عندما تعانق الكلمة الحقيقة، عندما تصبح الصحافة رسالة تلامس القلوب، حينها تظهر الأسماء التي لا تكتفي بتوثيق الأحداث، بل ترويها بدموع الأمل وإصرار التغيير. وفي لحظات الاحتفاء بالإنجاز والتكريم، يأتي الحديث عن القامات التي صنعت المجد بدموع الكفاح، وأثمرت بالأمل في كل مسيرة ملؤها التضحية والعطاء. وهكذا هو المشوار الطويل الذي يخوضه الزميل السيد يسري محمد عنتر، الصحفي المصري الذي اختار أن يكون لصوته وقع لا يُنسى، ولحروفه صدى يمتد من أعماق القلوب. الذي سطر اسمه بمداد من الإصرار والمثابرة، وأضفى على الكلمة عمقاً إنسانياً لا ينضب. في رحلتنا عبر زاوية رواد الصحافة، نقف اليوم عند هذا الاسم، الذي يجمع بين حب الصحافة وعشق الكشافة، ليكون ملهمًا لأجيال قادمة. اليوم، وفي إطار الاحتفاء بأصحاب العطاء المخلص، نوجه الأنظار إلى الزميل السيد عنتر، الذي يستعد لتكريمه في ملتقى الكويت الكشفي العالمي لتمكين الشباب، تقديراً لمسيرته الطويلة والمشرقة في الصحافة والكشافة معاً. إن هذا التكريم ما هو إلا محطة جديدة في رحلة محفوفة بالجد والاجتهاد، رحلة تخلد سيرة رجل عُرف بصدقه وإخلاصه لمهنته وأمجاده. في عام 2025 ، يُكرّم السيد يسري محمد عنتر في ملتقى الكويت الكشفي العالمي لتمكين الشباب، وذلك ضمن فئة ذوي الإعاقة تقديراً لدوره الكبير في الصحافة والكشافة رغم التحديات التي واجهها. السيد عنتر، الذي تعرض لحادث مروري مروع بعد إنجازه لمهمة كشفية أمام مقر المركز الكشفي العربي ، أدى إلى إصابة دائمة، لم يتوقف عن العطاء. واصل السير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه، وكان مثالاً على الإصرار والتحدي. وعلى مدار مسيرته، حصد السيد عنتر العديد من الجوائز التي تعكس تميزه ونبوغه. من بينها الجوائز التي ستكون لفوزه بها في الكويت العام المقبل ، جائزة المرحوم فوزي فرغالي، وجائزة الدكتور عبدالله نصيف، وجائزة المرحوم جمال خشبة، وهي جميعها تمثل اعترافاً بجهوده المستمرة في الصحافة والكشافة، وإصراره على تحقيق التميز رغم الظروف الصعبة. بدأت مسيرة السيد عنتر منذ العام 1984، حين اختار أن يكون حارساً للحقيقة في زمن لا يسهل فيه الوقوف أمام الرياح. عبر صفحات جريدة “المساء” الورقية، خطّ أولى خطواته بثقة، وعاد إلى الوراء ليُعيد سرد الحكايات بعيون مُغايرة، يرصد من خلالها كل تفاصيل المجتمع بعمق وجدانية لا تُمحى. “قصة صورة”، كان هذا هو العنوان الذي افتتح به عنتر مشواره الصحفي، حيث جمعت الصّور مع الكلمات في نقد هادف وواقعي، ليترك أثراً في نفوس قرائه لا يُمحى. لكن رحلته لم تقف عند حدود المقالات العادية، فقد سطع نجمه في التحقيقات الميدانية التي كشفت زيف الفساد، وتناولت قضايا مجتمعية مؤلمة. السيد عنتر، الذي استُدعي للعمل في النيابة العامة والشرطة لتوثيق جرائمهم، لا يزال يذكر تلك الصور القاسية التي عايشها، كقتل الأم لرضيعها وغيرها ، كلها مشاهد ما زالت تنخر في ذاكرته، لكنها لم تثنِ عزيمته. لم يكن طريق السيد عنتر مفروشاً بالورود، بل حمل الكثير من الألَم والمآسي، فقد تعرض لحادث مروري مروع كاد أن يودي بحياته، لكنه واصل مسيرته رغم الجروح والآلام. وظل متمسكاً بالكلمة كرسالة، واستمر في سرد الحقائق حتى تم تكريمه في مناسبات عدة، أبرزها التكريم المرتقب في ملتقى الكويت الكشفي العالمي لتمكين الشباب. وفي مجال الكشافة، لا يمكن إنكار الدور الذي قام به السيد عنتر. فقد تولى رئاسة جمعية رواد الكشافة والمرشدات ببيلا بكفر الشيخ، وكان عضو لجنة الإعلام والتوثيق في الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات. من خلال هذه المناصب، جسّد عنتر القيم الكشفية التي تربى عليها، وأصبح صوتاً يؤمن بالعمل الجماعي، وبأن الكشافة رسالة تفيض بالعطاء وخدمة المجتمع. الصحافة والكشافة اجتمعت في شخص السيد عنتر ليقدما للعالم نموذجاً حياً على الوفاء بالمسؤولية، ومواصلة العطاء رغم الصعاب. إن ما ينتظره من تكريم في الكويت ما هو إلا شهادة على أن عطائه لم يُنسَ، وأنه باقٍ في قلوب كل من عرفه، وها هو يحصد الثمار بعد سنوات من الكفاح. وفي كل منعطف من مسيرته، ظلّ السيد عنتر شاهداً على قوة العزيمة وإصرار الإنسان على تجاوز المحن، يُضيء دروب الأمل رغم الجراح. قصته ليست مجرد سرد لبطولات، بل رسالة تتردد في قلوب الأجيال بأن العزيمة أقوى من أيّ تحدٍ، وأن الإيمان بالرسالة لا يتبدد مهما طغت الظروف. سيظل عنتر رمزاً حياً للمثابرة والإصرار، يُشعل الأمل في كل من يسعى لتحقيق الأحلام مهما علت العقبات. إنها الكويت، التي تكرّم المخلصين وتمنح كل صاحب حق مكانته اللائقة، وتظل المبادرة التي أطلقها رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات ورئيس اللجنة الكشفية العربية الدكتور عبد الله الطريجي شاهداً على حرصها الكبير على تكريم الرواد والمبدعين. اليوم، يقف الزميل السيد عنتر في مقدمة المكرمين تقديراً لعطائه الكبير في الصحافة والكشافة، ليبقى اسمه علامة فارقة في مسيرة الإصرار والنجاح. انتظرونا في “حدوتة الإعلامية” مع المزيد من الحكايات التي تلامس قلوبكم، وتستمر في تسليط الضوء على الأبطال الذين يتركون بصماتهم في الصحافة والعمل التطوعي والمجتمعي والثقافي والأدبي والكشافة، ليبقى نورهم مضيئاً للأجيال القادمة.
مشاركة :