بعد أسبوعين من التفاؤل الذي ساد حول قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، شهدت الساعات الأخيرة تحولات في المواقف مجدداً، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة « يسرائيل هيوم » الإسرائيلية: «لا أحد يعلم ما إذا كانت هناك صفقة ستتم أم لا». وزعم المسؤول أن «حماس تراجعت فعليًا عن المرونة التي أبدتها سابقًا والتي أدت إلى استئناف المحادثات، وعادت للمطالبة مجددًا بالتزام إسرائيلي بإنهاء الحرب في نهاية الصفقة الشاملة كشرط لتنفيذ المرحلة الأولى منها»، مشيراً إلى أنه «لن يقبل أي مسؤول إسرائيلي هذا الشرط». وشدد المسؤول على أنه «من الممكن تحقيق اختراق في أي لحظة»، لكنه أضاف أنه لا توجد صفقة حاليًا. كما أشار إلى ضرورة «وقف التلاعب الإعلامي»، مؤكدًا وجود نقاط خلاف إضافية إلى جانب قضية إنهاء الحرب. وقال المسؤول: «حتى لو أبدت حماس مرونة مفاجئة، تظل هناك تساؤلات حول قدرتها على تسليم العدد الأدنى من المحتجزين الذي تطالب به إسرائيل»، مضيفاً: «هناك شكوك حول مدى استعداد محمد السنوار، شقيق الراحل يحيى السنوار، وقدرته على إعادة المحتجزين». وبحسب الصحيفة، تواجه حماس مهلة تمتد لأربعة أسابيع للتوصل إلى صفقة «أحلامها» مع إسرائيل قبل دخول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وبعد ذلك، ستتغير قواعد اللعبة بالكامل. سيناريو التهجير وعن الخطوات المستقبلية في حال عدم التوصل لاتفاق، قال المسؤول إن المساعدات الإنسانية التي أُجبرت إسرائيل على تقديمها لغزة بطلب من الإدارة الأميركية الحالية قد لا تهم ترمب. وأشار المصدر إلى أنه إذا قلصت إسرائيل هذه المساعدات وفرضت سيطرتها على ما يدخل القطاع، فسيزداد الضغط على حماس لإطلاق سراح المحتجزين. وقالت الصحيفة إن «هناك خطوات أكثر تعقيدًا وذكاءً يمكن اتخاذها ولم يتم تنفيذها حتى الآن.. فإذا رفع ترمب الفيتو على تهجير السكان من غزة، فسيشكل ذلك ضغطًا إضافيًا على حماس». تهجير السكان من جانبه، أكد المسؤول أن «الخيارات الأخرى، مثل تهجير السكان، قد لا يعترض عليها ترمب. وفي حال قررت إسرائيل ضرورة تهجير السكان لتحقيق انهيار حماس أو استعادة المحتجزين، فسيكون تنفيذ ذلك أسهل بكثير». وهدد ترمب عدة مرات بأن «حماس في غزة ستواجه الجحيم» إذا لم يتم الإفراج عن المحتجزين، دون تحديد الإجراءات التي ينوي اتخاذها. وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن بدءًا من 20 يناير/كانون الثاني 2025، «ستتمكن إسرائيل من تنفيذ مزيد من الإجراءات في غزة». توسيع العمليات العسكرية ويُعتقد في إسرائيل أن ترمب لا يهتم بكيفية تصرف إسرائيل في القطاع، بل يركز على هدفين: إطلاق سراح المحتجزين وتحقيق نصر إسرائيلي ينهي الحرب. أما بالنسبة للأسلحة، فقد وعد ترمب بإطلاق جميع الشحنات التي عطّلها بايدن، منذ اليوم الأول لتوليه المنصب.. ومع وصول القذائف والقنابل المتأخرة، سيكون الجيش الإسرائيلي قادرًا على توسيع عملياته العسكرية. وتجري الاستعدادات في القدس وتل أبيب بشكل سري لمواجهة مرحلة ترمب.. وإذا لم يتم التوصل إلى صفقة حتى ذلك الوقت، فإن قواعد اللعبة بأكملها ستتغير، بحسب الصحيفة. وأشارت الصحيفة إلى أنه «إذا كان نتنياهو حاليًا بحاجة إلى تبرير موقفه للإدارة الأميركية بأنه «مرن» بما فيه الكفاية ويقدم الوقود، فسيحصل قريبًا على دعم ترمب للتوقف عن كل ذلك». وعمليًا، ستتمكن إسرائيل من العودة إلى الإجراءات الصارمة التي اتبعتها في بداية الحرب، مثل تقييد الكهرباء والمياه. خيارات بديلة ولفتت الصحيفة إلى أنه «في حال عدم التوصل إلى صفقة في الأسابيع المقبلة، سيكون هناك مسار آخر يمكن لإسرائيل تكثيفه وهو المكافآت المالية والنفي». وأضافت: «حتى الآن، تم الترويج لهذا المسار بشكل محدود من قبل الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي.. وعلقت ملصقات في أنحاء غزة». ويواصل جيش الإحتلال عملياته التي وصفت بـ الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مخلفا آلاف الشهداء والمصابين، إذ ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 45338 شهيدًا وإصابة 107764 فلسطينيًّا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :