قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن البقعة الحمراء العظيمة على كوكب المشتري -وهي عاصفة دوارة كبيرة الحجم لدرجة أنها يمكن أن تبتلع الأرض- ليست كما كانت عليه في السابق. وأضافت في تقرير اليوم الأربعاء أن الأبحاث كشفت أن البقعة ذات اللون القرمزي المرئية اليوم أكبر، في المتوسط، من البقعة التي رصدها عالم الفلك الإيطالي جيوفاني كاسيني لأول مرة في عام 1665، والتي أطلق عليها اسم «البقعة الدائمة». وقالت إن كلاً من بقعة كاسيني والبقعة الحالية عبارة عن أعاصير مضادة، أو دوامات من الرياح في مناطق الضغط العالي. تدور بقعة اليوم في نصف الكرة الجنوبي من الكوكب الغازي العملاق، ويمكن أن تصل سرعة الرياح فيها إلى ما يقرب من 300 ميل في الساعة. ولكن العاصفة التي رصدها كاسيني في القرن السابع عشر ربما تبددت وعادت إلى مكانها، وفقاً لباحثين من إسبانيا، الذين وجدوا أن الملاحظات التي سجلها في منتصف القرن السابع عشر لحجم العاصفة وحركاتها وتلك التي سجلها في الوقت الحاضر لا تتطابق. والواقع أن علماء الفلك فقدوا أثر بقعة كاسيني بعد عام 1713، ولم تظهر ملاحظات عاصفة على كوكب المشتري إلا في عام 1831. وفقًا للبحث الجديد الذي قاده أغوستين سانشيز لافيجا ، فإن العاصفة التي رُصدت في عام 1831 هي البقعة الحمراء العظيمة التي نراها اليوم، ونُشرت النتائج في يونيو/ حزيران 2024 في مجلة Geophysical Research Letters.. وقال سانشيز لافيجا، وهو عالم فيزياء وعالم كواكب في جامعة الباسك في بلباو بإسبانيا، إنه من المعقول أن نعتقد أنه على الرغم من أن مثل هذه البقع طويلة العمر، إلا أنها يمكن أن تتشكل وتختفي وتتجدد دوريًا في نفس المنطقة. تقع البقعة اليوم في موقعها الحالي عند خط العرض المتوسط بين تيارين هوائيين نفاثين إلى الشمال والجنوب، يتدفقان بالتوازي مع خط استواء المشتري في اتجاهين متعاكسين. في السابق، افترض الباحثون أن العواصف الأصغر اندمجت لتكوين البقعة الحمراء العظيمة، ولكن بناءً على محاكاة الاضطرابات في تيارات الرياح وسلوكها، خلصت مجموعة سانشيز لافيجا إلى أن البقعة تشكلت بسبب الاضطرابات بين هذين التيارين الهوائيين النفاثين. لغز اللون الأحمر ظل مصدر اللون الأحمر للعاصفة لغزا، لكن علماء وكالة الفضاء الأميركية يفترضون أن اللون يتشكل من مواد كيميائية يتم تفكيكها بواسطة ضوء الشمس في الغلاف الجوي العلوي لكوكب المشتري. على الرغم من أن البقعة الحمراء العظيمة تبدو ثابتة وغير متغيرة من خلال التلسكوب، إلا أن دراسة أجريت في أكتوبر/ تشرين الأول 2024 ونشرت في مجلة Planetary Science Journal، أشارت إلى أنها ليست مستقرة على الإطلاق وتتمايل عندما يتم ضغطها بين التيارين النفاثين. وأظهرت ملاحظات للبقعة بواسطة تلسكوب هابل الفضائي الذي يدور حول الأرض بين ديسمبر/ كانون الأول 2023 ومارس/ أذار 2024 أنه على مدى فترة زمنية مدتها 90 يومًا، يمكن أن تبدو العاصفة وكأنها شكل بيضاوي أنحف أو أكثر سمكًا، وفقًا لأيمي سيمون، عالمة الكواكب البارزة في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا والمؤلفة الرئيسية للدراسة. وقالت سيمون إنها توافق على أن المكان الحالي ليس هو نفسه المكان الأصغر الذي اكتشفته كاسيني: «نظرًا لأن العواصف على كوكب المشتري لا يمكنها التحرك في خطوط العرض، ولا يمكنها عمومًا أن تنمو بشكل أكبر، فلا يبدو من المرجح أن تكون نفس العاصفة». ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :