ودعا أيضا إسرائيل إلى وقف ضرباتها على سوريا التي وصفها بـ"انتهاكات" لسيادة البلد. وقال غوتيريش قبل اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يترأسه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن "الشرق الأوسط يشهد حرائق عدّة ولكن بات في سوريا اليوم بصيص أمل ينبغي ألا يخمد". وتابع "الشعب السوري أمام لحظة تاريخية، أمام فرصة. وهذه الفرصة ينبغي ألا تفوّت". وقد شنّت إسرائيل ضربات جوية على مواقع عسكرية في سوريا بعد سقوط بشار الأسد. وقال غوتيريش إن "الضربات الجوية الإسرائيلية الواسعة النطاق تتواصل. وهي انتهاك لسيادة سوريا ووحدة أراضيها ولا بدّ من أن تتوقّف". وهو ندّد بتوغّل إسرائيل في المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا الخاضعة لإشراف الأمم المتحدة. وصرّح "سأكون واضحا. ينبغي ألا يكون لأيّ قوّة عسكرية وجود في المنطقة الفاصلة، ما عدا قوّات الأمم المتحدة لحفظ السلام. ونقطة". وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة أن "تتنقّل قوّات حفظ السلام بحرّية لإنجاز مهمّتها الكبيرة"، مؤكدا "ينبغي لإسرائيل وسوريا احترام أحكام اتفاق فكّ الارتباط لعام 1974 الذي ما زال قائما بالكامل". وإذ ذكّر بالعقوبات الدولية المفروضة على سوريا في عهد بشار الأسد، طالب المجتمع الدولي "بخطوة أولى، بخطوة تضامنية مع الشعب السوري إلى أن تتوفّر الشروط لرفع العقوبات كلّها". وهو قال "ينبغي ألا يخفى عنّا أن هذه العقوبات كانت موجّهة ضدّ نظام الأسد. وقد تغيّر الوضع. وأصبحنا الآن في مرحلة انتقالية" إثر هجوم خاطف أطلق من محافظة إدلب في جنوب غرب سوريا، أطاحت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام بحكم بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، منهية بذلك حربا أهلية اندلعت في 2011 في أعقاب قمع مظاهرات منادية بالديموقراطية، أودت بحياة نصف مليون شخص ودفعت ستة ملايين سوري إلى النزوح أو الهجرة. وتؤكد هيئة تحرير الشام التي أعلنت فك ارتباطها بتنظيم القاعدة أنها نأت بنفسها عن الجماعات الإسلامية المتطرفة لكنها تبقى مصنفة "منظمة إرهابية" من جانب الكثير من العواصم الغربية ومن بينها واشنطن. وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس دعا القائد العسكري لهيئة تحرير الشام مرهف أبو قصرة، المعروف باسمه الحربي أبو حسن الحموي، الأمم المتحدة والولايات المتحدة والدول الأوروبية المعنية إلى سحب الهيئة من قوائمها للمنظمات الإرهابية. وفيما كان الأسد يقدّم نفسه على أنه حامي الأقليات في البلاد ذات الغالبية السنية، تترقب الكثير من الدول والمنظمات التي رحّبت بسقوطه، كيف ستتعامل السلطات الجديدة مع هذه الأقليات.
مشاركة :