كشف اثنان من عملاء الاستخبارات الإسرائيلية السابقين تفاصيل جديدة عن عملية تفجيرات "البيجر" التي استهدفت قبل ثلاثة أشهر، عناصر "حزب الله" في لبنان وسوريا، مؤكدين أن إسرائيل كانت تخطط لها على مدار سنوات. إقناع "حزب الله" بتغيير الأجهزة إلى أجهزة بيجر أكبر استغرق أسبوعين وتحدث العميلان في برنامج على قناة "سي بي إس"، وهما يرتديان أقنعة ويتحدثان بصوت معدل لإخفاء هويتهما، حسب ما ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية. وأكد أحد العملاء الذي أطلق عليه اسم "مايكل" إن العملية بدأت قبل 10 سنوات باستخدام أجهزة "ووكي توكي" تحتوي على متفجرات مخفية، والتي لم يدرك "حزب الله" أنه كان يشتريها من إسرائيل، ولم تنفجر هذه الأجهزة إلا في سبتمبر الماضي، بعد يوم من تفجير أجهزة الإرسال المفخخة "البيجر". وأضاف أن المرحلة الثانية من الخطة، والتي جرى فيها استخدام أجهزة "البيجر" المفخخة، فقد بدأت في عام 2022 بعد أن علم الموساد أن "حزب الله" كان يشتري أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان. وذكر أنه كان لا بد من جعل أجهزة "البيجر" أكبر قليلاً لتناسب كمية المتفجرات المخفية بداخلها. وتم اختبارها على دمى عدة مرات للعثور على الكمية المناسبة من المتفجرات التي ستسبب الأذى للمقاتل فقط دون أي ضرر للأشخاص القريبين. كما اختبر الموساد العديد من نغمات الرنين للعثور على نغمة تبدو عاجلة بما فيه الكفاية لجعل الشخص يخرج جهاز البيجر من جيبه. وقال العميل الثاني، الذي أطلق عليه اسم "غابرييل"، إن إقناع "حزب الله" بتغيير الأجهزة إلى أجهزة بيجر أكبر استغرق أسبوعين، باستخدام إعلانات مزيفة على "يوتيوب" تروج للأجهزة بأنها مقاومة للغبار والماء وتتمتع بعمر بطارية طويل. كما وصف استخدام الشركات الوهمية، بما في ذلك شركة مقرها المجر، لخداع شركة "غولد أبولو" التايوانية لدفعها بشكل غير واعٍ للتعاون مع الموساد. وبالمقابل كان "حزب الله" أيضاً غير مدرك أن الشركة الوهمية كانت تعمل مع إسرائيل. وأضاف غابرييل، أن كل شيء كان أصيلاً بنسبة 100%، بما في ذلك رجال الأعمال والتسويق والمهندسون وصالة العرض وكل شيء، وبحلول سبتمبر، كان لدى "حزب الله" 5 آلاف جهاز بيجر في جيوبهم. وشنت إسرائيل الهجوم في 17 سبتمبر، عندما بدأت أجهزة البيجر في جميع أنحاء لبنان بالرن. وكانت الأجهزة ستنفجر حتى إذا فشل الشخص في الضغط على الأزرار لقراءة الرسالة المشفرة الواردة. وفي اليوم التالي، قام الموساد بتفعيل أجهزة "الووكي توكي"، وانفجرت بعض الأجهزة في جنازات نحو 30 شخصاً قتلوا في هجمات أجهزة البيجر. وقال العميل الذي استخدم اسم "مايكل" إن الناس في لبنان كانوا في اليوم التالي لانفجارات أجهزة البيجر، يخافون من تشغيل مكيفات الهواء خوفاً من أن تنفجر أيضاً. مضيفا أن الهدف كان يتعلق بإرسال رسالة أكثر من قتل عناصر "حزب الله". وتابع: "نريدهم أن يشعروا بالضعف، وهم كذلك. لا يمكننا استخدام أجهزة البيجر مرة أخرى لأننا قمنا بذلك بالفعل. لقد انتقلنا بالفعل إلى الشيء التالي. وسيتعين عليهم الاستمرار في محاولة التخمين حول ما سيكون الشيء التالي". وفي الأيام التي تلت الهجوم، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية ضربات في جميع أنحاء لبنان، وتم اغتيال زعيم "حزب الله" حسن نصر الله . الموساد حزب الله تفجيرات لبنان
مشاركة :