حذر كبار المسؤولين العسكريين بجيش الاحتلال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من عدم وجود سياسة واضحة تتعلق بقطاع غزة، مؤكدين أن ذلك سيؤدي إلى إعادة تنظيم فصائل المقاومة الفلسطينية وعودتها إلى السلطة. وبحسب صحيفة « يديعوت أحرونوت »، فإن قادة الجيش حذروا نتنياهو من أنه، في ظل غياب سياسة واضحة للوضع في غزة في اليوم التالي للحرب، فإن هذا الأمر سيعيد إسرائيل إلى السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أي إلى ما قبل أحداث “طوفان الأقصى”. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك المصادر المطلعة على الأوضاع السياسية والعسكرية تدعم التوصل إلى صفقة شاملة أو جزئية على الفور. وأضافت أن رئيس الحكومة لا يستطيع إنكار تلك التحذيرات التي صدرت من المصادر نفسها، والتي سبق أن حذرت مرارًا وتكرارًا من عدم وجود نقاش وقرارات تتعلق بالإدارة المدنية في قطاع غزة في اليوم التالي للحرب، مؤكدين أن هذا الوضع سيعيد حركة حماس إلى السلطة لتتولى شؤون القطاع. جنود الاحتلال على الحدود مع قطاع غزة – مصدر الصورة: أسوشيتد برس وأكدت تلك المصادر: «في حالة غياب البديل، لن يكون هناك مفر من عودة حكم حماس. يجب اتخاذ قرار الآن قبل التوصل إلى أي صفقة». ورأوا أن التوصل إلى صفقة جزئية سيعيد حركة حماس إلى نشاطها. وتابعت المصادر أنه، في حالة عدم اتخاذ قرار الآن، ستخسر إسرائيل “الإنجازات” التي حققتها خلال الحرب، ولن تحقق أحد أهم أهداف الحرب، وهو القضاء على حركة حماس. خيارات نتنياهو وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن مسؤولين كبارًا في الجيش والشاباك يتبنون هذا الموقف ويوضحون ما يرفض المستوى السياسي مواجهته، وهو أنه بالرغم من تدمير القدرات العسكرية لحماس بشكل كامل، إلا أن القدرات الإدارية والسياسية (القادرة على الحكم) للحركة لا تزال قائمة. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك عدة بدائل لحكم حماس، أولها هو السلطة الفلسطينية، التي ستحصل على دعم عربي وأميركي، إلا أن نتنياهو يعارض هذا الخيار. أما الخيار الثاني فهو إقامة حكم عسكري في غزة، حيث يقوم الجيش بتوزيع الغذاء، وتدير إسرائيل البنية التحتية والصحة وغيرها، وهو الأمر الذي سينعكس على تكاليف المعيشة في إسرائيل، بحسب الصحيفة. ومع ذلك، يرفض نتنياهو هذا الخيار بسبب تكلفته الاقتصادية. والخيار الثالث، وهو الذي تحذر منه المؤسسة العسكرية والأمنية، يتمثل في أن تقرر حكومة نتنياهو عدم اتخاذ أي قرار، وتواصل العمل العسكري في القطاع، وهو الأمر الذي سيعيد حركة حماس إلى الحكم مرة أخرى، وفقًا للمسؤولين. وأشارت الصحيفة، نقلًا عن المصادر، إلى المخاوف والتحذيرات من تنامي نشاط حركة حماس في الضفة الغربية، في الوقت الذي لا تريد فيه الأجهزة الأمنية قيام دولة فلسطينية ولا إعادة الأراضي للاجئين. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد