أكدت الأديبة والتشكيلية مها باعشن على أن السلسلة الأدبية في مدينة جدة متواصلة في العصر الحالي بظهور الكثير من الأدباء والكتّاب المهتمين بالأدب وكل ما يرتبط به، مشيرة خلال حديثها لـ «المدينة» إلى أن البعض من الشباب خرج من دائرة الأدب القديم وتوجهوا إلى أدب الحداثة ومتابعة أبرز الكتّاب والأدباء في جدة للإطلاع على أهم مؤلفاتهم وإنتاجهم بهدف التطبع ببعض ما فيها لكسب خبرة جديدة، كما عبّرت عن أسفها لوجود البعض الأخر من الشباب البعيد عن الأدب والغير مطلع على عمالقته من الكتّاب والأدباء والمؤلفين أمثال العواد وعزيز ضياء والفقي رحمهم الله جميعا، مبديةً حماسها وأمنيتها الشديدة بكتابة رواية حديثة تدور تفاصيلها عن جدة التاريخية لكي تضمها إلى سلسلة الروايات السابقة الأكثر قربًا للعالمية. باعشن التي كانت ضيفة أمس الأول على الأمسيات الثقافية المعقودة في بيت نصيف التاريخي والتي تنظمها جمعية الحفاظ على التراث العمراني بجدة برعاية أمانة محافظة جدة وأصدقاء التراث والهيئة العليا للسياحة والآثار، استهلت حديثها بقولها: أريد أن أتغنّى بجدة كما تغنّى بها الكثير من الشعراء، فهي عروس البحر التي يحبها الجميع والتي سنتحدث عنها اليوم وعن كل ما فيها لإنها تراث ثقافي وعمراني مميز. واستعرضت في حديثها جذور المنطقة التاريخية وتاريخها الذي أرجعه الكثير لما قبل الإسلام، حتى كان لها أن تكتسب مكانتها عندما اختارها الخليفة عثمان بن عفان رضي اللّه عنه (سنة 25هـ) لتصبح ميناء لمكة المكرمة. وذكرت للحضور بعض الموروثات الثقافية والشعبية التي شهدتها جدة، كما استعرضت العديد من المعلومات والصور التاريخية المرتبطة بجدة وموقعها الجغرافي ومعالمها التاريخية الشهيرة التي لايزال الكثير منها متواجدًا في وقتنا الحالي، بالإضافة إلى أساليب الحياة داخل وخارج سور جدة القديمة، ولتختتم حديثها ببعض التوصيات التي كان من أهمها: اعتماد برامج علمية حول التراث، وتحفيز الأجيال والشباب لمعرفة حضارته وتاريخها، وتكثيف جهود السكان والملاك والمسئولين لرصد المعالم التراثية ورعايتها وتوثيقها وتقديمها في معلومات للسياح والزائرين كمنتج سياحي سعودي، إلى جانب العمل على تسجيل المنطقة التاريخية على قائمة التراث العالمي. الأمسية شهدت تواجد العديد من الشخصيات الإعلامية والجامعية، إلى جانب الحضور النسائي الكبير والذي شهد حضور حرم القنصل الفرنسي. المزيد من الصور :
مشاركة :