أكد ماثيو ألن، المتحدث الصحافي بمكتب وزير الدفاع الأميركي، تراجع سيطرة تنظيم داعش من مناطق كثيرة في كل من العراق وسوريا، مشددا على أن التنظيم يعاني هزائم متوالية، ولم يقم بأي هجمات فاعلة خلال شهور. وقال المتحدث باسم البنتاغون في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: إنه «بالمقارنة مع ذروة نفوذ تنظيم داعش في أغسطس (آب) 2014، فإن الوضع الحالي يشير إلى أن (داعش) لا تستطيع العمل، وفقدت نحو 30 إلى 35 في المائة من المناطق التي كانت تسيطر عليها ومأهولة بالسكان في العراق وسوريا». وأضاف: إنه «خلال أبريل (نيسان) 2016، فقد (داعش) مناطق أخرى إضافية في كل من العراق وسوريا، لكن النسبة الإجمالية للأراضي التي خسرها حتى الآن لا تزال في حدود 30 إلى 35 في المائة في كلا البلدين». واعترف المسؤول في البنتاغون باستمرار «داعش» في شن هجمات رغم النجاحات التي حققتها قوات التحالف الدولي، وقال: إنه «على الرغم من فقدان (داعش) تلك الأراضي، إلا أن التنظيم لا يزال قادرا على شن هجمات في الكثير من المناطق التي لا يزال يسيطر عليها». من جانبه، أفاد الكولونيل ستيف وارن، المتحدث باسم التحالف الدولي لمكافحة «داعش»، في مؤتمر صحافي صباح أمس (الأربعاء)، بأن «داعش» يعاني الهزيمة، «ويحاول القيام بعمليات هجومية في الموصل، لكن استطعنا تعطيل تلك العمليات، ونعمل حاليا مع القوات العراقية على دفع (داعش) من مدينة الموصل والاستمرار في هزيمته حتى إخراجه من أنحاء العراق كافة». وأشار الكولونيل وارن إلى تكثيف عمليات التدريب للقوات العراقية، واستخدام طائرات «الأباتشي» في مساعدة العمليات التي تقوم بها القوات العراقية المحلية، إضافة إلى نجاح قوات التحالف في تعطيل مخططات «داعش» لشن هجمات بالأسلحة الكيماوية. وقال: «قمنا بتعطيل تلك المخططات والقبض على أبو داود، مسؤول الأسلحة الكيماوية، وكان ذلك صيدا ثمينا، حيث نقوم باستجوابه والمعلومات التي حصلنا عليها منه قادت إلى نجاح في هجمات أخرى عدة ضد (داعش). وسنستمر في استهداف أي مخططات لعمليات لـ(داعش) تتعلق بتسليح كيماوي». ودون إعطاء تفاصيل أخرى، أشار الكولونيل وارن إلى تركز قوات «داعش» في مناطق عدة، وقال: إن «هناك ما بين عشرة آلاف إلى 12 ألف مقاتل من (داعش) في الموصل وتلعفر، ومئات عدة في الموصل والتكتيكات التي يحاول التنظيم استخدامها حاليا هي خلق حالة من الرعب في بغداد، وسلاحهم هو تفجير القنابل في الأسواق المكتظة بالسكان». وقد تباينت النسب خلال الأسابيع الماضية ما بين تصريحات تشير إلى فقدان «داعش» 40 في المائة من الأراضي، وفي أحيان أخرى فقدان 45 في المائة منها في العراق، و20 في المائة في سوريا. وهو ما يشير إليه المحللون بأن ساحة المعركة بين الولايات المتحدة وقوات التحالف ضد «داعش» مستمرة ومتفاعلة، وتشهد نجاحات وأيضا بعض الخسائر، وأن النجاح في استعادة الأراضي من سيطرة «داعش» دفعت التنظيم للرد على شكل هجمات إرهابية ضد المدنيين في بغداد. وتستند تلك النسب المئوية إلى المقارنة مع المناطق التي سيطر عليها «داعش» في ذروة نفوذه في العراق وسوريا في عام 2014. ويشير مسؤولو البنتاغون إلى أن القوات العراقية، بمساعدة الضربات الجوية للتحالف والمستشارين الأميركيين الذين يقدمون التدريب والمشورة، استعادت مناطق كبيرة من سيطرة «داعش» في الرمادي وغرب العراق، وقامت بعمليات حول الموصل؛ تمهيدا لشن هجوم كبير لطرد «داعش» من مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق. وقال الجنرال جاري فولسكي، قائد قوات التحالف، في تصريحات سابقة للصحافيين: إن «المجموعة المتطرفة (داعش) أصبحت في موقف أضعف عما كانت عليه من قبل، وهناك تدهور واضح في قدرات (داعش) على إجراء عمليات هجومية، لكن الحرب أصبحت أكثر صعوبة عند محاولة استعادة الموصل من سيطرة (داعش)، وهي معقلهم الرئيسي في شمال العراق. ونحن ننظر ونقيّم الوضع مع شركائنا العراقيين حول العمليات المستقبلية في الموصل، وتسريع وصولنا إلى الموصل؛ لأن (داعش) لا يزال لديهم القدرة على توليد القوة؛ مما يجعل معركة الموصل أكثر صعوبة». كما أشار الجنرال إلى أن معركة استعادة الرمادي استغرقت ستة أشهر، لكن «داعش» احتل الموصل لأكثر من عامين، والموصل أكبر من الرمادي ثلاث مرات، وقال: «نحن ذاهبون للتأكد من أن الظروف مواتية لاستعادة الموصل، لكن الأمر قد يستغرق بعض الوقت». إلى ذلك، يؤكد مسؤولو البنتاغون، أن التفجيرات في بغداد هي دليل على أن «داعش» يخسر، وأصبح في موقف دفاعي، كما يفقد سيطرته في العراق وسوريا. وقد أكد جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أول من أمس، أن المعلومات الاستخباراتية التي يتم الحصول عليها حول مخططات «داعش» في سوريا والعراق أصبحت أفضل على الأرض، وبخاصة بعد العمليات التي بدأت في الموصل وحولها.
مشاركة :