لم يتوقع أكثر المتفائلين بعودة برشلونة مع المدرب الألماني هانز فليك في بداية الموسم، على النحو الذي سار على أحسن ما يكون، وتُوج بانتصار تاريخي على غريمه اللدود ريال مدريد برباعية نظيفة. منذ هذه اللحظة استعادت جماهير الفريق الكتالوني ذكريات الانتصارات والنتائج الكبيرة في عهد ميسي، سواريز، نيمار، إنييستا وتشافي وباقي اللاعبين من الجيل الذهبي. ظن الجميع أن فليك هو بيب غوارديولا الجديد، فاكتساح ريال مدريد برباعية مع أداء أمتع العالم، وتواصل الانتصارات لبرشلونة في دوري الأبطال، كلها مؤشرات تمنح الجماهير هذه الثقة المفرطة في فليك ومساعديه. وكما لم يتوقع أكثر المتفائلين ما سبق، فأكثر المتشائمين لم يتوقعوا ارتداداً عكسياً مخيف للفريق على المستوى المحلي، أضاع منهم الصدارة. فرحة لاعبي برشلونة بعد إحراز هدف بيدري في أتلتيكو مدريد – رويترز. منذ الفوز على ريال مدريد في السادس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ التراجع العكسي لبرشلونة حتى اليوم، وبعد أن كان الفريق مغرداً في صدارة الليغا، بات يناضل للعودة إليها من جديد وسط صعوبات بالغة، أهمها انتعاشه كبير لفريق العاصمة الإسبانية ريال مدريد وأتلتيكو مدريد. هذا الأخير، بقيادة مدربه التاريخي الأرجنتيني، دييغو سيميوني أسقط آخر ورقة لبرشلونة على الصدارة، بالفوز عليه في ميدانه بهدفين مقابل هدف، ليعتلي الصدارة ويزيح برشلونة منها. كتيبة هانز فليك ، باتت في المركز الثالث، في نهاية الجولة التاسعة عشرة برصيد 38 نقطة بفارق نقطتين عن ريال مدريد الثاني وله مباراة مؤجلة، وبفارق ثلاث نقاط عن المتصدر أتلتيكو مدريد وله أيضاً مباراة مؤجلة. أرقام مُخيفة خمس عشرة نقطة خسرها الفريق في تسعة عشرة مباراة في الليغا، ما يثير التساؤلات حول أسباب هذا التفريط. صحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية، ذكرت أن نسبة خسائر برشلونة تجاوزت نفس النسبة في عهد المدربين تشافي ومن قبله كومان وكيكي ستين. في ولاية المدرب تشافي هيرنانديز، سقط برشلونة في الخسارة 5 مرات في 38 مباراة في الموسم الماضي، وهو نفس عدد الهزائم التي تلقاها الفريق مع الهولندي رونالد كومان. برشلونة خسر مع تشافي بنسبة 15% من المباريات على ملعبه، وبنسبة 21% مع كومان، وبنسبة 16% مع كيكي ستين. أرقام تبدو مخيفة لجماهير برشلونة، خاصة وأن المدرب هانز فليك ينتظر نصف موسم كامل، إما أن يعيد الفريق إلى سكة الانتصارات، أو يحقق رقماً قياسياً جديداً في عدد الخسائر التي تلقاها برشلونة في تاريخه على المستوى المحلي. أسباب التراجع يبدو أن التراجع في النتائج يعود إلى عدة أسباب، أهمها قلة الخبرات التي يتمتع بها أكثر اللاعبين داخل الفريق، باستثناء البولندي روبرت ليفاندوفسكي، والبرازيلي رافيينا. هذا الأخير يقدم أفضل مستوياته الفنية مع برشلونة منذ الموسم الماضي، لكن الفريق بشكل عام يفتقد للاستمرارية في الحفاظ على الفوز خلال المباراة، كما حدث في مباراة أتلتيكو مدريد الأخيرة. برشلونة سيطر على طول الملعب وعرضه خلال أغلب فترات المباراة، وبادر بتسجيل هدف التقدم، عن