د.الحسيني: الأزمة السورية فرقت الأمة الإسلامية وشتتت تركيزها

  • 1/17/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

--> قام ملحق «آفاق الشريعة» بحوار مع الشيخ د.حسن الحسيني العضو المؤسس لجمعية الآل والأصحاب في البحرين ورئيس اللجنة الدعوية، تحدث عن بداياته في الدعوة والعقبات التي واجهته وكيف استطاع الوصول إلى ما هو عليه الآن، بالإضافة إلى بعض الأمور التي كشف عنها. سيرة ومواقف - بداية حدثنا عن سيرتك الذاتية ثم أهم المواقف التي مرت عليك وتأثرت بها وغيرت مجرى حياتك؟ تخرجت في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث كنت أصر على تلقي التعليم في ثلاثة أماكن الأول في المدينة المنورة، والثاني في جامعة الأزهر في مصر، والثالث في دولة الإمارات العربية المتحدة، وحقيقة لم أكن أخطط في حياتي أن أكون خطيبًا أو داعية تظهر برامجه في شاشات التلفزيون، فهذه الأشياء تحققت دون تخطيط مسبق. أما عن المواقف التي حدثت لي أتذكر موقفًا لأول مرة أكشف عنه، وهو أنني كنت ألقي درسًا عن العقيدة الطحاوية في أحد المساجد في البحرين، واتفقت مع إمام المسجد ونسقت معه وطبعنا الإعلان الذي يعرف من خلاله الناس موعد الدرس وعنوانه حتى يمكنهم الحضور وفي الموعد المحدد ذهبت إلى المسجد بعد التحضير الجيد للدرس لأجد أن الحضور صفر، فشعرت بحزن كبير خاصة أن هذا الأمر كان في بداية طريقي الدعوي، وخشيت أن يصيبني هذا الموقف بالإحباط واليأس لدرجة أنني فكرت أن أترك هذا المجال، وأنتقل إلى مجال آخر أو التزم بحدود وظيفتي فقط، ولكن من فضل الله أنني تعلمت ألا أيأس وأن أحاول مرة أخرى ولا أترك اليأس يتمكن مني، واتجهت لتسجيل أو شريط دعوي لي بعنوان نداءات.. إخلاص الدعوة الذي وزعت منه أعداد كبيرة عن طريق وزارة الشؤون الإسلامية وركزت في هذا الشريط على مسألة اتخاذ بعض البشر أولياء لهم من دون الله، واعتمدت في مادة الشريط على الأدلة التي جاءت في القرآن الكريم والسنة، وقد ساعدني في إعداد هذا الشريط عدد من المشايخ. وأتذكر موقفًا آخر مع الشيخ يوسف الخاطر في المنطقة الشرقية من السعودية، حيث كانت هناك ندوة في أحد المخيمات الدعوية في عام 2001 أو 2002، وذهبت إلى هناك ولم أكن معروفًا في ذاك الوقت، وتقابلت مع أحد الشيوخ المعروفين في هذه الندوة ونصحته بتفريغ نفسه للعطاء العلمي وترك دروس الفقه والنحو والصرف إلى غيره من الشيوخ، وفي نهاية المحاضرة وجدت الشيخ يوسف الخاطر يقترب مني ويؤكد لي أنه بإمكاني أن أكون أكثر تأثيرًا في الناس من الشيخ الذي تحدثت معه، ونصحني أن أكثف من أعمالي الدعوية وهذا أول تشجيع أتلقاه من الآخرين، ومن هذا التشجيع انطلقت في المجال الدعوي وأحسست أن الإنسان يمكنه أن يقدم أكثر إن هو أراد. والدي والقرآن -هل تحدثنا عن الوالد وكيف كانت تربيته لك وكيف كان تأثيره عليك لتسلك مسلك الدعوة إلى الله؟ الوالد متخصص في علوم التفسير والحديث وعلم التجويد والقراءات المختلفة وقد عمل في مملكة البحرين فترة طويلة معلمًا لعلم التجويد والقراءات، وخرّج أجيالًا يعملون في هذا المجال حاليًا، ويتولون دفة القيادة داخل عشرات المراكز في علم التجويد، وساهم والدي أيضٍا في تحفيظ أعداد كبيرة من الشباب كتاب الله وتجويده في مملكة البحرين، ورغم كبر سنه حاليًا إلا أن لديه بعض الدروس في علم التجويد والتفسير والقراءات، ويحرص أكثر على قراءة الكتب والاطلاع عليها. سيرة الحسين -حدثنا عن الظروف التي واكبت (شريط ومحاضرة) في رحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ عندما أحسست أن موضوع آل البيت غير مخدوم بالشكل الجيد، وعندما قرأت سيرة الإمام الحسين رضي الله عنه رأيت أنها سيرة يمكن طرحها بشكل جيد للناس للاستفادة والتعلم خاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقدم الحسن والحسين على أنهما قدوتان للناس، ومن حق المسلمين جميعًا أن يعرفوا سيرة الحسن والحسين عن قرب بما فيها حادثة مقتل الإمام الحسين في كربلاء، وبهذه المناسبة أشكر الشيخ صالح الدرويش الذي ساعدني في توجيهي في تلك الفترة وتلقيح بعض الأفكار لإنجاز هذا العمل في أفضل صورة له، وقد استغرق تجهيز المادة العلمية وتنقيحها قرابة ستة أشهر، وعندما جاء وقت إلقاء المحاضرة أُعلن عنها في الصحف وحضرها الكثير وأعجبوا بها، بعد ذلك أنجزت الشريط في الموضوع ذاته بعد عمل المونتاج المطلوب وتعديل بعض الأشياء التي تناسب طرح العمل في شريط كاسيت، وتم توزيع كميات كبيرة منه تجاوزت ربع مليون نسخة في البحرين هذا غير الكميات التي تم توزيعها بالمجان. الانتقال للفضائيات -بدأت حياتك الدعوية عن الأشرطة المسموعة، كيف انتقلت لعمل البرامج التلفزيونية؟ بالفعل بدأت المجال الدعوي بطرح أربعة أشرطة دعوية بدأتها بشريط نداءات وكانت جمعيها ناجحة ولله الحمد، وبعضها مُنع من التوزيع وحدثني صديق لي من دولة قطر يدعى الشيخ فيصل، واقترح عليَّ أن أتجه إلى الفضائيات، وأن أقدم على شاشاتها نفس المادة والموضوعات التي أطرحها في الأشرطة، وقال لي: إن غالبية الناس لا يستمعون اليوم إلى الأشرطة، وإنما يشاهدون الفضائيات، فقلت لا مانع وبالفعل وجدته يقدم لي العون ويساعدني على عمل البرامج التلفزيونية بشكل جيد، كما أنه تكفل بكل شيء وسجلت حوالي عشر حلقات في أول برنامج أقدمه، وللعلم أنا غير مكثر من عمل البرامج وكل عامين أسجل برنامجًا واحدًا. تأليف الكتب -أين أنت من تأليف الكتب؟ وهل صحيح أنك لا تميل إلى هذا الاتجاه؟ بالعكس أنا قريب من هذا المجال ولدي مجموعة من المؤلفات التي تنتظر دورها في النشر، ولكن أصدقك القول أن لدي مشكلة مع دور النشر والتوزيع، وأتوقع خلال شهرين من الآن سيتم افتتاح موقعي على شبكة الانترنت، وسأضمنه عددًا من المؤلفات الخاصة من بينها مؤلف بعنوان عظماء آل البيت وموسوعة الحسن والحسين، وبعض هذا المؤلفات أنتظر فسحها من وزارة الإعلام حتى يمكنني نشرها وتوزيعها. مناظرة الجفري -حدث بينكم وبين الشيخ حبيب الجفري مناظرة علمية.. حدثنا عن هذه المناظرة وأسبابها وماذا أسفر عنها؟ تقابلت مع الشيخ الجفري في مملكة البحرين في إحدى المناسبات الدعوية وسلمت عليه فقط؛ وعرفت فيما بعد أنه علق على بعض محاضراتي وأشرطتي في مقالات له، وفي بعض البرامج التلفزيونية وجمع زملاء لي بعض هذه المقاطع وركزنا على تفنيدها ورصد الأخطاء العلمية التي وقع فيها الحبيب من خلال ورشة عمل. وحاولت أن ألتقي الحبيب وقدمت له الدعوة في البحرين، ولكنه لم يأتِ، وقد تابع بعض المشايخ الملاحظات التي أخذتها عليه وأيدوني فيما ذهبت فيه وخطأوا الشيخ الجفري الذي كان يرى -على سبيل المثال- أن الولي قادر على أن يخلق ولدًا من غير أب، وأن الولي يمكن أن يتصرف في الكون وجواز الدعاء لغير الله عز وجل، وهذا مخالف للقرآن الكريم والسنة كما أن الحبيب تطاول على بعض المشايخ المشهود هم بالصلاح والتقوى كما أنه كان يرى بجواز الرقص والتمايل، وفي حديثي له لم أتلفظ عليه بأي كلمة نابية وإنما بينت له أخطاءه وسقطاته بشكل علمي بحت، وإذا كان لديه الرد على ما جئت به فليتفضل ويعلنه للناس على الملأ. قصة تونس -وما قصة شراء واجهة أحد الأحياء في العاصمة التونسية؟ ولماذا أعلنت هذه الفكرة وما الأهداف منها؟ الموضوع عفوي وليس له مخطط سابق، فقد اتجهت إلى تونس لإلقاء بعض المحاضرات الدينية هناك وانكسرت نظارتي وذهبت لإصلاحها في منطقة تسمى قلعة الرباط التي بها مكان لممارسة الدعارة بشكل علني وجاءتني فكرة أن أدعو أصحاب الأيادي البيضاء من الخيرين لشراء جزء من الواجهة المطلة على القلعة بهدف القضاء على هذه الدعارة، وأبشركم أن المشروع يسير في المخطط المرسوم له وحققنا جزءًا من هذا المخطط ونواصل الجهود لتحقيق الجزء الآخر، ولكن أتوقع أن يستغرق هذا الأمر بعض الوقت. -ألم تواجه أي انتقادات بسبب هذا المشروع؟ أي إنسان يقوم بأي عمل لا بد أن يواجه انتقادات سواء كانت حقيقية ولها مبرراتها أو عشوائية يطلقها أصحابها دون علم، ويحزنني جدًا أن تأتي الانتقادات من أهل العلم دون التثبت منها، وقد اتهمني البعض أنني روجت لهذا المكان، وعرَّفت الناس على موقعه علمًا بأن هذا المكان معروف للجميع مسبقًا، ولا يحتاج إلى دعاية أو ترويج كما أنني لم أُشهر بالفتيات هناك، ويشهد على ذلك مقطع الفيديو الذي لم تظهر فيه صورة أي امرأة تعمل في الدعارة، يضاف إلى ذلك أننا مطالبون بإصلاح الناس وهدايتهم، وكما رأينا في مقطع الفيديو أن أهل المنكر يجاهرون بمعاصيهم فهل نتركهم وشأنهم ألا يجب علينا أن نهديهم ونرشدهم إلى طريق الصواب. الآل والأصحاب -حدثنا عن جمعية الآل والأصحاب ودوركم فيها وأهدافها العامة؟ هذه الجمعية موجودة في الكويت والبحرين وحرصت على أن أكون أحد أعضاء مجلس إدارة الجمعية بعد أن رفضت أن أكون رئيس مجلس إدارتها، والجمعية متخصصة وتم تكوينها في أعقاب اهتمامي بسيرة آل البيت النبوي، حيث اجتمعت وعدد من الأخوة واتفقنا على إنشاء هذه الجمعية وحرصت على أن تكون بعيدة عن أي طائفية ومن أهداف الجمعية نشر تراث آل البيت وصحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والرد على الشبهات المثارة حول آل البيت والصحابة تماشيًا مع القول بأن آل البيت والصحابة كانوا رحماء فيما بينهم، وتحقيق هذه الأهداف بلا شك ستنعكس على الجيل الحالي الذي يعتقد بعضهم أن الحروب والمشاحنات كانت تعكر العلاقة بين آل البيت، وهذا غير صحيح ومر على تأسيس هذه الجمعية قرابة ست سنوات. شباب الأمة -كيف يمكننا أن نحصن شباب الأمة في الوقت الحالي من المغريات والملهيات والأفكار الهدامة؟ أنا كداعية مهتم بالقضايا الفكرية والمذاهب كما أهتم الآن بالنصارى، وهذه ملفات أعتقد أنها تلامس هموم الناس وتؤثر في تفكيرهم خاصة مع انتشار ظواهر اجتماعية خطيرة في الفترات الأخيرة مثل ظاهرة الإيمو المنتشرة في بعض المدارس والجامعات، وحماية الشباب وتحصينهم أعتقد أنها مهمة صعبة هذه الأيام نظرًا لتعدد جبهات التغريب والإغراءات فسابقًا كان من السهل مراقبة الشباب وتتبع تصرفاتهم من قبل الآباء، أما اليوم ومع تعدد أجهزة الاتصال وانتشارها من الصعب بل من المستحيل مراقبة هذه التصرفات والحد من الأشياء السلبية فيها، فهناك الفضائيات والانترنت والجوالات وبرامج التواصل الاجتماعي، وإذا سألتني عن أفضل طريقة لتربية الأبناء أقول لك: إن تقوية الوازع الديني لديهم أفضل الطرق وتعريفهم كيف يفرقون بين الصح والخطأ ولا أنصح الآباء بمنع أبنائهم من استخدام وسائل الاتصال الحديث بل على الأب أن يشتري هذه الأجهزة لأبنائه ويضيف إليها البرامج المأمونة ويراقبهم عن بعد وينصحهم ويرشدهم بصفة مستمرة. اختلاف العلماء -كما يعاني العالم الإسلامي من التفرق يعاني علماء الحق أيضًا من التفرق والاختلافات فيما بينهم وأدى ذلك إلى فشل كثير من المشاريع الدعوية والتوعوية التي كان سيشرف عليها هؤلاء الدعاة، ما دوركم وبقية الدعاة في توحيد صفوف الدعاة سواء في البحرين أو العالم الإسلامي؟ لست من الأسماء اللامعة في عالم الدعوة، ولست من المشايخ الذين لهم مرجعية، فما أنا إلا تلميذ عند الدعاة والشيوخ المعروفين في العالم الاسلامي، ولا يمنع هذا من أن يجتهد الانسان لدعم التواصل مع بقية المشايخ والدعاة سواء في البحرين أو بقية الدول الإسلامية، وكما تعلمون أن هناك اتجاهات فكرية كبيرة بين المشايخ وتوجد اختلافات بين أتباع كافة الفئات، ونحن في البحرين أخذنا على أنفسنا توحيد صفوف الدعاة على اختلاف تياراتهم الفكرية، ولكن هذا يحتاج إلى مجهود كبير جدًا، خاصة أن الأحداث السياسية مثل الأزمة السورية فرقت الأمة الإسلامية وشتت تركيزها وكشفت عن مشروع صفوي خطير تقوده إيران، وللعلم إن أصحاب العقائد الصحيحة يعملون في الضوء، وليس في الظلام، وليس لديهم أي مخططات بعكس المشروع الصفوي الذي تتبناه إيران أو المشروع الأمريكي لهدم الأمة الاسلامية، فلا بد أن نجتمع لدراسة موقفنا وتوحيد صفوفنا على كلمة رجل واحد وأن تكون هناك مبادرة تهدف إلى توحيد جهود الدعاة وتوحيد صفوفهم، وأن ندرك أن هناك مؤامرة علينا، ومن هنا لا بد أن يكون لدينا مشروع لمواجهة هذه المؤامرة، فهذا المشروع يتبلور أثناء اجتماع علماء الأمة ومفكريها لمعالجة الأخطاء التي أوجدتها السياسية، فمن الخطأ أن تصطدم الشعوب بحكامها، ومن الخطأ أن تشتعل الحروب الطائفية، وإذا تأملنا في المنطقة الخليجية سنجد أن هناك مناطق ساخنة بسبب المخطط الإيراني في المنطقة، من هنا لا بد من إيجاد آلية لتوحيد الكلمة عبر التوفيق بين الشعوب الإسلامية وحكامها والتصالح بينهما، ولمواجهة الأخطار الخارجية علينا، ويجب أن ندرك أن الأيام المقبلة أصعب من الأيام التي مضت، والحل في المشروع الكبير الذي يحدد المخطط الذي نسير عليه في الفترة المقبلة، ويحدد بدقة علاقة الحكام بشعوبها، وتحديد دور الدعاة أمام المشكلات التي تواجهنا وتهدد أمتنا الإسلامية، ودور الإعلام العربي لمواجهة التحديات والمخططات والمؤامرات الخارجية، فلا بد أن يتحد الخصوم في بلادنا الإسلامية، ويتناسون خلافاتهم لمواجهة المخططات الخارجية المخطط الإيراني والمخطط الصهيوني والمخطط الأمريكي، مع الوضع في الاعتبار أن خلافاتنا فيما بيننا وأقصد المذاهب الإسلامية والاتجاهات الفكرية ليست عميقة، فهناك نسب توافق لا بد من استثمارها في دعم التوافق التام بين هذه المذاهب والتيارات الفكرية المختلفة. -كلمة أخيرة توجهها إلى ملحق آفاق الشريعة والقائمين عليه.. ماذا تقول فيها؟ ملحق آفاق الشريعة أتابعه منذ إطلاقه قبل عام من مؤسسة دار اليوم في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية خاصة بعد أن أشاد به عدد كبير من المشايخ والدعاة الأفاضل، وعلى رأسهم مفتي عام المملكة العربية السعودية، ومن خلال متابعتي لهذا الملحق وجدت أن عددًا كبيرًا من المشايخ شاركوا في هذا الملحق من خلال الحوارات واللقاءات التي أجروها على صفحات الملحق، ويسعدني حقيقة أن أكون أحد هؤلاء المشايخ الأفاضل الذين حلوا ضيوفًا عليكم، والجميل في هذا الملحق هو استضافة مشايخ من الدول الإسلامية مثل مفتي تونس ومفتي اسطنبول ومشايخ السعودية ومشايخ البحرين، وهذا التنويع يعمل على تلاقح الأفكار، وأدعو الله أن ينفع الناس بهذا الملحق، وأشكر القائمين على أمر الملحق على الجهود التي يبذلونها حتى يخرج بهذه الصورة الجميلة التي هو عليها.

مشاركة :