يواصل موسم طانطان الثقافي الذي يقام في مدينة طانطان بالمغرب مد جسور التواصل بين الشعوب، وضمن فعاليات الدورة الثانية عشرة، تم الافتتاح الرسمي لسباق الهجن انطلاقاً من مضماره في صحراء طانطان، وشارك في سباق الهجن 283 عنصراً تم توزيعهم على 11 مجموعة، وفاز خلالها بالمركز الأول حبيب الله الديلمي من الداخلة، وبالمركز الثاني بالبشير السباعي من طانطان. وقال محمد عبدالله بن عاضد المهيري، مدير مزاينة الظفرة وعضو اتحاد سباقات الهجن، إن السباق تم على مسافة 4 كيلومترات، وفاق عدد المتنافسين فيه هذه السنة 200 مشارك، مما يشير إلى زيادة الاهتمام من قبل أهالي صحراء طانطان المشاركين. وأكد زيني السالك، رئيس الجمعية الإقليمية لتربية الإبل، أن موقع حلبة السباق التي تم تشييدها بإقليم طانطان، استراتيجي يجمع الشمال بالجنوب، وهذه الحلبة ستساهم في تطوير سباق الهجن الذي أصبح قطاعاً واعداً للاستثمار، وهو مفخرة للساكنة حسب تعبيره، وشكر دولة الإمارات العربية المتحدة على انخراطها المباشر في تطوير ممارسة رياضة عربية أصيلة بطانطان. وعلى هامش موسم طانطان، أقيمت مسابقة لمزاينة الإبل في شوطين، الأول فئة أجمل ناقة بمشاركة 73 كساباً بطانطان والأقاليم الصحراوية المجاورة، اختير منها عشر نوق مملوكة، حيث جاء في المرتبة الأولى الوالي زيني من طانطان، وفي الثاني فردي تم اختيار خمس نوق من مجموع 53 مشاركاً، حيث جاء في المرتبة الأولى علي الراضي من طانطان. وفي جو احتفالي تم تحت إشراف اتحاد سباقات الهجن بالإمارات والمديرية الإقليمية للفلاحة بالمغرب، تم توزيع جوائز مهمة على الفائزين العشرة تراوحت بين 10000 درهم للفائز الأول، و 8000 درهم للفائز الثاني، أما الفائزالثالث فحصل على 3000 درهم. واستقطب ركن البيئة البحرية في جناح الإمارات، المشارك في موسم طانطان لهذا العام بصحبة من أهل البحر الإماراتيين من قدامى النواخذة الذين جاؤوا للتعريف بأنواع الحرف البحرية، وكيف كان يعيش أهل البحر في الإمارات، استقطب أعداداً كبيرة من الزوار الشغوفين بالتعرف إلى كنوز الموروث الإماراتي الذي نجح أبناء الدولة في توصيل رسائله والتعريف به في إطار جذاب ومشاهد حية من أشكال التراث والبيئات الإماراتية المختلفة عبر الأنشطة والفعاليات المتنوعة. ويشكل التراث البحري الملاحي جزءاً أصيلاً من التراث الشعبي في الإمارات ودول الخليج العربي، لكونه يرتبط بشكلٍ وثيق بفترة ما قبل النفط. ومنذ القدم مارس الإنسان العمل البحري على ضفاف الخليج العربي، وبرز دوره الصناعي من خلال بناء السفن بالطريقة التي اتبعها أسلافه منذ قرون دون الحاجة إلى المُعدّات الحديثة. وضم ركن البيئة البحرية عرض نماذج من الحياة البحرية، بما فيها من أدوات للصيد وتجارة اللؤلؤ وبناء القوارب ومعدات الغوص ونماذج عن السفن، كما ضم العديد من نماذج السفن التقليدية الجديدة التي تستعرض تاريخ الحياة البحرية باللغة العربية، إلى جانب مقابلات فردية مع عدد من مصنعي القوارب وتجار اللؤلؤ وتجار البحار. وتوافد زوار جناح الإمارات لمشاهدة لوحة فولكلورية بالغة الثراء شكل ملامحها أهل البحر الإماراتيون، ورسموا خطوطها التي تماهت مع الخطوط التي رسمها الزمن في وجوههم نتيجة أسفارهم البعيدة في البحر، سعياً وراء الرزق في الزمن القديم وجلباً للؤلؤ والأسماك باعتبارهما عماد الحياة لسكان البيئات البحرية إلى عقود قليلة قريبة قبل ظهور النفط وحدوث الطفرة الحضارية الكبرى في الإمارات بأيادي أبناء أحسنوا استكمال ما بدأه الآباء والأجداد من قصة بناء وطن أبهر العالم بقدرته على استيعاب أحدث أساليب العصر، وتمسك في الوقت ذاته بتراث عريق تركه الأقدمون ليحافظ عليه الأبناء ويحرصوا على توصيله عبر الأجيال. وحظيت المجموعة العلمية المتقدمة التي تعد من أعرق المختبرات الرائدة عالمياً وخليجياً من حيث الخدمات التي تقدمها للجمهور للعناية الطيبة بالإبل، بإقبال كبير من قبل فلاحي المملكة المغربية، وذلك ضمن مشاركتها في فعاليات موسم طانطان. وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة العلمية المتقدمة خليفة عبدالله بن ثاني النعيمي: إن هناك تجاوباً كبيراً مع أفكارنا ومشاريعنا لمصلحة قطعان الإبل بالصحراء التي تعاني مشكلات صحية تفتقر إلى مكافحتها بالشكل الصحيح والفعال، منها ثلاثة أمراض تنتشر بشكل كبير كالجرب والقرع وحشرات القراد التي تنقل الأمراض. هذه السنة قمنا بتوزيع منشورات تهم طريقة استخدام الأدوية بطريقة صحية. كما أن هناك أيضاً مساهمة لحل مشكلات العقم التي تواجه قطعان الإبل في الأقاليم الجنوبية ومنها طانطان، وأوضح الرئيس التنفيذي للمجموعة العلمية المتقدمة، أن الأدوية التي يمكن استعمالها قبل بداية موسم التزاوج، حيث توجد إبر معينة تعطى للإناث قبل هذه العملية. وأشار خليفة عبدالله النعيمي، الرئيس التنفيذي للمجموعة العلمية المتقدمة، إلى أن التعاون بيننا وبين المصالح المختصة وملاك الإبل ينصب في تطوير العملية الإنتاجية واستخدام الأدوية الفعالة والموجودة ضد الأمراض المنتشرة.
مشاركة :