أسدلت مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية الستار أمس الأول على فعاليات دورتها التاسعة عشرة، التي نظمتها برعاية كريمة من سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، والذي ناب عن سموه في حفل الافتتاح وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، تكريما للمبدعين من الشعراء والنقاد الفائزين بجوائز المؤسسة في الدورة، مع احتفاء خاص بالشاعر الراحل عبدالعزيز سعود البابطين، وانطلقت الدورة الأحد الماضي، واستمرت على مدى 3 أيام، على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي. واختتمت الفعاليات بإقامة جلستين أدبيتين، وأمسية كانت خاتمة للأمسيات الشعرية، وإلقاء البيان الختامي للمشاركين في الدورة من الباحثين والشعراء والأدباء، وتضمن توصيات خرج بها المشاركون، وتوج الختام بتكريم الرواد الذين عاصروا مؤسس مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الشاعر الراحل عبدالعزيز سعود البابطين في بدايات تأسيس المؤسسة، ووفاءً من المؤسسة ورئيس مجلس أمناء المؤسسة سعود عبدالعزيز البابطين، كان رد الجميل والاعتراف بدورهم مع والده الشاعر الراحل عبدالعزيز سعود البابطين في بداية مشواره لتحقيق حلمه الثقافي، وهم: د. محمد حسن عبدالله من مصر، د. محسن الكندي من سلطنة عمان، د. إبراهيم السعفين من الأردن، د. صالح الغريب من قطر، د. عبدالقادر فيدوح من الجزائر. توصيات اللجنة وضمت اللجنة المكلفة بصياغة التوصيات د. معجب العدواني، د. زياد الزعبي، د. نور الهدى باديس، د. ميساء الخواجا، د. صالح الغامدي، وأوصت اللجنة بالاستمرار في عقد اللقاء بشكل سنوي، وانفتاح الجائزة وأعمال الملتقى على الأشكال الشعرية المختلفة، وجمع الشهادات التي قدمت في هذا الملتقى وغيره وإصدارها في كتاب. وأوصت اللجنة أيضا بوجود برنامج ثقافي مواز للتعرف على الأماكن الأثرية والسياحية، والعمل على ترجمة ملخصات الأبحاث المقدمة في الملتقيات إلى اللغة الإنكليزية، واستمرار التقليد الذي اختطته المؤسسة بعقد لقاءاتها الثقافية في عدد من حواضر العالم، واختتم البيان بتهنئة مؤسسة البابطين الثقافية على «نجاح هذه الاحتفاليةِ المدشِّنة». ختامها شعر وكان مسك ختام فعاليات الدورة التاسعة عشرة لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية شعراً، فقد شهد اليوم الأخير إحياء أمسية هي الثالثة من الأمسيات الشعرية، ومما زاد من ألق الليلة أنها تزامنت مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، حيث وجدها الشعراء فرصة للتحليق بالجمهور في فضاءات الشعر ونظم القصيدة والمفردة الانيقة والتناغم مع عذوبة لغة الضاد. وشارك في الأمسية، التي أدارها د. أحمد الفرج من الكويت، الشعراء محمد البريكي من الإمارات، د. أحمد بلبولة، إياد هشام من العراق، حسام شديفات من الأردن، عبدالله الفيلكاوي من الكويت، شقراء مدخلي من السعودية، فارس حرّام من العراق، وقدم الشعراء نصوصاً مؤثرة أغلبها مراث عن الشاعر الراحل عبدالعزيز البابطين، عبروا فيها عن مشاعر الحزن والوفاء، مستحضرين مآثره وإنجازاته، إلى جانب قصائد أخرى تنوعت بين الغزل وحب الأوطان واستلهام مشاهد من الواقع. وفي المستهل قدم الشاعر د. بلبولة مرثية بعنوان «البابطينية» في رثاء للشاعر الراحل البابطين، أظهر من خلالها مقدرة فائقة على صناعة صور مملوءة بالمعاني الإنسانية والوفاء، ومن أجوائها: «للبابطينَ تُغنّي أم سَتَبْتَهِلُ؟ لا الشِّعرُ يَقْوَى ولا النّاياتُ تَحْتَمِلُ، حَكى لكَ الشَّيخُ عن مِشوارِهِ فَبَكَى، وخَصَّ مِصْرَ فَحَقَّ القَوْلُ والْعَمَلُ، ما الشِّعر إنْ لم يَكُنْ فَذًّا تُقاوِمُهُ، ظُرُوفُهُ وَهْوَ يَدْري أَنْ سَيَكْتَمِلُ؟ إِنّي اخْتَزَنْتُ ثنائي كي أُنَزِّهُهُ، وكانَ يَمْنَعُني مِن قَوْلِهِ الخَجَلُ، حَتّى أَتَيْتُ على حُبٍّ لِأُنْشِدَهُ، وَسْطَ الْأَحِبَّةِ لَكِنْ بَعْدَما رَحَلُوا». لغة الضاد ونثرت الشاعرة مدخلي مفردات لغة الضاد عبقاً شعرياً يحمل عذوبة المعنى والأحاسيس، وحلق الشاعر الفيلكاوي بالحاضرين ليعيشوا معه في شريط ذكريات ما بين ألم الفقد والحنين للراحل عبدالعزيز البابطين والأمل في نجله سعود البابطين، أما الشاعر شديفات فقرأ نصاً شعرياً أكد جزالة لغته، بعنوان «سيِّدَةُ الرّملِ والموسيقى». وتوالت إبداعات الشعراء فأنشد الشاعر هاشم قصيدة بعنوان «يٰا رِمالَ الْكُوَيْت» وكان مسك الختام مع الشاعر محمد البريكي، ومن القصائد مرثية بعنوان «في البابطين يُقال» و«على لسان أبي»، و«حَصيرٌ نابتٌ في الرّمل». «إرث لن يُنسى»... وثائقي يخلد ذكرى البابطين في ختام الدورة تم عرض فيلم وثائقي عن حياة الشاعر الراحل البابطين، بعنوان «إرثٌ لن يُنسى... عبدالعزيز سعود البابطين»، في خطوة لتخليد ذكرى أحد أعظم رموز الشعر والثقافة في الوطن العربي، ويعكس الفيلم الجوانب الإنسانية للراحل البابطين، مسلطا الضوء على إرثه الثقافي ودوره البارز في دعم الشعر والثقافة العربية على مدى عقود. ويبرز الفيلم شهادات حية لشخصيات بارزة من الدبلوماسيين والأدباء والمثقفين والسياسيين ورجال الفكر ورؤساء دول سابقين الذين عاصروا الراحل، حيث سلطوا الضوء على تواضعه الكبير، إلى جانب إيمانه العميق بدور الثقافة والشعر. تجدر الإشارة إلى أن الفيلم الوثائقي من إنتاج فريق عمل متكامل، وهو فريق قناة البوادي، والتعليق الصوتي: بصوت الإعلامي المتميز يوسف جوهر.
مشاركة :