تبادل حلفاء الانقلاب في العاصمة اليمنية صنعاء الاتهامات في الازمة الخانقة والانهيار الاقتصادي الذي وصلت اليه اليمن. ففي حين اتهمت مليشيا الحوثي المخلوع صالح بالوقوف وراء انهيار العملة الوطنية (الريال) امام الدولار ليصل الى اعلى مستوى له في التاريخ اليمني، وقالت جماعة الحوثي ان صالح دفع بأنصاره من الصرافين والتجار الى السوق اليمنية لسحب الدولار من السوق بأسعار مرتفعة الامر الذي ادى الى اختفاء الدولار من السوق اليمني. بينما اتهم انصار صالح جماعة الحوثيين في ارتكاب الفساد ودعم تجار السوق السوداء الى الواجهة للمتجارة بأقوات المواطن اليمني مقابل الحصول على اموال ومقاسمة لهؤلاء التجار مع قيادات بارزة في جماعة تتحصل مبالغ مالية تحت مسمى «المجهود الحربي». الأوضاع داخل العاصمة الانقلابيون يتبادلون الاتهامات حول الانهيار الاقتصادي الصنعانيون يتحدثون عن اقتراب موعد التحرير. وتأتي هذه الاتهامات في وقت بدأ الشارع اليمني وخصوصا في العاصمة صنعاء بالحديث عن اقتراب موعد الحسم العسكري وان اقتحام صنعاء اصبح ضرورة حتمية لابد منها قبل وقوع الكارثة الحقيقية والانهيار التام لمؤسسات الدولة واندلاع -ثورة الجياع في صنعاء واليمن عموما- بحسب ما اكده مواطنون لـ»المدينة». وامام هذه المخاوف والتوجسات وجه وزير الداخلية التابع للمخلوع صالح والذي يقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي، امس، تعميما للاجهزة الامنية في صنعاء باليقظة الامنية والتبليغ عن عناصر «تخريبية» تحاول مهاجمة المرافق والوزارات الحكومية في صنعاء. وذلك بالتزامن مع مطالبة قيادة المقاومة الشعبية في صنعاء وفد الحكومة اليمنية المشارك في مشاورات الكويت، بالانسحاب من المفاوضات المضيعة للوقت، واللجوء الى الحسم العسكري، مؤكدة أنها -أي المقاومة في محيط العاصمة صنعاء- في اهبت الاستعداد لمعركة الحسم مع المليشيا وتحرير العاصمة من قبضة المليشيا وتنتظر الضوء الاخضر من الحكومة وقيادة التحالف العربي باقتحام صنعاء. وفي حين تواصل القيادة الكويتية والمبعوث الاممي إسماعيل ولد الشيخ مساعيهم لاقناع وفد الحكومة الشرعية بالعدول عن قرار تعليقه للمشاركة في المشاورات مع وفد الانقلابيين إلا بالتوقيع خطيا على التزامها بالنقاط الاساسية المتمثلة بالأطر المرجعية الثلاث: ٢٢١٦، المبادرة الخليجية، مخرجات الحوار وجدول الاعمال والإطار العام المقدم من المبعوث، ومهام اللجان، ولا نقاش بشرعية الرئيس. وطالب المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء، وفد الحكومة الشرعية، بمشاورات الكويت، إلى الانسحاب النهائي من المشاورات، التي وصفها بالعبثية. وأكد المتحدث باسم المجلس، عبدالله الشندقي: أن الاستمرار في المشاورات، يعني منح المليشيات مزيدا من الوقت لترتيب وضعها الميداني المنهار، الأمر الذي يضاعف كلفة إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، كما أنه يؤدي لاستنزاف الشرعية ودول التحالف العربي. كما دعا الشندقي، إلى العودة السريعة إلى خيار الحسم العسكرية، واستعادة الدولة، للحيلولة دون الانهيار الاقتصادي الكامل الذي بدأت مظاهره تتجلى في انهيار العملة المحلية أمام الدولار بشكل مخيف، والارتفاع الجنوني لأسعار المواد التموينية والمشتقات النفطية الذي تسببت به مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية. من جهتها، عزت جماعة الحوثيين التي تتحكم بالسلطات المالية للبنك المركزي، انهيار الريال اليمني إلى الأحزاب السياسية، وخصوصاً حزب صالح والحكومة «الشرعية» وعلق قياديون في الجماعة بأن الأزمة هي نتاج لـ»مؤامرة». وقال رئيس ما يسمى بـ»اللجنة الثورية العليا» محمد الحوثي، بأن سلطاته التي تتحكم بالبنك، تشك في أن «الأحزاب السلطوية التي تملك وتساهم أيضا في البنوك الأهلية وشركات الاتصالات والمصانع.. تتلاعب بالعملة اليمنية»، في اشارة الى حزب صالح. الى ذلك، كشف عسكريون جنوبيون ان السلطات الامنية في العاصمة صنعاء منعتهم من دخول صنعاء لاستلام رواتبهم، كإجراء احترازي لسلطات الانقلابيين من ان يكون هؤلاء جزء ممن تتحدث عنهم المعلومات الاستخباراتية التابعة للحوثيين. وقال عسكريون يمنيون: «إن ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح منعتهم من دخول العاصمة اليمنية صنعاء، امس الأربعاء، وقامت بمصادرة هواتفهم الخلوية». وأوضح بعضهم، بأنهم غادروا مدن الجنوب نحو العاصمة اليمنية صنعاء لاستلام مرتباتهم المتوقفة منذ أشهر، وحين وصلوا إلى مشارف صنعاء اوقفتهم نقطة أمنية وتحققت من هوياتهم، وحين علمت أنهم من جنوب اليمن، طالبتهم بتسليم هواتفهم الخلوية، قبل أن تقوم بمصادرتها وتطلب من سائق الحافلة التي كانت تقلهم أعادتهم نحو مدنهم دون مرتبات». وقال أحد العسكريين «لم أستلم مرتباتي منذ 14 شهراً، وقد أجريت اتصالات مع مكتب وزارة الدفاع في صنعاء، وشرحت لهم الظروف المادية الصعبة، وطلبوا مني الحضور إلى صنعاء لتسوية وضعي وصرف مرتباتي، وحين وصلت مع مجموعة من رفاقي إلى مشارف صنعاء رفضت القوات الأمنية الموالية للحوثيين والمخلوع أن ندخل صنعاء، وقالوا ليس لكم عندنا شيء أنتم عملاء للعدوان، ونعتونا بألفاظ قبيحة وكاد أحدهم أن يطلق علينا النار»، مؤكداً أن المنع كان بدافع جهوي «ليش نحن من الجنوب؟». المزيد من الصور :
مشاركة :