طريق بيدري، لكن عدم الاستمرارية وقلة خبرات بعض اللاعبين، تسببت في خروج المباراة بالخسارة 1-2 من أخطاء ساذجة للغاية لا تحدث مع فريق بحجم برشلونة. الفرص المُهدرة من أهم أسباب هزائم برشلونة، كم الفرص المهدرة من نجوم الفريق وعلى رأسهم ليفا ورافيينا، الذي قدم اعتذاره لجماهير برشلونة عقب نهاية مباراة أتلتيكو مدريد، متحملاً مسؤولية الخسارة بسبب فرصة محققة اضاعها، ارتدت إلى هدف التعادل، ثم تمريرة اللاعب السيئة التي نتج عنها هدف الفوز القاتل لأتلتيكو. البرازيلي رافيينا نجم برشلونة يعتذر عن الفرص المهدرة – رويترز. نفس المشكلة طالت الهداف البولندي، الذي انطلق في بداية الموسم على أفضل ما يكون، بتسجيله 14 هدفاً في 11 مباراة، وفي وقت ظن الجميع أنه موسم ليفاندوفسكي، تراجع المعدل التهديفي بشكل حير الشارع الرياضي في برشلونة، حيث سجل اللاعب هدفين فقط في آخر سبع مباريات. قلة الخبرات قلة خبرات اللاعبين الشباب تجلت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم وتحديداُ في العاشر من هذا الشهر، الذي شهد أسوأ نتائج لبرشلونة هذا الموسم، فقد تلقى الخسارة من مضيفه ريال سوسييداد بهدف، وتعادل 2-2 مع مضيفه سيلتا فيغو، وسقط أمام ضيفه المتواضع لاس بالماس بهدف لاثنين. واستعاد الفريق في مطلع الشهر الجاري نغمة الانتصارات بفوز كبير على مضيفه ريال مايوركا بخمسة أهداف لواحد، لكنه سرعان ما سقط في التعادل أمام المضيف ريال بيتيس بهدفين لمثلهما، ثم خسر بطريقة مدهشة أمام ضيفه ليغانيس بهدف نظيف، واختتم سلسلة الهزائم أمام ضيفه أتلتيكو مدريد بهدف لاثنين، ويبقى القوس مفتوحاً في انتظار أن يتمكن هانز فلك من فك طلاسم هذا التراجع لإعلاق القوس. مطالب بصفقات كعادة أي فريق كبير ينافس على البطولات، وبرشلونة في هذه المنزلة، عندما يتعرض لإخفاقات ترتفع الأصوات داخل أروقة النادي، وبين الجماهير وفي وسائل الإعلام المؤيدة للفريق بالبحث عن حلول الأزمة. آخر ما يتم الحديث عنه في الوقت الراهن، هو ضرورة إبرام النادي لصفقات مع لاعبين أصحاب خبرات وقادرين على قيادة اللاعبين الشباب في السنوات المقبلة. ويدور الحديث بدون صخب عن طرح أسماء مثل النجم المصري محمد صلاح، نجم ليفربول وزميله في الفريق الكولومبي لويس دياز، فيما يبرز اسم النجم المصري الواعد عمر مرموش لاعب آينتراخت فرانفكورت الألماني كأبرز الصفقات المحتملة في الصيف القادم. المصري محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي – صورة من حساب ناديه ليفربول الرسمي على إكس ما يزيد من هذه الطرح، ما نقلته مجلة «كيكر» قبل أيام عن اجتماع داخل نادي آينتراخت فرانكفورت لبحث التعاقد مع لاعبين جدد، في ظل قناعتهم بأن مرموش سيغادر إلى أحد الأندية الكبرى في أوروبا. في المقابل، هناك أصوات منخفضة تفكر في إمكانية تغيير المدرب هانز فليك، في حالة تواصل النتائج السلبية في النصف الثاني، يقابلها أصوات الغالبية برفض فكرة تغيير المدربين بوتيرة متسارعة، وضرورة منح الفرصة كاملة لفليك لبناء الفريق من جديد. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :