عضوا «شورى»: من الصعب إقرار قانون لـ«مقاضاة السعودية» في أحداث 11 سبتمبر

  • 5/19/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

استبعد عضوان في لجنة الصداقة البرلمانية السعودية - الأميركية في مجلس الشورى إقرار مشروع قانون يحمل اسم «العدالة ضد رعاة الإرهاب» يسمح للعائلات بمقاضاة السعوديين في أحداث 11 سبتمبر، موضحاً أن القرار تم تمريره في مجلس الشيوخ في الكونغرس، وسقط في مجلس النواب سابقاً. وأشار عضو لجنة الصداقة البرلمانية السعودية - الأميركية في مجلس الشورى البروفيسور الدكتور عوض الأسمري إلى صعوبة المصادقة على مثل هذا القانون، وذلك لعلاقة المملكة العريقة بأميركا، منوهاً إلى أنه في أسوأ الحالات إذا تم تمريره الآن فسيسقطه الرئيس بـ«الفيتو». وقال لـ«الحياة»: «من يريد إثارة هذا القرار هم الجمهوريون، وهو ما يظهر في تصريحات مرشحهم لكرسي الرئاسة دونالد ترامب. إذ إنه عند تسلم كرسي الرئاسة على فرضية فوزه فإنه سيعمل عكس ما يقوله، وذلك لأن المصالح ستحدد تعامله مع السعودية، وسيعمل وفق الأنظمة الأميركية التي تهتم بهذه المصالح». وأكد الأسمري صعوبة تمرير أميركا لهذا القرار، لأنها ستدين نفسها وتزيل الحصانة، إذ ستحاكم نفسها بالمثل عما تقوم به في دول العالم، وعليها ألا تنسى نفسها، وذلك عندما تسقط حصانة الدول. مشدداً على أنه ليست للمملكة علاقة بضرب أميركا، وإن كان جسم ودم منفذي ذلك العمل منها فالعقل والفكر والمنهج لا ينتمي للمملكة بصلة، بل لأعدائها، ومنهم إيران، وأكبر إثبات على ذلك «القاعدة» و«داعش» و«حزب الله»، التي تسعى لتحقيق مصالح هذه الدولة في المنطقة، وكانت المملكة أول من وصفتهم بـ«الإرهابيين». وتحدث الأسمري عن عمق العلاقات السعودية - الأميركية الطويلة وتوطدها، وما نتج منها طوال العقود الماضية، إذ قال: «أبرزت هذه العلاقة الراسخة مدى عمق المصالح المشتركة بين الدولتين، فأمريكا - على سبيل المثال - ظلت عقوداً من الزمن تعتمد على المملكة في مجال الطاقة، وربطت أسعار النفط بالدولار، وحافظت على استقرار السوق العالمية، وكانت المملكة من أحرص دول العالم على استقرار الاقتصاد العالمي ونموه، كما أن المملكة كانت وما زالت من أهم الدول التي حافظت على الاستقرار السياسي وتوازن القوى والسلام في المنطقة، وساسة أميركا يدركون الثقل السياسي والاقتصادي والعسكري للمملكة، كما أن المملكة تدرك ثقل أميركا في توازن القوى العالمية، وكذلك على مستوى الشرق الأوسط». وتابع عضو لجنة الصداقة البرلمانية السعودية - الأميركية حديثه قائلاً: «أسهمت أميركا من الناحية العلمية والاقتصادية في البنية التحتية للمملكة عن طريق الشركات الأميركية، التي نقلت تجارب وخبرات أميركا في بناء هذا الكيان الشامخ». واقترح عمل برامج خاصة للشباب الأميركيين من المرحلة المتوسطة والثانوية، للقيام بزيارات للمملكة، تشارك فيه وزارة التعليم وهيئتا الرياضة والسياحة، والجهات المختصة، لإعطائهم فكرة واضحة عن المملكة، وتصحيح الأفكار التي زرعها الإعلام المعادي عن أن الرجل السعودي يلبس الغترة ويسكن الخيمة في الصحراء، وبجانبه بئر نفط فقط. من جهتها، أكدت عضو لجنة الصداقة البرلمانية السعودية - الأميركية في مجلس الشورى البروفيسور سلوى الهزاع المشاركة ضمن وفد الشورى في أميركا، أن قرار مجلس الشيوخ الأميركي بتمرير مشروع قانون يسمح لعائلات ضحايا هجمات ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١ بمقاضاة السعودية غير صحيح، إذ لم يذكر السعودية بتاتاً، وأن الإعلام هو من يربطها به. وذكرت الهزاع في تصريح إلى «الحياة» أن الخطأ الفادح هو أن يساير الإعلام العربي (بتبعية عمياء) الإعلام الغربي في هذا الاتجاه، وكأن السعودية مذنبة فعلاً. معربة عن أسفها على فقدان الإعلام العربي حسه ووجوده، بحيث أصبح مطية للإضرار بنا. وأكدت أن النظام لا يعد نافذاً، وغالباً ما ينقضه الرئيس، مضيفة: «حتى لو مر وصدر التشريع، فتعقيدات هكذا تشريع لا تمس السعودية وحدها، بل دول العالم ومبادئ مستقرة في العلاقات بينها، ويفتح باباً واسعاً على أميركا نفسها، فضلًا على أن موضوع المحاكمات وتفاعلاتها شائك وله تداعياته وردود أفعاله، وليس بالسهل الاستمرار فيه». وأوضحت أن الترصد والتربص بالسعودية ليس بالأمر الجديد، داعية الله عز وجل أن يحمي هذه البلاد المباركة وأهلها من كيدهم، وأن ينصرها على كل من يعاديها.

مشاركة :