أعلنت الولايات المتحدة أمس الخميس إدراج فروع تنظيم داعش في ليبيا والسعودية واليمن على لائحتها السوداء للتنظيمات الإرهابية، وذكر مسؤولون أمريكيون أن ما بين 4 آلاف إلى 6 آلاف عنصر من التنظيم ينتشرون في ليبيا، في وقت درس حلف شمال الأطلسي إمكانية الضلوع بدور أكبر في ليبيا لكن من دون التدخل العسكري، وجددت حكومة الوفاق الليبية الدعوة لتسريع تسليح قواتها بعد مقتل 32 من جنودها في مواجهات مع التنظيم الإرهابي. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن إجراء إدراج فروع تنظيم داعش في ليبيا والسعودية واليمن على لائحتها السوداء للتنظيمات الإرهابية، يهدف إلى فرض عقوبات ضد مواطنين أجانب ارتكبوا أو قد يرتكبون أعمالاً إرهابية تهدد أمن المواطنين الأمريكيين. وقال مسؤولون أمريكيون إن عدد عناصر تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا يقدر بين أربعة إلى ستة آلاف عنصر، وذلك في الوقت الذي تقوم به القوات الخاصة الأمريكية بعمليات على الأرض وفي الأجواء الليبية. وبين المسؤولون لشبكة سي إن إن أن عمليات المراقبة الجوية تنطلق من جزيرة بانتيليريا بصقلية جنوب إيطاليا، وتمتد على 1240 ميلا التي تشكل الساحل الليبي جنوب البحر الأبيض المتوسط، من دون توضيح طبيعة العمليات التي تقوم بها القوات الخاصة المتواجدة على الأرض. وقال مسؤولون ليبيون وشهود عيان للشبكة الإخبارية إن مجموعة من القوات الأمريكية الخاصة متواجدة في قاعدة في مصراتة، لافتين إلى أن هناك نحو 12 عنصراً خارج القاعدة قرب المدينة. يذكر أن تواجد القوات الأمريكية الخاصة على الأرض الليبية تم تأكيده من قبل وزارة الدفاع (البنتاغون) قبل أيام، حيث ينضمون إلى معركة يخوضها الليبيون ضد تنظيم داعش الذي بات يسيطر على عُشر مساحة الساحل الليبي. من جهة أخرى ناقش حلف شمال الأطلسي أمس الخميس إمكانية الاضطلاع بدور أكبر في ليبيا لمساعدة حكومة الوفاق الجديدة في التصدي للتهديد المتزايد لتنظيم داعش، لكن بعض الحلفاء يرغبون في التركيز على المهمة البحرية لوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا. وبعد ثلاثة أيام من اجتماع عدد من القادة في فيينا لعرض المساعدة على حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة بحث وزراء خارجية دول الحلف كيف يمكن لسفنه في البحر المتوسط منع وصول الأسلحة إلى المتشددين. وقال ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف الأطلسي قبل الاجتماع حلف الأطلسي عليه التزام واضح وهو أن يبقى مستعدا لدعم الحكومة الجديدة في ليبيا إذا طلب منه ذلك. نحن لا نتعامل مع أي عملية قتالية محتملة. وشدد ستولتنبرغ على أنه لا نية للحلف في أي تدخل عسكري أو أي عمليات في ليبيا، مؤكداً أن أهم مساعدة يمكن تقديمها هي تدريب الكوادر ومساعدتها على بناء قدراتها الدفاعية، في حال طلبت حكومة الوفاق ذلك، مشيراً إلى أنه تحدث مؤخراً مع رئيس الوزراء الليبي فائز السراج، حول إمكانية وآفاق الدعم الأطلسي. وشدد على ضرورة أن يعي الليبيون بأن عليهم رفع مستوى قدراتهم وبناء هياكل دولتهم وبناهم التحتية إذا ما أرادوا التمتع بالأمن والقوة، معرباً عن قناعته أن مساعدة الناتو لهم بهذه الطريقة ستكون أهم من التدخل. من جهتها دعت حكومة الوفاق الليبية الدول الكبرى الداعمة لها امس الخميس إلى التعجيل في تسليحها بعد ساعات من مقتل 32 من مقاتليها خلال معارك مع تنظيم داعش غرب مدينة سرت الساحلية. وقالت الحكومة في بيان نشرته على صفحتها في فيس بوك إنها تدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والتعجيل بتجسيد الوعود التي قطعها بالمساعدة ورفع حظر السلاح المفروض على ليبيا. كما طالبت غرفة العمليات الخاصة بمحاربة تنظيم داعش والتابعة لحكومة الوفاق في بيان المجتمع الدولي إلى الإيفاء بوعوده بدعم القوات الشرعية التي اقر دعمها للوقوف سداً منيعاً في وجه توسع المتشددين. وقتل الأربعاء 32 من عناصر القوات الحكومية في معارك ضد التنظيم وتفجير سيارة مفخخة في المنطقة الممتدة من سرت وصولاً إلى بلدة أبو قرين الواقعة على بعد نحو 130 كلم غرباً على تقاطع طرق يربط الغرب الليبي بشرقه وجنوبه. وتبنى التنظيم على تويتر تفجير سيارتين مفخختين في هذه المنطقة، قائلاً إن الأولى نفذها سوداني والثانية شخص غير ليبي لم يحدد جنسيته. وكان التنظيم نجح الأسبوع الماضي في السيطرة على أبو قرين قبل أن تستعيد القوات الحكومية السيطرة عليها الثلاثاء. ودعا ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مارتن كوبلر أمس الخميس إلى الوحدة في محاربة تنظيم داعش تحت قيادة رئيس الحكومة الوفاق فايز السراج، مضيفاً في تغريدة على حسابه في موقع تويتر أن على كل الليبيين أن يتحدوا. وذكر تقرير إخباري الخميس أن سرية الهندسة العسكرية في ليبيا عثرت على خمس جثث لعناصر تنظيم داعش، ملقاة في أحد أزقة بلدة أبوقرين، ثلاث منها لتونسيين وجثة لمصري وأخرى لسوداني. وقال الناطق الرسمي باسم عمليات البنيان المرصوص، العميد محمد الغصري لبوابة الوسط الليبية فجر الخميس، إن أفراد سرية الهندسة العسكرية وعند قيامهم بتمشيط بلدة أبوقرين، عثروا على خمسة قتلى لداعش ملقاة بإحدى أزقة بلدة أبوقرين ومعهم بطاقاتهم ومبلغ مالي 1000 دينار لكل منهم.
مشاركة :