لم تكن خسارة المنتخب السعودي أمام نظيره البحريني، في بداية رحلته ببطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي 26»، مستغربة بالشكل الكبير، فهناك العديد من الأمور التي أسهمت في خسارة الأخضر، التي جاء على رأسها الفوضى الفنية. بداية خاطئة بدأ مدرب الأخضر، الفرنسي هيرفي رينارد المواجهة بتشكيل غريب، متمثل في تغيير بعض المراكز الخاصة باللاعبين، وإراحة أسماء أساسية أخرى. وتتمثل البداية الخاطئة في إشراك الشاب عبد الإله هوساوي من البداية رغم صغر سنه وضعف خبراته، مع وجود عبدالله الحمدان في مركز الجناح الأيسر، وهو بعيد كل البعد عن المراكز التي يلعب فيها، سواء كرأس حربة أو خلف المهاجم، إضافة إلى البدء بالمهاجم الشاب عبدالله رديف، رغم وجود صالح الشهري صاحب الخبرات الكبيرة، وإضافة لإبعاد سالم الدوسري عن التشكيلة الأساسية، رغم الجاهزية التي ظهر بها اللاعب بعد مشاركته في الشوط الثاني. فضلا عن إبعاد المدافع حسان تمبكتي عن التشكيلة الأساسية، رغم جاهزيته البدنية، مقررًا الاعتماد على الثنائي علي البليهي وعلي لاجامي، رغم أنهما لا يجيدان اللعب سويًا بأفضل صورة ممكنة، حيث ظهر ذلك في عدة مناسبات سابقة. عشوائية خضراء ظهر المنتخب السعودي بعشوائية كبيرة، متمثلة في عدم قدرة اللاعبين على التحرك بصورة مثالية وتقديم الواجبات الأساسية على المستويين الدفاعي والهجومي، وهو ما جعل البحرين، تستغل العديد من الأخطاء. والأزمة الأولى التي واجهت المنتخب السعودي، هي عدم القدرة على بناء الهجمة بسبب سوء التمرير من الخط الخلفي، وفشل ثلاثي الوسط المتمثل في محمد كنو ومصعب الجوير وعبدالإله المالكي في توزيع اللعب أو إرسال الكرات الطولية. ورغم أن الأخضر خاض المباراة بطريقة (4-3-3)، لكنه فشل في السيطرة على وسط الملعب أو الأطراف، وكان يخسر الكرة باستمرار، لعدم قدرة اللاعبين على الاحتفاظ أو التمرير بصورة صحيحة، نتيجة الضغط البحريني المستمر وإغلاق زوايا التمرير. وبسبب الفشل في التمرير من العمق أو الأطراف، اضطر عبدالله رديف إلى الرجوع لوسط الملعب من أجل استلام الكرة، ولكن دون جدوى وسط تنظيم البحرين المحكم. ومع وجود هوساوي كجناح أيمن، والحمدان في الجهة اليسرى، فإن الأخضر حرم من أسلحة الجناح على المستوى الهجومي، حيث اضطر الظهيران سلطان الغنام وياسر الشهراني، للتقدم أحيانا من أجل إرسال العرضيات، ولكنهما فشلا في الاستمرار على هذا النهج بسبب الواجبات الدفاعية. أخطاء كارثية سقط الصقور في العديد من الأخطاء الكارثية خلال مجريات اللقاء، والتي منحت الأحمر، النقاط الثلاث، أبرزها تباعد الخطوط والمساحات التي ظهرت بين قلبي الدفاع وخلف الظهيرين. كما أن المنتخب البحريني، استغل ضعف الأخضر في الكرات العرضية، فضلا عن استغلال اندفاع اللاعبين للأمام وعدم الدراية بواجبات مراكزهم، وضرب الخط الخلفي بتمريرات مميزة. عدم المساندة بعيدا عن الأخطاء في التمرير، فإن ثنائي الوسط عبد الإله المالكي ومحمد كنو، قدما واحدة من أسوأ المباريات في تاريخهما، بسبب الابتعاد عن منطقة الجزاء ومساعدة رباعي الدفاعي وتغطية المساحات بالجانبين، فضلا عن خسارة أغلب الصراعات الأرضية والهوائية. إجمالا، لم يظهر المنتخب السعودي بالمستوى المطلوب، إلا بعد مشاركة سالم الدوسري وصالح الشهري بالنصف الأخير في المباراة، حيث تحسنت الحالة الهجومية وبدأت صناعة الفرص، ما يبرهن على سوء الاختيارات والعشوائية الواضحة من البداية. أسباب أدت إلى سقوط الأخضر - بداية رينارد بتشكيلة غريبة وغير متوقعة - مشاركة عدد من اللاعبين في غير مراكزهم - عدم تفاهم قلبي الدفاع البليهي ولاجامي - الأداء الباهت من قبل المالكي وكنو - الإبقاء على اللاعبين المؤثرين على دكة البدلاء - تباعد الخطوط والمساحات الخالية في الخط الخلفي.
مشاركة :