نعت وزارة الخارجية اللبنانية أمس، «الديبلوماسي والمفكر اللبناني كلوفيس مقصود الذي توفي في واشنطن عن عمر ناهز 90 سنة، وكان علماً بارزاً من أعلام الديبلوماسية العربية في الممارسة والمسؤولية، واستحق عن جدارة لقب «خطيب القضية العربية» لمناصرته قضايا الشعوب العربية، لا سيما القضية الفلسطينية ورحل تاركاً بصمات راقية على مسيرة مهنية زاخرة بالعطاء عربياً وعالمياً، في الشرق والغرب». وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة الأمينة التنفيذية لـ «اسكوا» ريما خلف في رحيل مقصود: «كان مثلاً أعلى لما يجب أن يكون عليه العربي، كان حليفاً لكل حركة تحرر وثورة تطالب بحقوق الناس، أفراداً وجماعات، واهباً عمره للحق العربي والقضية الفلسطينية، وكان نقيضاً للطائفية، والاستبداد والاستعمار والتبعية. وكان انحيازه للنبل في الحياة العامة، رديفاً لنبله الشخصي ورقته الجمة وحلمه المطلق. كان أستاذاً يتعلم من طلابه بقدر ما يعلمهم. وفي الوقت الذي أسس فيه بعض الساسة سلطتهم على الخوف، كان لكلوفيس مقصود محبون يرون له عليهم حق الشيخ على المريد، وولاية المحبوب على المحب». وقالت خلف: «كان من اللبنانيين الذين وهبوا أعمارهم لفلسطين، وكان يراها قبلة كل عمل عربي شريف، ويرى التفريط فيها تفريطاً في المسعى العربي العام كله. عرف نهرو وعبد الناصر، وعرفه ملوك العرب ورؤساؤهم وأمراؤهم، عاش 90 عاماً ويده هي العليا، زاهداً في السلطة والمال. وكان من أوفى الناس ذمة، وأوسعهم صدراً، وأكرمهم يداً، وأسمحهم وجهاً، وأعلاهم جبيناً. كان يحفظ من قصص الحاكمين في المشارق والمغارب ما يعرف به أقدارهم، كبيرها وصغيرها، فلا يخاف من ظالم، ولا يستخف بظلم». وقال رئيس دولة فلسطين محمود عباس في برقية تعزية سلمها سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور إلى عائلة مقصود: «رحل المفكر العربي الكبير والديبلوماسي المتميز بعد مسيرة حافلة بالعطاء كرّسها لخدمة قضايا الحق والعدل والحرية في العالم، والتفاني في خدمة قضايا أمته وفي الطليعة منها قضية فلسطين التي سخر لخدمتها قدراته الجمة الواسعة العميقة في كل المواقع التي تبوأها». وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي نعى «الصديق الذي برحيله يفتقد العالم العربي فارساً من فرسان الديبلوماسية العربية». وابرق رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط إلى عائلة كلوفيس مقصود، معزياً بوفاته. ونعت كتلة «المستقبل» النيابية الراحل مقصود القامة العربية والعروبية الكبيرة. جنبلاط وكان جنبلاط أشار في كلمة في معهد العالم العربي في باريس بعد عرض فيلم: «كمال جنبلاط: الشاهد والشهادة» إلى أنه «في 16 آذار (مارس) من العام 1977، أُهين المستقبل، كما قالها عن حق أندريه فونتان. أضيف بالقول أنه قد أهين إلى الأبد. مع كمال جنبلاط، انطلق الحلم بلبنان جديد، أكثر عدلاً وحداثة، في وجه نظام سياسي طائفي وبائد. وانطلق الأمل أو انطلقت فكرة قيام اشتراكية أكثر إنسانية في عالم عربي تحكمه ديكتاتوريات عسكرية وأنظمة لا ترحم. ومعه، انطلقت رؤيا للسلام في فلسطين ترتكز على تشكيل دولتين». وأضاف: «وفي العام 77 كانت السنة التي عصفت خلالها باليمين اللبناني نزعة انتصارية مدمرة ستساهم لاحقاً في تسريع المواجهة الطائفية المروعة في جبل لبنان، الذي أراد كمال جنبلاط الحفاظ عليه. وكانت أيضاً بداية الهيمنة السورية على لبنان، ضمن إطار خطة أميركية مدعومة من العرب، هدفها خنق منظمة التحرير الفلسطينية وإعدام اليسار اللبناني، الحركة الوطنية برئاسة كمال جنبلاط. وكان ممنوعاً أي تغيير أو أية إعادة نظر بالنظام السياسي اللبناني». محمد المجذوب الى ذلك، عزا أمين سر قيادة حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات على رأس وفد من الحركة، عائلة رئيس «المنتدى القومي العربي» في لبنان محمد المجذوب برحيله «هو الذي حمل في قلبه وعقله ووجدانه قضايا الأمة وفي مقدمها القضية المركزية قضية فلسطين».
مشاركة :