تشهد المملكة العربية السعودية حراكاً ثقافياً وفنياً جميلاً، وهو ليس جديداً، لكنه يتطور بشكل مذهل ورائع، وهناك مبادرات متميزة وجهود جديدة تبذلها وزارة الثقافة مشكورةً، ويشاركها المجتمع من خلال المجالس الثقافية وهي: منتشرة ومن أبرزها ديوانية الرجل النبيل والأستاذ الكريم حمود بن عبد الله الذييب، وهي ديوانية متجذرة بمعاني الكرم والعفوية والبذل، والاهتمام بالضيوف والحضور، والحرص على نشر المعرفة والعلم، والتفاعل الاجتماعي الصحي الجميل. ورسالة ديوانية الرجل النبيل الأستاذ حمود بن عبد الله الذييب نشر مكارم الأخلاق، والثقافة، والاحتفاء بالشخصيات الثقافية والأدبية وتكريمها، وتشجيعهم على العطاء الثقافي والإنساني والاجتماعي. وإذا نظرنا تاريخياً نجد أن ديوانية الذييب تطورت على ثلاث مراحل خلال الخمسين عاماً، وبداية تأسيسها في عام 1396هـ/ 1976م. وتطورت على شكل مراحل، وفي عام 1433هـ/ 2012م، أصبح لها مجلس إدارة برئاسة مؤسسها الرجل النبيل حمود بن عبدالله الذييب، وعضوية أبنائه المتميزين، ووجود فريق عمل فني معني التفاصيل الترتيب والتوثيق والدعم الفني. وعقدت ديوانية الذييب أمسياتها في أحياء مختلفة في العاصمة في الرياض على مدار العقود الماضية، كانت البدايات في حي الملز، ثم في حي الروضة وغيرها، واستقرت حالياً في حي الغدير شمال الرياض. عٌرفت إثنينة الذييب في تنوعها المعرفي والثري، وتستضيف نخب وشخصيات من كافة المجالات الثقافية والعلمية، وتحتوي كافة فئات المجتمع. ومن أبرز قيم ومعاني هذه الديوانية المباركة الكرم والجود والعناية والحفاوة بالضيوف والحضور، وكرم وجمال الاستقبال المبهج والبشاشة للجميع، والذي يعبر عن مروءته ورقي مؤسسها الرجل النبيل والشهم حمود بن عبدالله الذييب. ومؤخراً صدر كتاب يوثق مسيرة إثنينة الذييب لفترة زمنية محددة لمدة عشر سنوات مابين 2012م و2022م من فكرة وإعداد د. عبد الله الرويشد، وهي طبعة أولى عام 1445هـ، وتضمن الكتاب إعطاء نظرة تاريخية عن الصالونات الأدبية قديماً وكذلك حديثاً، والتعريف بديوانيية الذييب وفكرتها وتشكلها قبل خمسين عاماً حينما انتقل من محافظة الزلفي للعاصمة الرياض، وكان عدد الأمسيات 425 التي تم الحديث عنها، والديوانية تستحق الكثير على ما تبذل من جهود وعطاءات ثقافية نبيلة. تميزت ديوانية إثنينة الذييب أنها متنوعة في كافة العلوم والمعارف لم تكن مقصورة على علم محدد أو فئة واحدة، فهي متنوعة وفي مجالات مختلفة يطرح فيها موضوعات وطنية، وأدبية وثقافية، وفنون، وأعلام وسير، وإعلام وعلاقات عامة، واقتصاد واستثمار، وأمن اجتماعي وعلاقات إنسانية، وتاريخ وتراث، وعن التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات، وتعليم وتربية وتنمية بشرية، وجغرافيا وعلم الفلك، وخدمات عامة، ودينية وشؤون إسلامية، ورياضية وصحة جسدية، وحماية البيئة، وزراعة، وطب وصحة نفسية، وفي علم الإدارة والقيادة، والقانون والقضاء. والكتاب من القطاع الكبير وعدد صفحاته 565 . وخلاصة القول: إن ديوانية الذييب تعتبر معلما ثقافيا ويمتاز بالنُبل والكرم والثقافة وهي امتداد لأخلاق ورقي مؤسسها. إن الذي جعلني أكتب هذه الحروف بحق هذا الإنسان النبيل والشهم الكريم الأستاذ حمود الذييب لما لمست من حضوري للديوانية من عمق الكرم، وجمال الروح مع الجميع، وحفاوة الاستقبال والبشاشة والتواضع وأدبه الجم، والعناية العالية بضيوفه ورواد الديواينة، ومن يشاهد الجمال يجب عليه أن ينطق شاكرا أهله.. ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله».
مشاركة :