أعربت اليابان، اليوم الأربعاء، عن «مخاوف جديّة» حيال الأنشطة العسكرية الصينية في أثناء اجتماع عقده وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا مع نظيره الصيني وانغ يي في بكين، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية اليابانية. وفي أول زيارة له إلى الصين منذ تولى منصب وزير الخارجية هذا العام، قال إيوايا لنظيره الصيني إن طوكيو «تراقب عن كثب الوضع في تايوان والتطورات العسكرية الأخيرة». قلق بالغ وذكرت طوكيو بأن إيوايا أعرب خلال لقائه مع وانغ في قصر دياويوتاي للضيافة عن «قلقه البالغ حيال الوضع في بحر الصين الشرقي بما في ذلك بمحيط جزر سينكاكو والنشاط العسكري الصيني المتزايد». كما دعا إلى الإفراج العاجل عن المواطنين اليابانيين المعتقلين لدى السلطات الصينية، محذرًا من أن «الغموض بشأن قانون مكافحة التجسس يدفع اليابانيين للتفكير مرتين قبل زيارة الصين». لكن الوزيرين اتفقا أيضًا على العمل باتّجاه زيارة وانغ إلى اليابان «في أقرب وقت ممكن العام المقبل». وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إنّ الزيارة «ستجري في الوقت المناسب»، من دون الإشارة إلى مناقشة المناورات العسكرية التي تقوم بها بكين أو المواطنين اليابانيين المحتجزين. وأفادت وكالة الأنباء اليابانية «كيودو» بأن الوزير الياباني التقى كذلك رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، وتوافق الجانبان على العمل لتكوين علاقة «بنّاءة ومستقرة». الخلافات التاريخية والشراكة التجارية بين الصين واليابان على قدر كبير من الأهمية، لكن عوامل عدة خصوصا الخلافات التاريخية والتوترات المتّصلة بتنازع السيادة في بحر الصين الجنوبي والنفقات العسكرية المتزايدة، وتّرت العلاقات في السنوات الأخيرة. في غضون ذلك، اتّجهت طوكيو لتعزيز العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة ودول أخرى بمواجهة الصين. لكن عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض «فاقمت قلق اليابان حيال استقرار العلاقات بين الولايات المتحدة واليابان»، بحسب المحلل جيريمي شيه شينغ شانغ الذي أشار إلى أن بكين لربما تسعى لاستغلال ذلك. يرجّح بأن بكين تسعى للتخفيف من حدة المشاعر المعادية للصين في صفوف الحزب الحاكم باليابان، مستغلة الفترة الانتقالية بين إدارتين أميركيتين كفرصة لتحقيق أجندتها الإقليمية، بحسب ما أفاد المحلل لـ«فرانس برس». وقال إن «أي تحوّلات في ميزان سياسة اليابان الخارجية قد تكون له تداعيات كبيرة على منطقة المحيطين الهندي والهادئ بأكملها». في أغسطس/ آب الماضي، اخترقت طائرة عسكرية صينية بأول اختراق معروف للمجال الجوي الياباني، في خطوة تلاها بعد أسابيع إبحار سفينة حربية يابانية في مضيق تايوان للمرة الأولى. كما احتجت اليابان على إجراء الصين في أواخر سبتمبر/ أيلول تجربة نادرة لصاروخ بالستي أطلق نحو المحيط الهادئ، مشيرة الى أن بكين لم تخطر طوكيو مسبقا بنيتها إجراء التجربة. توترات إضافية وشهدت العلاقات الثنائية توترات إضافية العام الماضي إثر قرار اليابان تصريف المياه المعالجة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية في المحيط الهادئ، وهي خطوة عدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أنها آمنة. وأثار الإجراء انتقادات حادة من الصين التي اعتبرته خطوة أنانية وحظرت جميع واردات منتجات البحر اليابانية، قبل أن تعلن في سبتمبر/ أيلول الماضي أنها ستعود تدريجيا إلى استيراد المأكولات البحرية من اليابان. وبحسب بيانات الجمارك، استوردت بكين من طوكيو مأكولات بحرية تفوق قيمتها 500 مليون دولار خلال عام 2022. ــــــــــــــــــ شاهد| البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :