاث سنوات وهو عامر عيد عبدالله (أبو ناصر) في معارك الريف الدمشقي». في غضون ذلك (أ ف ب)، استعادت قوات النظام السوري السبت السيطرة على مستشفى في مدينة دير الزور في شرق البلاد بعد ساعات على استيلاء تنظيم «داعش» عليه، وفق ما أفاد المرصد السوري. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «تمكنت قوات النظام السوري من استعادة السيطرة على مستشفى الأسد عند مدخل مدينة دير الزور الغربي بعد ساعات على سيطرة تنظيم داعش عليها واحتجازه لكادره الطبي». وكان التنظيم قد سيطر على المستشفى واحتجز طاقمه الطبي إثر هجوم شنّه صباح السبت، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل «35 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و24 من تنظيم داعش»، بحسب المرصد. وأشار عبدالرحمن إلى أن «المرضى جميعهم بخير». ونقل عن مصادر إن «غالبية الكادر الطبي لم يصب بأذى». لكن وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية نقلت عن وزارة الصحة قولها إن «مجموعة مسلحة من تنظيم داعش الإرهابي اقتحمت (أول من) أمس مستشفى الأسد في مدينة دير الزور وارتكبت مجزرة مروعة بحق الكادر الطبي بعد قيامها باحتجاز بعضهم واختطاف عدد من الأطر الطبية العاملة بالمستشفى وأجهزت عليهم بالسلاح الأبيض». ودانت الوزارة، في بيان، «المجزرة الوحشية المروعة»، وقدّمت «التعازي لذوي الشهداء والتحية لبسالة العاملين الصحيين الأبطال الذين أبوا أن يتركوا مواقعهم الصحية في هذه الظروف التي تمر بها المحافظة المحاصرة من قبل تنظيم داعش الإرهابي منذ ما يزيد على سنة». ويسيطر «داعش» منذ العام 2013 على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وحقول النفط الرئيسية فيها والتي تعد الأكثر إنتاجاً في سورية. ويسعى منذ أكثر من عام للسيطرة على كامل المحافظة حيث لا يزال المطار العسكري وأجزاء من مدينة دير الزور تحت سيطرة قوات النظام. وحقق التنظيم المتطرف منذ كانون الثاني (يناير) تقدماً في مدينة دير الزور مسيطراً على أحياء عدة وبات موجوداً في أكثر من 60 في المئة منها. وفي نيسان (أبريل) سيطر التنظيم على حي الصناعة في شرق المدينة ليقترب أكثر من مطارها العسكري. وفي مدينة حلب في شمال سورية، أفاد المرصد عن مقتل سبعة مدنيين بينهم طفلان جراء استهداف الفصائل الإسلامية والمقاتلة بالقذائف الصاروخية خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وأفاد التلفزيون السوري مساء السبت عن سقوط «قذيفة أطلقها إرهابيون على المركز الإذاعي والتلفزيوني في حلب» ما أسفر عن إصابة مراسله شادي حلوة وثلاثة أشخاص آخرين. وعرض التلفزيون السوري مشاهد لخضوع حلوة لعملية جراحية. وكان المراسل قد اشتهر بتغطيته الهجوم الذي قاده العقيد سهيل الحسن الملقب بـ «النمر» لفك الحصار عن مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي في أواخر العام الماضي. وانتهى ليل الأربعاء - الخميس «نظام التهدئة» الموقت الذي تم التوصل إليه قبل أسبوع في مدينة حلب استناداً إلى اتفاق روسي - أميركي. وفي ريف اللاذقية (غرب سورية)، ذكر موقع «الدرر الشامية» أن فصائل المعارضة تصدت «لليوم الثاني على التوالي لمحاولات الميليشيات اﻷجنبية التقدم في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي»، ونقل عن فصيل «حركة أحرار الشام» تأكيده الأحد «قتل 10 عناصر من الميليشيات وإيقاع عدد من الجرحى لدى صد محاولة تقدمهم على محور الحدادة». أما المرصد فأورد أن «الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في ناحية كنسبا والمزعلي وعين حور بريف اللاذقية الشمالي، وترافق مع قصف قوات النظام على مناطق في جبل الأكراد، بينما دارت ليلة (أول من) أمس اشتباكات بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محيط جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عدة مقاتلين من جنسيات مغاربية في صفوف حركة أحرار الشام الإسلامية». وفي محافظة حماة (وسط البلاد)، قال المرصد إن طائرات حربية نفذت غارات على قرية الزارة في الريف الجنوبي، والتي كان مسلحون من «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» و «كتائب أهل السنة» و «فيلق حمص» و «أجناد حمص» قد سيطروا عليها في 12 الشهر الجاري، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين. أما في محافظة حمص المجاورة، فذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام وتنظيم «داعش» في محيط حقل شاعر بالريف الشرقي. وفي محافظة ريف دمشق، قال المرصد إن «آلاف الطلاب والطالبات توافدوا لتقديم امتحانات الشهادة الإعدادية بريف دمشق، حيث تمكن نحو 80 طالباً من الخروج من مدينة مضايا المحاصرة من قبل قوات النظام وحزب الله اللبناني، لتقديم الامتحان في بلدة الروضة الخاضعة لسيطرة قوات النظام والقريبة من مضايا، بعد اتفاق بين قوات النظام ولجنة المصالحة في المدينة، والذي قضى بخروج الطلاب لتقديم امتحان شهادة التعليم الأساسي». وفي محافظة الحسكة بأقصى شمال شرقي البلاد، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين «قوات سورية الديموقراطية» وتنظيم «داعش» في محيط قرية الشمساني «الزيانات» بريف مدينة الشدادي الجنوبي «وسط تحليق لطائرات التحالف الدولي في المنطقة».

مشاركة :