يورغن كلوب.. مدرب عشق ليفربول قبل أن يدربه

  • 5/18/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

سواء فاز أم خسر أمام إشبيلية في بازل اليوم، فإن يورغن كلوب حقق نجاحا في أول مواسمه في إنجلترا. لم يكن الوصول إلى نهائي بطولتين مرجحا عندما وصل إلى ليفربول، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبالأخذ في الاعتبار أن ليفربول تأهل إلى النهائيات الأوروبية أكثر من معظم الأندية الإنجليزية، فإن سد فجوة ممتدة لـ9 سنوات، منذ أثينا 2007، كان أمرا مرضيا للغاية. يتذكر كلوب ذلك النهائي بالطبع، ولكن شأن كل شخص آخر، فهناك نهائي أقيم قبل ذلك بعامين، وهو الذي ما زال محفورا في ذاكرته. وتظهر السجلات أن ليفربول فاز ضد ميلان في 2005، وخسر أمام نفس المنافس في آخر نهائي أوروبي يصل إليه، لكن السجلات لا يمكن أن تخلو من وصف «معجزة إسطنبول». يقول كلوب: «كان شيئا أشبه بالمعجزة؛ أن تكون متأخرا 3 – 0، ثم تنجح في العودة، هو أمر قد يكون أكبر مظهر من مظاهر التعبير عن نوعية الشخصية في تاريخ كرة القدم، وهو شيء لا تراه عادة في المباريات النهائية»، مضيفا: «عندما تصل إلى نهائي إحدى البطولات تريد أن ترقى لمستوى التوقعات، تريد أن تعمل، وتريد أن تكون في أفضل حالاتك، لا أن تكون متأخرا بـ3 أهداف في الشوط الأول، هذا يقتل الأحلام عادة». ويقر كلوب، وهو من نوع المدربين الملهمين والمحفزين، أنه عمل على استغلال روح إسطنبول في حديثه مع لاعبيه في ألمانيا في السابق، حيث كان يقدم هذه المباراة كمثال على عدم الاستسلام للهزيمة أبدا. يقول: «استخدمت كثيرا من الأشياء في حياتي ساعدتني على أن أبقى في السباق، أو أكون أكثر ثقة في المواقف الصعبة، وبالتأكيد كانت تلك المباراة أحد هذه المواقف. وقد استعنت بها بالتأكيد في اجتماعاتي مع اللاعبين، لكنني عندئذ كنت أستعين بفيلم روكي بالبوا كثيرا أيضا» (روكي بالبوا هو الفيلم السادس والجزء الأخير من سلسلة أفلام (روكي)، ويعود من خلال هذا الفيلم الممثل والكاتب والمخرج والمنتج سيلفستر ستالون بعد 30 عاما من تقديمه لهذه الشخصية). في كثير من الأحيان، يبدو أن الحقيقة والخيال يمتزجان، عندما يتملك الحماس والحيوية من كلوب، لكن الحق أن شخصية روكي لم تعد مؤثرة مع اللاعبين. ويقول كلوب: «لا بد أنني شاهدت الفيلم قرابة الـ20 مرة، وذكرته أكثر في عدد أكبر من المرات، لكني لا أزال أذكر المرة الأخيرة التي حاولت فيها الاستعانة بهذا الفيلم»، مستطردا: «كنت أحاول تهيئة فريق دورتموند لمواجهة مع بايرن، وبدأت بالحديث عن روكي بالبوا. وفجأة شعرت بأن كلماتي وقعت على آذان صماء، ومن ثم سألت من سمع عن روكي بالبوا: اثنان فقط. إذن، لا يمكنني الآن أن استعين بهذا الفيلم لتحفيز اللاعبين.. لاعبو كرة القدم في أعمار صغيرة جدا». ولحسن الحظ، فإن كلوب يعمل على تأمين إمداداته الخاصة من الأفعال المحفزة للاعبين. بعد أن رفض وصف في تصريحاته لوسائل الإعلام العودة المثيرة لليفربول أمام دورتموند في مباراة الإياب في دور الثمانية أمام دورتموند بالمعجزة، قبل مباراة نصف النهائي ضد فياريال، وجد نفسه يستخدم نفس هذا الوصف تماما، عندما تحدث إلى لاعبيه قبل المباراة على ملعب أنفيلد. يقول كلوب: «كانت النتيجة 1 - 0 فقط، لكن في موقف مشابه لدورتموند. لا يمكنك دائما أن تقول إن الحظوظ متقاربة، عندما نكون متأخرين 3 - 1، لكن من النادر أن تمر بوضع كهذا، وعليك أن تحتفظ به لاستخدامه في لحظات خاصة. إذن قلت: (يا أولاد، لدينا شوط المباراة