في خطوة متقدمة نحو دمج التقنيات الحديثة في القطاع الخيري، نظمت جمعية الرحمة العالمية في دولة الكويت ملتقى "التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في العمل الخيري"، بمشاركة واسعة من ممثلي المؤسسات الخيرية، الخبراء في مجال التقنية، وعدد من المسؤولين في الحكومة الكويتية. وقد افتتح الملتقى رئيس مجلس إدارة جمعية الرحمة العالمية، يحيى سليمان العقيلي، بكلمة أكد فيها أهمية التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في تحسين العمل الخيري وتعزيز مهنية وشفافية المؤسسات الخيرية الكويتية. وقال العقيلي: "نتوجه لكم جميعا، بادي ذي بدء، بالشكر الجزيل على تشريفنا ومشاركتنا هذا الملتقى المبارك. تهدف جمعية الرحمة العالمية من إقامة هذا الملتقى ليكون ملتقى جامعاً لمؤسسات العمل الخيري في بلد الخير، المركز العالمي للعمل الإنساني، لتبادل الخبرات في هذا المجال الحيوي الذي أصبح محورا رئيسا من محاور العمل الخيري الكويتي والعالمي." وأضاف العقيلي أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا بل أصبح من مستلزمات العمل الخيري، وقال: "إن ولوج مؤسسات العمل الخيري في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي ليس ترفا فكريًا أو تجملاً شكليًا، بل يُعد اليوم من مستلزمات العمل الخيري ومتطلباته الأساسية الداعمة لنجاحه وشفافيته." وقد سلط العقيلي الضوء على القيم التي يجب أن يسعى إليها القطاع الخيري، مثل الإحسان والإتقان والأمانة، مستشهدًا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تشجع على أداء العمل بأعلى درجات الدقة والشفافية. كما توجه العقيلي بالشكر الجزيل لراعي الملتقى، وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الدكتورة أمثال الحويلة، ولجميع الداعمين لهذا الحدث، مشيدًا بمساهمة الأمانة العامة للأوقاف وبيت الزكاة في دعم المشروعات الخيرية وتعزيز استدامة القطاع الخيري. وفي هذا السياق، أكد عبدالعزيز العجمي، مدير إدارة المبرات والجمعيات الخيرية في وزارة الشؤون الاجتماعية، أن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي يمثلان خطوة استراتيجية لتحسين بيئة العمل الإنساني في الكويت. وقال العجمي في كلمته خلال الملتقى: "التحول الرقمي ليس مجرد تحول تقني، بل هو تحول فكري يعيد صياغة التعامل التقليدي للعمل الخيري ليواكب تطورات العصر الحديث." وشدد العجمي على أن الوزارة تعمل جاهدة على استخدام التقنيات الحديثة لتحسين أداء الجمعيات الخيرية وتوسيع نطاق التمثيل الإيجابي لها. وأضاف: "هذا الملتقى يمثل فرصة ذهبية للجمعيات الخيرية والمبرات لتبادل الأفكار واستكشاف آليات حديثة تجمع بين الإبداع البشري والقوة العلمية." كما لفت العجمي إلى أن هذا التحول الرقمي سيؤدي إلى تحسين جودة حياتنا المستقبلية، من خلال تمكين الجمعيات من تحليل البيانات والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية، مما يعزز من تحقيق أهداف التنمية المستدامة. فعاليات الملتقى شهدت جلسات علمية وورش عمل تفاعلية تهدف إلى استكشاف فرص تطبيق التقنيات الحديثة في العمل الخيري. كما تم تنظيم معرض لعرض المنتجات التقنية التي تسهم في تحسين الخدمات الخيرية في الكويت والعالم. وفي ختام الملتقى، وجه العقيلي كلمة شكر لجميع الحضور، معبرًا عن أمله في أن يكون هذا الملتقى نقطة انطلاق لمزيد من التعاون بين المؤسسات الخيرية والتقنية في الكويت. وأضاف: "نكرر شكرنا لمعالي الوزير ولجميع المشاركين، ونسأل الله أن يبارك في هذه الجهود ويحقق الأهداف المرجوة." كما خص العقيلي الشعب السوري بأطيب التهاني بمناسبة ما تحقق من حرية وكرامة، داعيًا الله أن يعم الأمن والازدهار في سوريا الجديدة. يُذكر أن الملتقى الذي نظمته جمعية الرحمة العالمية يمثل خطوة بارزة في دمج التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في القطاع الخيري، وهو ما يعكس التزام الكويت بتطوير العمل الإنساني بما يتواكب مع أحدث التقنيات العالمية.
مشاركة :