أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، بمبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الداعية لاحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيلين، مشيرا خلال زيارة خاطفة لمصر استغرقت عدة ساعات، التقى خلالها الرئيس السيسي، الى أهمية الدور الذي تلعبه مصر كشريك اقليمي مهم. وجاءت الزيارة بعد ساعات قليلة من تصريحات للسيسي أعلن فيها استعداد مصر القيام بدور لإحياء السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، إن كيري أكد «أهمية دور مصر كشريك إقليمي، والتزام الولايات المتحدة مساعدتها في مجال مكافحة الإرهاب والنمو الاقتصادي، وتعزيز المؤسسات الديمقراطية والأمن الإقليمي»، كما أعرب عن «تقديره لبيان السيسي الأخير الداعم لدفع عملية السلام بين العرب وإسرائيل»، وأضاف تونر أن كيري بحث مع السيسي «مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية، بما في ذلك التطورات في ليبيا وسوريا». وكان الرئيس المصري قد استقبل وزير الخارجية الأميركي، بحضور وزير الخارجية سامح شكري، إضافة إلى السفير الأميركي بالقاهرة ستيفن بيكروفت. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن السيسي رحب بوزير الخارجية الأميركي، معربًا عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تجمعها بالولايات المتحدة، والارتقاء بالتعاون الثنائي على الأصعدة كافة، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين. وذكر يوسف أن اللقاء تناول عددًا من الموضوعات الخاصة بالعلاقات الثنائية، فضلاً عن دعم جهود مصر في مجال مكافحة الإرهاب، كما تطرق اللقاء إلى آخر التطورات بالنسبة للأزمات التي يمر بها عدد من دول المنطقة، ولا سيما تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا، كما تناول أيضًا الجهود الدولية الرامية إلى إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث أشاد وزير الخارجية الأميركي في هذا الصدد بالدعوة التي أطلقها الرئيس أمس إلى الفلسطينيين والإسرائيليين لإعادة إحياء عملية السلام، ومشيدًا في هذا السياق بدور مصر التاريخي ومساهمتها في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط، بوصفها دعامة رئيسية للسلام والأمن بالمنطقة. وتدفع فرنسا، والآن انضمت إليها مصر، من أجل استئناف أسرع للمفاوضات للتوصل إلى تسوية نهائية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وتحدث كيري هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأجرى اتصالا مماثلا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل بضعة أيام، وهناك تقارير مستمرة ولكن غير مؤكدة في واشنطن، عن اعتزام الرئيس الأميركي باراك أوباما الإدلاء بخطاب مهم، يعلن فيه بشكل أوضح دعم بلاده لحل الدولتين. غير أنه قبل 8 أشهر فقط من انتهاء ولايته، لم يعد لدى الرئيس الأميركي، إذا أراد التحرك، الوقت الكافي للتعامل مع تحدي عملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية، التي فشل كثير من الرؤساء السابقين في دفعها إلى الأمام. من جهتهم رحب الفلسطينيون والإسرائيليون بالمبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي، لكن مع اختلاف التفسيرات، إذ يتطلع الفلسطينيون إلى الدعم المصري وفق المبادرة العربية للسلام، وتراها إسرائيل تحركا مصريا بديلا للمبادرة الفرنسية. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه يرحب بجهود ومواقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وباستعداده لبذل الجهود من أجل تحقيق السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وأعرب عباس عن تقديره لدور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، وتضحياتها التاريخية للحفاظ على حقوق شعبنا الفلسطيني. وشدد على أهمية دور مصر المحوري في تحقيق المصالحة الفلسطينية، من أجل حماية وحدة الأرض والشعب والقرار الفلسطيني. أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فرحب بدعوة السيسي لتجديد الجهود لدفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، قائلا: «إسرائيل مستعدة للتعاون مع مصر ودول عربية أخرى للمضي قدما في عملية دبلوماسية والاستقرار في المنطقة». وأضاف: «أنا أقدر جهود الرئيس السيسي، وذلك يمنحني الثقة في النهج القيادي الذي ينتهجه، بما في ذلك بشأن هذه المسألة المهمة». وقالت مصادر في مكتب نتنياهو إن تل أبيب ترحب بأي تدخل للسيسي، لأنها ترى فيه بديلا «للمبادرة الفرنسية» التي لا مستقبل لها ومحكوم عليها بالفشل لرفض إسرائيل لها. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإنه من غير المستبعد أن يقوم كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفقة زعيم المعارضة الإسرائيلية إسحق هرتسوغ بزيارة مشتركة إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بهدف إطلاق عملية سلام. وأشار محللون في إسرائيل إلى أنّ ردود الفعل السريعة للسياسيين على تصريحات السيسي متطابقة تقريبًا، مما يزيد من الشكوك أنّ هناك تنسيقا حول ذلك. لكن إفيغدور ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا ويعد «أبو المؤامرات السياسية»، عقد مؤتمرا صحافيا أعلن فيه أن نتنياهو يخون جمهور ناخبيه عندما يقيم حكومة مع هرتسوغ وينطلق إلى «مفاوضات عقيمة» مع الفلسطينيين. وعندما سئل: «معروف أن نتنياهو يقدم على هذه الخطوة، لأن حكومته ضيقة وهو يحتاج إلى حكومة موسعة. فلماذا لا تنضم أنت إلى الحكومة وتبقي على صبغتها اليمينية؟»، فأجاب: «أنا مستعد لدخول الحكومة فورا إذا قُدمت لي شروط مناسبة».
مشاركة :