السيسي يدعو إسرائيل إلى اغتنام فرصة السلام

  • 5/19/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

ألقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بثقله على خط عملية السلام المجمدة بين فلسطين وإسرائيل، داعياً الدولة العبرية إلى «اغتنام الفرصة وكتابة صفحة جديدة في التاريخ»، قبل أن يعرض على الفصائل الفلسطينية «وساطة جديدة للمصالحة في ما بينها». وخرج السيسي أمس عن المألوف، فركز في كلمته على هامش افتتاح مشاريع لتوليد الكهرباء، على القضية الفلسطينية، مشيراً إلى تجربة مصر مع السلام، وقال: «التقيت قبل أيام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكانت شواغلهم وشواغلنا إحياء عملية السلام حتى يكون هناك أمل يحارب الإحباط واليأس اللذين يعيش فيهما الفلسطينيون». وأضاف «قبل أيام (ذكرى النكبة)، كان هناك ناس يحتفلون بالانتصار والاستقلال (الإسرائيليون)، وآخرون يحتفلون بالانكسار والانهزام (الفلسطينيون)، والجانبان في مكان واحد»، ولفت إلى أن القاهرة «لا تجهز مبادرة جديدة، وإنما أتحدث عن تجربة إنسان عاش ما قبل النكسة في 1967، وما بعد الانتصار في 1973. نحو نصف المصريين والعالم لم يعش التجربة والإحساس، كان هناك حجم كراهية وغضب قبل اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل والذي أنهى الفجوة الموجودة بين العداء والحروب والاقتتال». وأضاف السيسي «أتحدث مع كثير من رؤساء الدول والوفود الدولية وحتى رؤساء الجاليات اليهودية، كون الخطوة التي اتخذت قبل أربعين عاماً أنشأت سلاماً حقيقياً وكتبت صفحة مضيئة في تاريخ المنطقة للسلام بين الشعوب، لم يكن أحد في تلك الفترة يرى أنه ممكن إحداث سلام مستقر. لكن الواقع ومرور الزمن أكدا أن هذا أمر ممكن يتحقق بشكل جيد». ولفت إلى أن «البعض يتحدث أن هذا السلام ليس دافئاً، وأقول إن تحقيق سلام أكثر دفئاً مرهون بحل القضية الفلسطينية، وإعطاء أمل لهم (الفلسطينيين) في إقامة دولة، مع إعطاء ضمانات لكلا البلدين، مستعدون لتقديمها، لأمن وأمان كلا الشعبين في الحياة والأمن والاستقرار. إذا تمكنا من الوصول لذلك سنعبر مرحلة صعبة جداً، تلك المرحلة مكتوبة في التاريخ بأسلوب قاس جداً ومؤلم، وسنعطي أملاً حقيقياً وسنقضي على إحباط، ويأس حقيقي». ورأى أنه لو تم حل القضية الفلسطينية «سيكتب صفحة أخرى جديدة لا تقل بل قد تزيد على ما تم إنجازه في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل التي مر عليها أكثر من أربعين عاماً، الزمان كفيل بتجاوز الكثير من المسائل». ودخل السيسي على خط الخلافات بين الفصائل الفلسطينية، وعرض «الوساطة لتوحيد الفصائل وتحقيق مصالحة حقيقية وبسرعة كي نصنع بمسؤولية فرصة حقيقية لهذه القضية التي طال انتظارها»، قبل أن يدعو الإسرائيليين إلى «اغتنام الفرصة للسلام». واذ أقر السيسي بأن الظروف التي تعانيها المنطقة قد تجعل البعض لا يرى من المناسب تدشين سلام، لفت إلى أن «مسيرة التجربة المصرية التي حققت الأمان والسلام لكم (الإسرائيليين)، وحققت الأمان والسلام لنا (المصريين)». وأضاف: «السلام لا يتم بإرادة القادة فقط وإنما بإرداة الرأي العام أيضاً»، وأشار إلى المبادرة العربية (التي كان أطلقها ملك السعودية الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في القمة العربية التي عقدت في بيروت العام 2002)، وهناك أيضاً مبادرة فرنسية، وجهود أميركية، تبذل من أجل إيجاد حل لهذه القضية، ونحن في مصر مستعدون لبذل كل الجهود التي تساهم في إيجاد حل لهذه المعضلة». ويزور وزير الخارجية الأميركي جون كيري القاهرة اليوم (الأربعاء) حيث يجري محادثات مع السيسي، وفقاً للمتحدث باسم الخارجية مارك تونر الذي اكتفى بالإشارة إلى أنه سيتم التطرق إلى «عدد من القضايا الثنائية والإقليمية». ودعا السيسي في كلمته الأحزاب والقيادة في إسرائيل إلى «التوافق من أجل إيجاد حل لهذه الأزمة، ولن يكون هذا مقابله إلا كل أمر جيد وعظيم للأجيال الحالية والأبناء والأحفاد القادمين. فلو تحقق الأمل وأصبحت هناك دولة فلسطينية بضمانات لأمن وأمان وسلام واستقرار للجانبين فسندخل مرحلة جديدة جداً في المنطقة»، وأشار إلى أن المبادرة العربية وضعت باتفاق بين القادة العرب على شكل جيد جداً للعلاقة بين الدول العربية وإسرائيل لو تم إيجاد حل لهذا الملف». وقال موجهاً حديثه إلى الفلسطينيين والإسرائيليين: «هناك فرصة عظيمة لمستقبل وحياة أفضل، واستقرار وأمن أعظم، لتعاون حقيقي أكثر، لكن سنغتنم الفرصة ونتحرك في هذا الإطار؟». وناشد السيسي «القيادة والأحزاب الإسرائيلية الاتفاق على أن هذا الملف في منتهى الأهمية، ولو تحقق سنرى في المنطقة، التي تتفجر الآن، واقعاً جديداً». وأكد السيسي أن دخول قوات الجيش المصري إلى المنطقة (ج) في سيناء والمحظور تواجد قوات عسكرية بها «تم بعد حصول حالة من الثقة والاطمئنان بأن الهدف هو الأمن والأمان والاستقرار والبناء. لدينا فرصة لنكرر هذه التجربة ونكتب صفحة جديدة في المنطقة في ظل الظروف التي تعانيها». ويعقد مجلس الجامعة العربية اليوم اجتماعاً تشاورياً على مستوى المندوبين الدائمين، للتحضير للاجتماع المشترك لهم مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن المقرر له السبت المقبل، للتنسيق والاتفاق في شأن القضايا التي تهم المنطقة لا سيما القضية الفلسطينية. كما يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعاً غير عادي، على مستوى وزراء الخارجية العرب، في ٢٨ الشهر الجاري، برئاسة البحرين، يحضره الرئيس الفلسطيني. وأوضح الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي أن الاجتماع «سيناقش ثلاثة موضوعات رئيسية في مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية، ومشاركة الرئيس الفلسطيني في الاجتماع لتحديد الموقف العربي الذي سيتم طرحه أمام مؤتمر باريس المقرر نهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر المقبل، والذي بدوره سيكون مكرساً لبحث القضية الفلسطينية وسبل إنفاذ حل الدولتين والخروج من حالة الجمود الراهنة التي تفرضها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال».

مشاركة :