رحل عن عالمنا علم الإعلام السعودي ماجد الشبل -رحمه الله- رغم غيابه عن الساحة الإعلامية منذ أكثر من سبعة عشر عامًا لكنه كان باقيًا معنا في ذاكرتنا وفي حياتنا. خبر وفاته جعل الشباب يغردون عبر تويتر الأكثر استخدامًا في مجتمعنا السعودي يترحمون عليه ويختارون مقاطع صوتية وتلفزيونية لأشهر برامجه رغم أنهم لم يعاصروه مثلنا فهو يحتل حيزًا كبيرًا من ذكريات طفولتنا، مع صوته استرجع الكثير من الذكريات، الأشخاص والأماكن وبيتنا القديم وبرنامج حروف كان يعرض قبل صلاة المغرب في شهر رمضان وأتذكر جيدًا في ذلك الزمان كانت أمي -رحمها الله - تناديني لأساعدها في الاستعداد لتحضير طعام الإفطار فكنت أقوم بتسجيل ذلك البرنامج عبر أشرطة الفيديو ومازلت احتفظ بها في مكتبتي وان كنت لا أعرف الآن كيف يمكن الاستفادة منها وقد صارت شيئًا من التراث الإنساني ولم تعد صالحة للاستخدام. ماجد الشبل كان يمتاز بالصوت الشجي والتمكن الكبير من مفردات اللغة العربية وسلامة النطق ومخارج الحروف والالتزام بالضبط وتلك نعمة من الله بها عليه إذ تميّز بإلقاء الشعر كما تميز بتلك الدعوات التي تلامس شغاف القلب وبقيت في مكتبة التلفزيون السعودي ليستمع إليها الأجيال وتبقى في ميزان حسناته. هذا الإعلامي الفريد من نوعه من أهمّ الركائز في الإعلام السعودي وصاحب بصمة لم ولن تمحى من ذاكرتنا، تاريخه عريق يتحدث عن نفسه بكل فخر ليكون نبراسًا لمن جاءوا من بعده، رحل ماجد وترك في قلوبنا ووجدان كل مشاهديه ومحبيه ومتابعيه مكانة كبيرة لا يشغلها أحد سواه ولم يحققها إعلامي سعودي ولا أظن انه من السهل أن يصل إليها غيره. نقش بأحرف من نور في تاريخ الإعلام السعودي المسموع والمرئي جواهر ودررًا ستبقى مدرسة لمن يبحث عن التميّز والرّقي. تداول المغردون مقطعًا للقائه مع الشيخ الأديب والفقيه وصاحب الطلة التلفزيونية المميزة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وهو يحاوره فإذ به يثني على إلقائه للشعر لأنه يتذوق أعذب الكلمات ويعلم يقينًا أن للكلمة وقعًا في النفس البشرية معنى ومبنى، والحوار فن لا يتقنه إلا المتميزون الذين قضوا وقتًا طويلاً من أعمارهم يغوصون في أعماق الكتب ويستقون من درر اللغة العربية التي جفاها كثير من أبنائها وأصبحت غريبة بينهم رغم جمالها وتألقها وروعة بيانها. رحم الله من تربّينا على جمال صوته وعذب كلماته وألهم ذويه الصبر والسلوان وستبقى ماجد الشبل حاضرًا بيننا دومًا كلما استمعنا للدعاء أو الشعر بصوتك فترحمنا عليك. Majdolena90@gmail.com
مشاركة :