مقالة: نازحو المناطق الحدودية بجنوب لبنان: أعيادنا مؤجلة لحين عودتنا إلى ديارنا

  • 12/26/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مرجعيون، جنوب لبنان 25 ديسمبر 2024 (شينخوا) بوجه شاحب حزين، وعينان مثقلتان بدموع تحاول حبسها بصعوبة، تقف الفتاه العشرينية ناهد حمود عند الطرف الغربي لبلدة القليعة الحدودية المشرفة على بلدتها " كفركلا" شرق جنوب لبنان والتي غيرت الحرب معالمها. بصوت خافت وبلكنة هادئة أعربت ناهد لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن ألمها لفقدان اللحظات التي كانت تضفي السعادة على حياتها وعائلتها في عيدي الميلاد ورأس السنة". وقالت" إلى هذه النقطة المطلة على بلدتي قصدت مع حلول الأعياد المجيدة، أجول النظر بأحيائها ومنازلها التي تهدمت بفعل القصف الإسرائيلي". وأضافت"من هنا ومع حلول الأعياد المجيدة تعود بي الذكريات إلى أيام العز والفرح و شجرة الميلاد والموائد الشهية والموسيقى الصاخبة والأجواء المفعمة بالتفاؤل والتطلع الى عام جديد مفعم بالأمل". وتابعت " كيف لنا أن نفرح بالأعياد ونحن خارج بلداتنا ومنازلنا فأعيادنا في عودتنا إلى ديارنا وأرزاقنا وأملاكنا" . وقالت " في هذا النزوح الظالم، لا أعياد ولا احتفالات، فقط ألم وذكريات، فكأن الزمن توقف في اللحظة التي غادرنا فيها منذ حوالي العام بلداتنا والتي تنتظرعودتنا كما ننتظرها". مشهد إضاءة شجرة الميلاد في مدينة مرجعيون الحدودية بشرق جنوب لبنان، كان مغايرا هذا العام مع الظروف الصعبة التي تمر بها البلدة ومحيطها، كما أشار لـ ((شينخوا)) الشاب الثلاثيني إدوار العشي. وقال العشي غابت الموسيقى والألعاب النارية وحشود المواطنين عن حفل إضاءة شجرة الميلاد والتي بدت حزينة جرداء بعدما نزعت عنها مختلف أنواع الزينة والزخا رف. وأضاف"الوضع المأساوي والدمار الكبير الذي حل بالبلدات والمدن ناهيك عن انتشال شبه يومي لعشرات جثامين القتلى من بين الأنقاض، إضافة للعوامل النفسية القلقة كلها اجتمعت لتحول دون احتفالات الفرح التي كانت تواكب عيدي الميلاد ورأس السنة ". وكان حزب الله قد فتح جبهة "إسناد" لقطاع غزة غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023 بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل. بدوره قال إحسان فقيه النازح من ميس الجيل إلى مدينة النبطية بجنوب لبنان ل((شينخوا)) همنا في هذه الفترة انسحاب الجيش الإسرائيلي من بلداتنا حتى نتمكن من إعادة ترميم وبناء ما تهدم خلال الحرب ". وأضاف "لا تسمح الظروف القاسية والقلقة في المناطق الحدودية بجنوب لبنان للاحتفال بهذه الأعياد المجيدة والتي نستقبلها للعام الثاني بألم". وتابع " يبقى همنا في هذه المناسبة ،توقف الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل وعودتنا لقرانا الحدودية، ومعها نحتفل بعيد العودة الذي ننشده بكل شوق وفرح ". من جهته الطفل كرم نهرا (15عاما ) من بلدة ديرميماس الحدودية والذي اعتاد أن يرى العيد زاخرا بالزينة والهدايا، يجد نفسه في عالم تغيرت فيه تلك المعاني. وبلهجة الطفولة البريئة يسأل" لماذا غابت شجرة الميلاد عن منزلنا ولماذا لا يزورنا بابا نويل حاملا الهدايا كما في السابق؟" وأضاف لـ ((شينخوا)) كنت أنتظر ليلة ميلاد مليئة بالأنوار والهدايا، إلا أن الحرب جعلت حلمي بعيد المنال". وقال رب العائلة حسان الحاج النازح من عيترون إلى مدينة صور غربي جنوب لبنان لـ((شينخوا)) "يختلف مشهد الأعياد هذه السنة في جنوب لبنان وشرقه". وتابع" لقد غابت مظاهر الاحتفال وأجواء الفرح من تزيين الشوارع وإحياء الحفلات، لتقتصر على عدد قليل جدا من البلدات التي أبت أن يمر العيد دون محاولة تخطّي الظروف الصعبة وخلق جو من البهجة في نفوس السكان الذين أرهقتهم الحرب ومآسيها". وأضاف "رغم كل الضغوطات النفسية يظل العيد رمزا للإيمان والصمود، يحاول معه سكان المناطق الحدودية الاحتفال بطريقتهم الخاصة، ليؤكدوا أن الفرح يمكن أن يضيء حتى في أحلك الظروف". وبحسب تقرير كان قد أصدره البنك الدولي في نوفمبر الماضي فإن الأضرار المادية والخسائر الإقتصادية الأولية التي مني بها لبنان جراء القصف الإسرائيلي تبلغ نحو 8.5 مليارات دولار. وخلص التقييم الأولي للأضرار والخسائر في لبنان إلى أن الأضرار المادية وحدها بلغت 3.4 مليار دولار، وأن الخسائر الإقتصادية بلغت 5.1 مليار دولار. وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان قد بدأ سريانه في 27 نوفمبر الماضي لوضع حد للمواجهات التي كانت قد اندلعت بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" في 8 أكتوبر 2023 على خلفية الحرب في غزة، ثم تصاعدت منذ 23 سبتمبر الماضي. ورغم إتفاق وقف إطلاق النار يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات في لبنان تراوحت بحسب تقارير الإعلام اللبناني الرسمي بين الرمايات الرشاشة والقصف المدفعي والغارات الجوية، وأوقع بعضها قتلى وجرحى بجنوب وشرق لبنان.

مشاركة :