تواصل جهود الإمارات الإنسانية لدعم قطاع غزة

  • 1/5/2025
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في إطار جهودها الإنسانية المتواصلة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، نفّذت دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الثلاثاء الماضي مبادرة هي الثالثة والعشرون من نوعها، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لإجلاء 55 مصاباً ومريضاً في حالة حرجة من قطاع غزة، من ضمنهم أطفال ومرضى سرطان بحاجة لعلاج مكثف، لتلقي الرعاية العلاجية في مستشفيات الدولة، برفقة 72 من أفراد عائلاتهم.وتندرج هذه الخطوة ضمن المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في أكتوبر 2023 بعلاج 1000 طفل و1000 مريض بالسرطان من أبناء قطاع غزة في مستشفيات الإمارات، وقد وصل حتى اليوم نحو 2254 مريضاً ومرافقاً. ومما لا شك فيه أن هذه المبادرة تعكس الالتزام الراسخ لدولة الإمارات بدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها القطاع، وهي تجسد في الوقت نفسه حرص الإمارات على أهمية القيام بتدخل إنساني عاجل لإنقاذ الأرواح، والأهمية الحاسمة لتوفير الرعاية الصحية لأبناء غزة في ظل هذه الأوضاع. ومن هنا، فقد أدانت دولة الإمارات بقوة واستنكرت بأشد العبارات إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على حرق مستشفى كمال عدوان في شمالي قطاع غزة، وإجبار المرضى والطاقم الطبي على إخلائه. وشددت وزارة الخارجية، في بيان لها، على رفض دولة الإمارات القاطع لهذا العمل الشنيع الذي ينتهك القانون الإنساني الدولي، وينطوي على تدمير ممنهج للمنظومة الصحية المتبقية في القطاع. ويشار في هذا السياق إلى أن دولة الإمارات تبذل جهوداً حثيثة لتقديم الرعاية الصحية المتقدمة للمصابين والمرضى الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة، حيث عالج المستشفى الميداني الإماراتي في جنوبي غزة منذ افتتاحه في 2 ديسمبر 2023 ما يزيد على 50489 حالة، فيما عالج المستشفى العائم قبالة ساحل مدينة العريش المصرية أكثر من 8597 حالة منذ افتتاحه في فبراير 2024. وتتواصل المساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات لدعم قطاع غزة، ضمن مبادرة «الفارس الشهم 3» التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 5 نوفمبر 2023، ويتم تنفيذها من خلال قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بالتعاون والتنسيق مع عدد كبير من المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات لتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب الفلسطيني في غزة. وقد شملت عملية «الفارس الشهم 3» تقديم العديد من المساعدات، ومنها إرسال نحو 2300 شاحنة إغاثية، ونحو 538 طائرة محمّلة بمختلف أنواع المساعدات، و5 سفن شحن حملت أكثر من 24 ألف طن من المساعدات الغذائية والطبية ومواد الإيواء، كما تم تنفيذ 53 إسقاطاً جوياً بمشاركة 190 طائرة، وبلغت كمية المساعدات التي تم إسقاطها عبر عملية «طيور الخير» الإماراتية 3623 طناً. وشملت هذه المساعدات كذلك، إنشاء 6 محطات لتحلية المياه بمعدل إنتاجي يبلغ مليوني جالون يومياً، كما دعمت الإمارات 9 مخابر و37 مطبخاً شعبياً (تكية). وبالتوازي مع جهودها الإنسانية، تؤكد دولة الإمارات على موقفها الثابت الداعي إلى ضرورة الوقف الفوري للعنف، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، وعلى أهمية أن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الإنساني الدولي والمعاهدات الدوليّة، وضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع. وقد أعربت وزارة الخارجية في أكثر من بيان لها عن قلقها البالغ جراء تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة والتي تهدد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين، محذرةً من أن الوضع الإنساني الكارثي القائم في غزة بالغ الحساسية والخطورة. ولا تتوقف دعوات دولة الإمارات المجتمع الدولي إلى بذل أقصى الجهود لتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، لإيجاد أفق سياسي جاد، يسهم في تحقيق السلام الشامل على أساس «حل الدولتين»، ويحقق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في بناء دولة مستقلة ذات سيادة، على حدود الرابع من يونيو عام 1976 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وهذا هو المدخل الصحيح للحل الجذري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي يمثل أحد أهم أسباب عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. * صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

مشاركة :