قال مصدر فرنسي مطلع على زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت لبنان في ٢٧ الجاري أن باريس باشرت العمل مع مبعوثة الأمم المتحدة إلى لبنان سيغريد كاغ والاتحاد الأوروبي للإعداد لاجتماع مجموعة دعم لبنان المرجح عقده في تموز (يوليو) المقبل، وتتمنى عقده في العاصمة الفرنسية. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال إن انعقاد مجموعة الدعم سيكون في باريس. وأوضح المصدر أن مجموعة الدعم تضم ممثلين عن الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى بعض الدول الأخرى. ويتم التفكير حالياً، بحسب المصدر، بتوسيع المجموعة. والسؤال الذي يتم تداوله لدى الأوساط المسؤولة عن إعداد هذا الاجتماع هو هل يتم توسيع المشاركة في المجموعة ليكون لها طابع مالي أو ليكون طابعها سياسياً أكثر». وأشار المصدر إلى أنه حتى الآن لم يتم تحديد المشاركة النهائية وهي موضع تداول حالياً بين باريس والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن هناك برنامج دعم اقتصادي لمجموعة دعم لبنان لأن الوضع الاقتصادي في لبنان متدهور جداً مع مؤشرات مالية سيئة. وشدد المصدر على أن فرنسا تشارك اللبنانيين قناعتهم بأن وجود اللاجئين السوريين في لبنان هو بسبب الحرب في سورية وليس للتوطين في البلد. ويتم التداول والتفكير في كيفية التعاطي مع الموضوع السياسي اللبناني داخل هذه المجموعة، وهذا يتم الإعداد له حالياً ولذا يزور لبنان لدرس الأوضاع والإعداد لاجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان. وعن مسألة الفراغ الرئاسي، جدد المصدر التأكيد أن باريس لن تتدخل بين الأطراف اللبنانيين ولن تضع أصدقاءها في لبنان في وضع صعب. ورفض الخوض في موضوع من هم أصدقاء فرنسا في لبنان، ولكنه أوضح أن باريس لن تتدخل في صفقات أو أخذ مبادرات تدعي أن لديها صيغة سحرية لحل المشكلة. وتابع أن الوضع في لبنان معقد لأن ضغط إيران و»حزب الله» قوي، والسعودية مستاءة، وهناك انطباع لدى باريس بأن هناك قبضة سياسية قوية ضاغطة من إيران و»حزب الله» على لبنان نتيجة مشاركتهما في الحرب في سورية. وفي مقابل ذلك، يقول المصدر أنه إذا قررت الدول الصديقة للبنان سحب دعمها له بسبب قبضة إيران و»حزب الله» القوية فإن هذا الأمر يؤدي إلى مجال مفتوح لهذه القبضة القوية. وبالعكس ترى باريس أن من الضروري إيجاد الالتزام بدعم مالي - سياسي قوي للبنان، علماً أن باريس مدركة أن جزءاً من الحكومة يبالغ في تصرفاته و»حزب الله» يكثف هيمنته. ورأى المصدر أن التعطيل الرئاسي سببه الحقيقي، ليس انتخاب الرئيس، ولكن محاولة تعديل التوازن في السلطات داخل لبنان وأخذ مسألة الانتخاب الرئاسي رهينة للتوصل إلى مفاوضات على توازن السلطات وكان ذلك واضحاً في خطاب نصرالله. وهذا طبعاً موضع استياء السعودية، وباريس تتفهم ذلك ولكنها ترى في الوقت نفسه أن هناك عناصر لا تزال صلبة في وجه هذا الوضع المعقد المتدهور وهي الجيش اللبناني والمصرف المركزي. وترى باريس أنه إذا سحب الدعم المالي للبنان والدعم العسكري أيضاً سيؤدي ذلك إلى الوقوع في لعبة إيران ووكيلها «حزب الله». فباريس تريد العمل على إقناع شركائها في المنطقة أن من الأفضل الاستمرار في الدعم بوجه «حزب الله» وإيران. وعن انتقاد «حزب الله» لحاكم المصرف المركزي بسبب تطبيق القوانين المفروضة أميركياً، قال المصدر: «يبدو أن حزب الله ليس له أي علم بالاقتصاد، فإذا رأى ما دفعته البنوك الفرنسية من غرامات ببلايين اليورو لأنها خرقت قوانين العقوبات الأميركية وهي بنوك صلبة وهي اضطرت إلى دفع ذلك. «حزب الله» لا يدرك معنى بلد يقع في الإفلاس وأن لبنان متماسك بفضل ثقة المدينين وإذا تمت زعزعة هذه الثقة فلبنان ينهار و «حزب الله» معه وهذا ما لا يدركه الحزب». ورأى المصدر أن الحزب «يفضل لبنان ضعيفاً ومنقسماً على أن تكون هناك دولة قوية ما يجبره على التحول إلى حزب يلتزم اللعبة الديموقراطية مثل الباقين». وكان الأمين العام للخارجية الفرنسية كريستيان ماسي زار طهران قبل أسبوع وأثار مع الجانب الإيراني موضوع التعطيل الرئاسي في لبنان وكان الجواب أنها مسألة معقدة ومرتبطة بالحرب السورية وينبغي الاستماع إلى ما لدى «حزب الله» من آراء وأن على اللبنانيين أن يقرروا بأنفسهم وإيران ليست جزءاً من المسألة. وتقويم باريس أن الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرلله لو أراد انتخابات رئاسية بإمكانه إقناع طهران بذلك والعكس صحيح لو إيران اعتبرت أنه ينبغي حل التعطيل في لبنان فنصرالله يفعل ما يجب القيام به لحماية مصلحة حزبه. وقال المصدر: «واقع الحال أنه لا فائدة من السؤال من هو المقرر، الحزب أو إيران لأن الواقع هو أن الاثنين بمثابة حاكم إيراني ومحكوم لبناني لديه هامش تحاور وإقناع حاكمه خصوصاً أن «حزب الله» فقد الكثير من المقاتلين في سورية فلا يمكن لإيران إلا أن تحسن معاملة شريكها والاستماع إليه».
مشاركة :