أحرق الجيش الإسرائيلي اليوم (الجمعة) أقساما من مستشفى "كمال عدوان" في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة بعد اقتحامه وإخلائه من المرضي والطواقم الطبية، بحسب مسؤول طبي فلسطيني. وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش للصحفيين إن الجيش الإسرائيلي أحرق أقساما من مستشفى كمال عدوان بعد اقتحامه صباح اليوم. وأضاف البرش أن الجيش الإسرائيلي اقتحم المستشفى بعدما أجبر جميع المتواجدين داخله من طواقم طبية ومرضى ومرافقيهم على إخلائه والخروج لساحته الخارجية. وأفادت مصادر محلية وشهود عيان بأن أعمدة الدخان تصاعدت من الأقسام الرئيسية للمستشفى نتيجة قيام جنود إسرائيليين بحرقها بعد إفراغها بالكامل. وقالت المصادر والشهود إن الجيش الإسرائيلي أخضع الجرحى والمرضى بعد توجههم إلى الساحات الخارجية لعمليات تفتيش، واقتاد كادر المستشفى إلى مدرسة قريبة. ولم يصدر أي تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على هذه التطورات. وتواجد في المستشفى قبل اقتحامه نحو 350 فلسطينيا، بينهم 75 مصابا ومريضا ومرافقيهم، علما بأن الجيش الإسرائيلي يحاصره منذ بدئه عملية عسكرية في شمال القطاع قبل أكثر من شهرين. من جهتها، دعت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان المجتمع الدولي إلى حماية المرضى والطواقم الطبية ومراكز العلاج في قطاع غزة بعد اقتحام مستشفى كمال عدوان. وقالت الوزارة إن إمعان الجيش الإسرائيلي في "جرائمه سببه الرئيسي صمت دول العالم على ما يجري". وحمل البيان المجتمع الدولي والجيش الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى ومرافقيهم والطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان، مشيرة إلى انقطاع الاتصال مع الطواقم الطبية والمرضى والمصابين هناك منذ ساعات الصباح. ويعد مستشفى كمال عدوان أكبر مستشفيات شمال القطاع، وكان يقدم خدماته لأكثر من 400 ألف نسمة قبل بدء الحرب. وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان، مقتل خمسة من الكادر الطبي في المستشفى جراء قصف جوي إسرائيلي. وقال أبو صفية لـ((شينخوا)) الليلة الماضية "إن محيط المستشفى تعرض لقصف إسرائيلي مستمر دون توقف، مما أثار الذعر والرعب لدى الكوادر والمرضى". وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي فجر قنابل قريبة من المستشفى الخميس، حيث اخترقت الشظايا المبنى وضربت إحدى غرف المرضى، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح. فيما نقلت وزارة الصحة في غزة عن أبو صفية إعلانه أمس "استشهاد حوالي 50 شخصًا، بينهم خمسة من الكادر الطبي في مستشفى كمال عدوان نتيجة القصف الجوي لطائرات الاحتلال على مبنى مجاور للمستشفى". وبدأ الجيش الإسرائيلي في 5 أكتوبر الماضي عملية عسكرية واسعة شمال القطاع لاسيما في جباليا وبيت لاهيا، قال إنها تهدف إلى منع مقاتلي حماس من إعادة تنظيم صفوفهم لشن المزيد من الهجمات. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في قطاع غزة أدت إلى مقتل أكثر من 45 ألف شخص ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية، وذلك ردا على هجوم غير مسبوق لحماس على بلدات ومدن جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي إضافة إلى احتجاز رهائن.
مشاركة :