عندما يلعب الكبار لعبة البيوت

  • 5/20/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هيا بنا نبنِ بيتا، تلك اللعبة تستهوي البشر بداية من مرحلة الطفولة المبكرة حتى آخر العمر، كأن البيت غريزة عند الإنسان كما هو الحال عند الطيور، معظمنا يفقد أساسيات اللعبة بمرور الزمن، الابتكار والمتعة والخصوصية، نسكن بيتاً نمطياً وننسى بيت صندوق الكرتون، أو بيتاً لوسائد تسند بعضها بعضاً، أو بيت الخيمة المصنوعة من أغطية الأسرة. معماريون لامعون قرروا أن يعودوا بالبناء إلى اللعبة القديمة، إلى المرح الطفولي. كتاب البيوت، لمؤلفيه البولنديين أليكسندرا ماخقياك ودانييل ميجيلينسكس للأطفال، الكتاب الحائز لقب كتاب العام 2008. ترجمه مؤخراً د. جورج يعقوب لمشروع كلمة الذي ترعاه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. يستعرض الكتاب بلغة بسيطة للغاية مصحوبة برسوم وتعليقات مرحة، خمسة وثلاثين نموذجاً من البيوت، المتنوعة والمختلفة عن كل الأنماط السائدة. حيث يعود المعماريون إلى بيوت الأحلام في طفولتهم، فنجد مصمماً معمارياً في سويسرا يبني قرية صغيرة من تسعة بيوت حول بحيرة ثم يغطيها بطبقة سميكة من التراب فتشكل أمواجاً من المرتفعات والوهاد، ثم يقوم بزراعتها كحدائق فتبدو البيوت كجحور داخل الحدائق، والسكان كأنهم في حلم، أو كأنهم يسكنون حكاية من حكايات الأقزام، أو كأنهم جميعاً قد أصبحوا أليس في بلاد العجائب. معماري آخر في كندا يبني بيتا على شكل بندقة خشبية معلقة بحبال قوية على فرع شجرة. وبجوار سور الصين العظيم يقرر معماري أن يبني بيت الحقيبة، وبمساعدة الجدران المتحركة تتحول حجرات البيت إلى حقائب كبيرة تفتح عند الاستخدام أو تغلق متيحة مساحة يعاد استخدامها حسب الغرض المطلوب. بينما يشيد معماري ياباني بيتاً لشرب الشاي معلقاً فوق شجرة كستناء على ارتفاع ستة امتار. ويقوم آخر في النمسا بإنشاء فندق كامل من أسطوانات المجارير الخرسانية هائلة الحجم. وفي فرنسا عدة بيوت استلهمت شكل الفقاعات. كل شيء داخل بيت الفقاعة دائري، النافذة، والطاولة، والأريكة. وفي بريطانيا بيت على شكل هلال، وفي أمريكا يبنى معماري بيتاً فوق جبل مبتور القمة، في خلاء مطلق، في مهب رياح عاصفة ودرجات حرارة عالية، مستفيداً من الظروف الطبيعية بدلاً من التذمر منها، فيشق فتحة هائلة تنفذ عبرها الرياح لتبرد البيت، ويبني خزانا يجمع مياه الأمطار، وبطارية شمسية تحول أشعة الشمس إلى تيار كهربائي، وقد غطى البيت من الخارج بالألومنيوم العاكس للحرارة.ومن وحي القنفد وشجرة الصبار بنى معماريان من الدنمارك بيتاً بشرفات مسننة الأطراف. وفي فنلندا صمم معماري عاشق للخيال العلمي بيتاً على شكل صحن طائر. وفي بولندا يقرر معماري أن يحقق حلمه بالعيش في بيت الإسكيمو. ومن بين الخمسة وثلاثين نموذجاً للأبنية فائقة البراعة والخصوصية، يأتي الكتاب على ذكر مشروعين عربيين، الأول هو مشروع المعماري حسن فتحي في مصر، إذ يخبرنا الكتاب أن أفكار حسن فتحي المعمارية عن مدينته المبنية من طوب الطين حظيت بإعجاب في الخارج أكثر مما حظيت في بلاده، وأن مشروعه (القرنة الجديدة) فشل وأهمل. أما المشروع العربي الثاني فهو مدينة مصدر المستقبلية في أبوظبي حيث الاعتماد الكامل على الطاقة المتجددة. حنان جاد

مشاركة :