رمضان على الأبواب، أعاده الله عليكم بالصحة والسلامة، وكالعادة بدأنا نتحدث عن نفس الاشياء التي نتحدث بها كلما اقترب الشهر الكريم، فمن المواد الرمضانية الى الفيمتو يشغلنا الحديث طويلاً ونقول نفس الكلام الذي قلناه العام الماضي والذي سبقه وسنقوله العام القادم اذا احيانا واياكم المولى الكريم، فهذه طبيعة البشر في كل مكان وأوان، وهذه طبيعة المناسبة. سنلاحظ ان النقاشات حول المسلسلات التلفزيونية لم تعد كما في السنين السابقة، حيث تحتدم النقاشات والسجالات وفي بعض العواصم ترفع الشكاوى والدعوات أمام المحاكم والنيابة، فقد اختفت هذه الظاهرة ولربما تراجع اهتمام المشاهد العربي او بالأدق توزع وتشتت على العديد من الفضائيات التي ملأت فضاءنا وبالنتيجة تعددت المسلسلات ولم يعد المسلسل الواحد هو البطل ومحور استقطاب المشاهدين بما يثير من نقاشات ومشاكل. كذلك الحال مع مسابقات رمضان، حيث تعددت هي الأخرى وتوزعت وتوزع اهتمام المشاهد بها ومتابعتها وما عادت المسابقة الرمضانية الواحدة هي محل الجدل والنقاش وحتى لهواش والزعل. إنها طبيعة التطور وأيضا ضريبة التطور التي تدفع الفضائيات ضريبتها في نقص عدد المشاهدين من ناحية وفي زيادة ومضاعفة الانفاق من ناحية ثانية لاستقطاب المشاهد الذي أصبحت الخيارات امامه مفتوحة وكثيرة ما يجعل من مسألة استقطابه مسألة صعبة في هذا الفضاء العربي الذي فاضت فضائياته وزادت. وهكذا يعود منطق السوق والعرض غدا اكثر من الطلب مما يضع الفضائيات أمام حالة معقدة وشديدة الصعوبة لكنها ستمضي في عملها بأي طريقة وستكون الفضائية القادرة على شراء أغلى المسلسلات والبرامج في المقدمة وكان الله في عون الفضائيات التي تعاني ميزانياتها في هذا الوقت. والسوشال ميديا الكوفي شوبات والمجالس تدخل على الخط وتنافس الفضائيات وتستقطب جمهورًا وبالنتيجة تتوزع الاهتمامات والمتابعات ووحدها كرة القدم والدوري الاجنبي لا ينافسه منافس، فله جمهوره العريض الذي لن يتخلى عنه ولا عن الكرة المستديرة في طابعها ولعبها الاجنبي مهما كانت المغريات الاخرى. وعشاق برشه والريال لا يقل عنهم حماسا عشاق ليفربول الذين انشئوا جميعتهم الخاصة ما يفتح الطريق لجمعيات لكل ناد من اسبانيا حتى البرازيل، فالكرة المستديرة لا ينافسها منافس ولا يهددها تطور الوسائل الاخرى فمازالت سيدة الملعب ملعبها. ومن ناحيتهم فأبناؤنا الطلبة والطالبات يشعرون ان رمضان الكريم يقترب كل عام من مواعيد امتحاناتهم ما يشكل لهم قلقا تحاول وزارة التربية تسهيل أمورهم قدر استطاعتها لكنها بالقطع لا تستطيع ان تتحكم في وصول رمضان وسيقترب اكثر في السنوات القادمة بما يذكرنا برمضان حين يأتي في الشتاء حيث لا مفر من البرد ومن الدراسة ومن شتاء رمضاني له طعمه وله نكهته وله ذاكرته أيضا. وهكذا بدأ التحضير المادي والنفسي لرمضان الكريم وبدأ الناس يستعدون كل على طريقته، ووحدها احاديث ما قبل رمضان تعيد وتكرر نفسها ونعيد معها ما قلناه في رمضان السابق والذي قبله وسنقوله في القادم. ولربما سيقوله احفادنا بعد سنوات وسيذكرون ما كنا نقوله بتندر وابتسامة حنين لذاكرة ولايام اجدادهم تماما كما نتذكر ايام آبائنا واجدادنا وسوالفهم الرمضانية وغير الرمضانية.. وعساكم من عواد رمضان بالصحة والسلامة وحفظ الله بلادنا وخليجنا العربي. وتلك هي طبيعة الحياة وكذلك هي طبيعة البشر تتغير ظروفهم وتتطور أساليب حياتهم لكن الكثير من مواضيعهم لا تتغير وتكرر ذاتها ويكررون معها ذات المواضيع في كل مناسبة.
مشاركة :