قالت الباحثة آلاء بنت سلطان باهبري متخصصة في الإعلام والاتصال، إن السوق الإعلانية في السعودية تعد من كبريات الأسواق في المنطقة العربية، لافتة إلى أنه على الرغم من ضخامتها إلا أنها تمر بعديد من التحديات التي تحتاج إلى تجاوزها للوصول بالسوق إلى الاحترافية. وأكدت أن من أبرز التحديات في السوق السعودية ضعف التنظيم الرسمي في جانبيه المؤسسي واللوائح التنفيذية، وغياب التراكم المعلوماتي الدقيق عن السوق، وعدم التكيف مع البيئة الاتصالية المتغيرة، وعدم فهم واستيعاب السلوكيات الحديثة للمستهلكين، وانخفاض مستوى الإبداع في الفكرة والتصميم والتوقيت ووسائل الإعلان. وأفادت بأنه يتوافر في هذه السوق عديد من الفرص التي تحتاج إلى استثمار، أهمها النمو في بعض القطاعات الحكومية والخاصة، في ظل دخول الكفاءات الإعلانية في السعودية. وبينت أن المختصين يعتبرون السوق الإعلانية في المملكة من الأسواق النامية، حيث أشاروا في عدة تقارير إلى أن نسبة النمو بلغت 8 في المائة. وأوضحت أن تقرير (بارك) المنشور عام 2012 ذكر أن قطاع الإعلانات الحكومية يتصدر بنسبة 20 في المائة، يليها قطاع السيارات، يليها قطاع الأسواق وقطاع التجزئة، وأن الصحف هي المتصدرة في الإعلانات بفارق كبير، حيث بلغت نسبتها 73 في المائة، ثم إعلانات الطرق بنسبة 18 في المائة، ثم التلفزيون بـ 6 في المائة، وأخيرا الراديو الذي بلغت الإعلانات فيه 4 في المائة، وأن "موبايلي" أكثر الشركات إنفاقا على القطاع الإعلاني، تليها شركة تايوتا، ثم شركة الاتصالات السعودية. وبينت الباحثة آلاء بنت سلطان باهبري أنه على الرغم من أهمية الإحصائيات الواردة في تقرير (بارك)، إلا أن غياب المعلومات الحديثة والمفصلة يعد تحديا كبيرا يواجه السوق الإعلانية السعودية، حيث تغيب الأرقام عند الحديث عن هذه السوق إلا في بعض التقارير المتفرقة، التي لا تعطي تصورا دقيقا. وقالت إن هذا التحدي يعد الأول والأهم لتطوير السوق والوصول بها إلى الاحترافية، حيث إن الاعتماد على التصورات غير المرتبطة بالدراسات يسبب ضعفا في فهم هذه السوق، ومن ثم يؤدي إلى ضعف في مخرجاتها، لافتة إلى أن أول ما ينبغي للممارسين عمله، إصدار التقارير السنوية المتضمنة للمؤشرات العالمية المعرفية كحجم السوق الإعلانية، وحجم الإنفاق الإعلاني، وحجم الدخل والربح الإعلاني، والوسائل المستخدمة في الإعلان، والشركات الأعلى إنفاقا. وطالبت بوضع بعض المؤشرات المحلية التي تتناسب مع السوق السعودية كأسعار إعلانات مشاهير الإعلام الجديد، التي لا تشير إليها هذه التقارير على الرغم من الاتجاه الكبير نحوها. وذكرت أن التحدي الثاني الذي تواجهه السوق السعودية، التكيف مع المتغيرات الاتصالية التي تتسارع يوما بعد يوم، حيث إنه منذ ظهور الإنترنت تغير عديد من المفاهيم المتعلقة بالاتصال والإعلام، فمن جهة ازداد معدل الاتصال لدى الأفراد، وأصبح من الصعب تحديد مرسل ومستقبل ثابتين في العملية الاتصالية، وتغير نمط الاتصال نحو الاتصال الشبكي، ومال الاتصال نحو الرسائل الشخصية، كل هذه التغيرات لم يستوعبها الإعلان السعودي بشكل كامل، الذي استمر جزء كبير منه في تكرار نمط الإعلانات التقليدية، ما أضعف في كثير من الأحيان فاعليته. وأكدت أن المستهلك يشكل تحديا ثالثا، حيث تغير عديد من دوافعه واتجاهاته واستمالاته الإقناعية، موضحة أن من أبرز المتغيرات التي يجب على الإعلان السعودي فهمها لدى المستهلك، مدى استيعابه الاستمالات الإقناعية التي يستخدمها المعلن، ومدى مقاومته لها.
مشاركة :