الثاني، ونحن الآن نعرف منافسنا بشكل أفضل)، وبالفعل قدمنا أداء جيدا». عند لحظة معينة في المباراة، ظهر كلوب يشير للجمهور خلفه مطالبا بمزيد من التشجيع، لأنه لم يشعر أن تدخلا كله تصميم من جانب جيمس ميلنر لاستعادة الكرة حصل على ما يستحق من التشجيع. يفكر كلوب بعقلية المشجع – انظر إلى اقتراحه النابع من القلب، وإن كان غير عملي بأن يسافر مشجعو ليفربول إلى بازل لحضور المباراة النهائية من دون تذاكر – وهو يتوقع من المشجعين أن يفكروا مثله. وبشكل لافت، يعامل كلوب مباراة كريستال بالاس على ملعب أنفيلد هذا الموسم بنفس مستوى الأهمية، مثل الانتصارات القوية على دورتموند ومانشستر يونايتد. خسر ليفربول 2 - 1 أمام بالاس على ملعبه، في نوفمبر (تشرين الثاني)، وقد دفع مشهد المشجعين يتجهون للخروج وعلى وجوهم مظاهر خيبة الأمل قبل صفارة النهاية، كلوب إلى وقفة مع النفس. يقول: «فكرت في تلك اللحظة بأنه من الأهمية بمكان أن أقول إنني شعرت بالوحدة. نحن معا في هذا، ولم أتمكن من أن أفهم لماذا يغادر أي مشجع قبل 8 دقائق من النهاية. أعتقد أنه كان هناك رد منذ ذلك الوقت. لا أعتقد أن أحدا غادر الملعب مبكرا في المباراة الأخيرة ضد تشيلسي». كان هناك رد من اللاعبين أيضا. فاز ليفربول في مباراته التالية بطريقة درامية على مانشستر سيتي، ولم يتراجعوا إلا نادرا، حتى ولو تحقق لمانشستر سيتي بعض الثأر في نهائي كأس الرابطة. الآن، ليفربول في نهائي آخر، ويكن المشجعون مشاعر حقيقية لمدربهم، كما يشعر كلوب أنه في بيته. يقول: «كنت معجبا بالنادي قبل وقت طويل من مجيئي إلى هنا، والآن أعشقه. لا أعتقد بأن هذا من قبيل الصدفة، أو مجرد قرار آخر موفق في حياتي. كنت في فترة راحة من كرة القدم لأنني شعرت بحاجة لهذا، لكن عندما ناداني ليفربول كنت أتحرق شوقا. لم أشعر بخيبة أمل أبدا. وواقع الحال، أن هذا ممتع لأنه ليس هناك سوى ناديين في ألمانيا لديهما نشيد يقول (لن تمشي وحيدا أبدا). ماينز ودورتموند، الناديان السابقان لي. لا أعرف سببا لهذا، لكنه حقيقي. أنا هنا الآن. ربما هذه هي قصة حياتي. لم أشأ أن أمشي وحيدا أبدا». وفي حين أن حصة التذاكر الرسمية المخصصة لليفربول في سويسرا هي 10 آلاف فقط اليوم، وهو مجرد جزء مما يمكن أن يحظى به الفريق من تشجيع في نهائي أوروبي، إلا أنه من غير المرجح أن يجد كلوب نفسه وحيدا على ملعب سانت ياكوب بارك. سيحجز كلوب - الذي نشر روحا جديدة في ليفربول في سبعة أشهر تولى خلالها المسؤولية - مكانه في قلوب مشجعي النادي إذا قاده للفوز على أشبيلية في نهائي الدوري الأوروبي اليوم. وسيأتي الانتصار بأول لقب أوروبي لليفربول منذ انتفاضته الشهيرة ضد ميلانو في نهائي دوري أبطال أوروبا في إسطنبول عام 2005. واستحضر كلوب روح هذا النصر التاريخي في أداء غير عادي بدور الثمانية أمام ناديه السابق بروسيا دورتموند، عندما قلب ليفربول تأخره 3 - 1 بنهاية الشوط الأول في لقاء الإياب إلى فوز رائع 4 - 3 في الوقت المحتسب بدل الضائع. لكن أشبيلية حامل اللقب قد يكون قصة مختلفة. وسيواجه كلوب المدرب أوناي ايمري الذي أحرز فريقه اللقب في الموسمين الماضيين، ويملك الرقم القياسي البالغ أربعة ألقاب في كأس الاتحاد الأوروبي‭/ ‬الدوري الأوروبي، وكلها خلال العقد الأخير. وكان طريق أشبيلية أسهل إلى النهائي، ففاز 5 - 3 في النتيجة الإجمالية على شاختار دونيتسك في قبل النهائي، رغم أنه احتاج إلى ركلات الجزاء ليتفوق على منافسه الإسباني أتليتيك بيلباو، في دور الثمانية.

مشاركة :