نشامى بدون شفيع!

  • 5/18/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مهما تحدث المسؤولون عن المنتخب الأردني الأول لكرة القدم عن مبررات قادت الى استبعاد الحارس الأول في الأردن عامر شفيع عن تشكيلة المنتخب المشارك في بطولة تايلند الودية، الا أنها لا يمكن أن ترقى حتى تكون من المقنعات التي يمكن أن تلغي حقيقة تقول، إن الكرة الاردنية الى جانب استفادتها من قدرات وإمكانات الحارس المميز، لا يمكن أيضا تجاهل ما تعرضت له من أضرار ومواقف عصيبة، عطفًا على مشاغبات الحارس المتكررة، واقتناعه أنه الحارس الأول والأخير الذي لا يمكن الاستغناء عن خدماته، مهما بلغ من تجاوزات، وفي المواقف السابقة تأكيد واشارة الى قناعات كانت حاضرة، وأيضًا أحداث، لم تؤكد الاستفادة القصوى، بقدر ما افرزته من سلبيات وفي لحظات حاسمة، لم يكن بمقدور شفيع أن يقدم خلالها الاضافة التي كان من الممكن أن تتساوى مع ما يقوم به من سلوكيات وتصرفات خارجة عن لغة الالتزام والانضباط. ان ما قام به الاتحاد الاردني من استبعاد عن بطولة تايلند بمبررات ذكرت على أساس أنها الراحة الاجبارية للحارس، كان من الواجب أن يكون التبكير فيها حاضرا وفي مناسبات سابقة، ذلك أنه لمصلحة اللاعب قبل أن تكون لمصلحة وخدمة المنتخب أن يعيش اي لاعب مثل تلك اللحظات، ومن الواجب أن يشعر جميع اللاعبين أنه لا كبير على تشكيلة المنتخب، ولا يمكن أن يكون لاسم تلك السيطرة والنفوذ، في الوقت الذي نتحدث فيه عن تركيز حاضر يتوجب أن يلامس المستقبل ومصلحة الكرة والكيان، ليس مجرد الفوز في مباراة، أو التصدي لضربة جزاء، وفي وقائع وأحداث عامر شفيع مع المنتخب الاردني صور وحقائق ليس من السهل تجاهلها الآن في لحظة شعر فيها المسؤولون أن الانضباط لا بد وأن يعلو على كل شيء، حتى من ضمنهم شفيع، وهي عكس صورة سابقة كانت حاضرة ودللت على أن غالبية القرارات في داخل المنتخب تتأثر سلبيًا بقناعات الحارس، وربما يكون لصراعاته مع العديد من المدربين، واجهات حاضرة، من الصعب تجاهلها، حتى وإن اعتقد عبدالله ابوزمع أو غيره من المدربين المكلفين بقيادة الكرة الاردنية بقدرتهم على السيطرة على تجاوزات الحارس وتوجيهها في حدود معينة، الا أن ذلك لا يمكن أن يعني سيطرتهم على قناعات اللاعبين الآخرين الذين دون شك يتأثرون سلبيا بما يقوم به الحارس، وربما يهبطون بجاهزيتهم ومعنوياتهم دون إرادة. إن اقتناع منتخب النشامى وبعد سنوات طويلة أنه من الضروري تهيئة الحارس البديل، ومنحه كامل الفرصة لتقديم نفسه، رغم تأخر الاقتناع به، الا أنه يظل من اللحظات والقرارات المهمة التي لها أن تلعب في صالح الكرة الاردنية، بشرط أن يتمسك بها أصحاب القرار، ليس على مستوى شفيع وفقط، بل وأيضًا فيما يخص جميع اللاعبين، ذلك أن الانضباط يظل ركنًا أساسيًا لا تأسيس ولا نجاح للمؤسسة في أي اتجاه ما لم يكن مبنيًا على قناعاته وموضوعيته.

مشاركة :