الطبيب حسام أبو صفية رمز النظام الصحي المدمّر في قطاع غزة

  • 12/31/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مدى أسابيع، ومع تكثيف الغارات الإسرائيلية حول المستشفى في بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، حض الدكتور أبو صفية المجتمع الدولي على التدخل "قبل فوات الأوان". ورغم توجيه أبو صفية نداءات للمساعدة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق صباح الجمعة ضد مستشفى كمال عدوان قائلا إنه يضم "مركز قيادة تابع لحماس". وخرج المستشفى عن الخدمة بعدما كان آخر مرفق صحي كبير عامل في شمال القطاع المحاصر والمدمر جراء تواصل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من عام بعدما شنت الحركة هجوما غير مسبوق على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/اكتوبر 2023. واعتقل الجيش الاسرائيلي أكثر من 240 شخصا خلال العملية بينهم أبو صفية. "إجرام" لم تُعرف أي معلومات عن الطبيب أبو صفية البالغ 51 عاما منذ اعتقاله. ولم يحدد الجيش الإسرائيلي الذي اتصلت به وكالة فرانس برس مكان وجوده. وتعتقد عائلته أنه محتجز في معسكر سديه تيمان الواقع في صحراء النقب في جنوب إسرائيل على مقربة من غزة. وقال نجله إدريس أبو صفية مساء الاثنين في مقطع فيديو إن الطبيب "في معتقل سديه تيمان الاسرائيلي المعروف بإجرامه بحق الأسرى المسجونين فيه". وأضاف "وردتنا شهادات من معتقلين مفرج عنهم تؤكد تعرضه للاهانة وسوء المعاملة بما في ذلك إجباره على خلع ملابسه واستخدامه كدرع بشري". ولم يُجب الجيش الاسرائيلي أيضا على سؤال بهذا الشأن. ويشكل إخراج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة واعتقال مديره وأفراد آخرين في طاقمه الطبي ضربة جديدة للخدمات الصحية المنهكة أصلا في قطاع غزة. "بطل برداء أبيض" وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لفرانس برس إن "لا شيء يبرر هذه الاعتقالات سوى الطموح بتدمير النظام الصحي"، مؤكدا أن "الوضع كارثي ومأسوي". وناشدت عائلة أبو صفية المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل بهدف إطلاق سراحه في أسرع وقت ممكن. وردت منظمة الصحة العالمية على لسان مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبرييسوس طالبة "الإفراج الفوري" عن مدير مستشفى كمال عدوان. كذلك دعت منظمة العفو الدولية إلى جانب العديد من العاملين في مجال الصحة حول العالم إلى الافراج عن أبو صفية، وأُطلق وسم FreeDrHussamAbuSafiya# على وسائل التواصل الاجتماعي. ويُعرف أبو صفية بأنه "بطل برداء أبيض" واصل تأدية مهامه، بينما كثف الجيش الإسرائيلي هجومه البري والجوي على شمال قطاع غزة في مطلع تشرين الأول/أكتوبر قائلا إن الهدف هو منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها في المنطقة. وأكدت منظمة "ميد غلوبال" MedGlobal الأميركية غير الحكومية التي توظف أبو صفية أن الطبيب فقد أحد أبنائه، إبراهيم، البالغ نحو خمسة عشر عاما في هجوم إسرائيلي نهاية تشرين الأول/أكتوبر وأصيب هو نفسه في ساقه في تشرين الثاني/نوفمبر، لكنه أكد في مقطع فيديو تم تصويره وهو على سريره في المستشفى إن ذلك لن يمنعه من إنجاز مهمته "مهما كلف الأمر".

مشاركة :