كشف رئيس تحرير صحيفة الآثار والنقوش الإسلامية وتوثيقها في الامارات العربية المتحدة الدكتور برونو أوفرليت أنه أشرف ضمن فريق من متاحف الفن والتاريخ في بروكيسل على حفريات نفذت في سيبريا وايران وطاجكستان والامارات وأظهرت معالم اسلامية تعود لحقب تاريخية قديمة، مشيراً الى أنه قام منذ العام 2009 بقيادة فريق بحثي في موقع مملكة مليحة المكتشفة عام 1973 والقريبة من امارة الشارقة الاماراتية وتوصل الى أن القبور المكتشفة أقدم من الناحية المعمارية من المقابر التي اكتشفت في مدائن صالح القريبة من العلا. وأوضح الدكتور أوفرليت خلال محاضرة ألقاها في منزل السفير البلجيكي في الرياض أمس، أن التنقيبات التي جرت في مليحة منذ بداية السبعينات من القرن الماضي كشفت وجود مدينة مهمة تضم أبنية إدارية وحصوناً كبيرة، ومدافن تذكارية وحارات سكنية ومقابر دفنت فيها الجمال والخيول إلى جانب أصحابها وسكت عملتها المحلية فيها. ولفت الى أن المدينة كانت مركزاً مهماً في شبه الجزيرة العربية في التجارة العالمية التي تربط أقطار حوض البحر الأبيض المتوسط مع أقطار المحيط الهندي وكذلك مع وادي الرافدين، وكذلك فإن مملكة مليحة عثر فيها على شواهد قبور كتبت بالخط المسند الجنوبي، كما عثر على كتابات آرامية مهمة. وبين أن اللقى الأثرية المكتشفة في مليحة تشمل فخاريات وبضائع أخرى من وادي الرافدين وشمال الجزيرة العربية واليمن وجزيرة رودس الإغريقية بجانب فخاريات رومانية واختام من مصر. وأشار الى أنه تم اكتشاف أبنية مدنية ومقابر خصصت للبشر ومدافن خصصت للجمال والخيول وهي اقدم من الناحية المعمارية من المقابر التي اكتشفت في مدائن صالح وكذلك في موقع الفاو في السعودية أو البتراء في الأردن. وأوضح أن أهالي مليحة استخدموا ضرب العملة على الطريقة الإغريقية والتي تحمل رسم رأس هرقل، واكتشفت بين أغراضهم بعض النصوص الكتابية القصيرة، وهي إما بالآرامية أو بلغة أهل جنوب الجزيرة العربية. يذكر أن معظم السفارات الأوروبية تنفذ في شهر أيار (مايو) عدداً من الفعاليات للتعريف بدولها تشمل عرض أفلام ومحاضرات وورش عمل، اضافة الى استقبال وفود فنية وثقافية من دولهم.
مشاركة :