وقال بلينكن بعد لقاء نظيره الياباني تاكيشي أيوايا، إنّ هذه الزيارة "لا تظهر فقط الأهمية والمحورية التي توليها الولايات المتحدة لتحالفنا"، مضيفا أنّ "هذا التحالف، في الواقع، أقوى من أي وقت مضى". وشدّد على ضرورة التنسيق في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية التي أطلقت الإثنين صاروخا قالت إنه فرط صوتي باتجاه بحر اليابان، بينما كان موجودا في سيول. وأشار بلينكن، الذي سيحل محله ماركو روبيو مع وصول الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير، إلى قوة العلاقات الاقتصادية اليابانية الأميركية، ولكن من دون التطرّق إلى الخلاف بشأن شركة الصلب الأميركية "يو اس ستيل". مع ذلك، أثّرت هذه المسألة على جدول أعمال الزيارة، بعدما أعلن بايدن الجمعة أنّه سيمنع استحواذ "نيبون ستيل" على "يو اس ستيل"، مبررا الأمر بـ"مخاطر على الأمن القومي وعلى سلاسل التوريد الأساسية" للولايات المتحدة. وأثار القرار قلقا كبيرا في طوكيو، حيث دعا رئيس الحكومة شيغيرو إيشيبا، الذي يلتقي بلينكن الثلاثاء، واشنطن إلى شرح المخاطر المتعلقة بـ"الأمن القومي" التي دفعتها إلى رفض الصفقة، من أجل "تبديد المخاوف" لدى الصناعيين اليابانيين. وتخشى دوائر الأعمال حدوث "تأثير مثبط" للاستثمارات المستقبلية في الولايات المتحدة، حيث تعدّ اليابان المصدر الرئيسي للاستثمار الأجنبي المباشر (14,5 في المئة من الإجمالي في العام 2023). "قرار غير عادل" وانتقد إيجي هاشيموتو رئيس شركة نيبون ستيل، الثلاثاء "قرارا غير عادل"، مؤكدا أنّ المجموعتين الصناعيتين ستواصلان القتال من أجل التمكّن من الاندماج. وأعلنت الشركتان الإثنين تقديم طعن قانوني، ونددتا بعدم الالتزام بـ"المتطلّبات الإجرائية القانونية" وبـ"التدخّل السياسي". وفي الواقع، واجهت العملية التي تقع في صلبها ولاية بنسلفانيا ذات الأهمية الاستراتيجية الانتخابية ومهد مصانع الصلب في الولايات المتحدة، معارضة شرسة من الطبقة السياسية بأكملها ومن النقابات النافذة التي أثارت مخاوف من حصول تفكّك اجتماعي. وقال هاشيموتو أمام الصحافيين "نحن واثقون من أنّ الإجراءات (القانونية) ستكشف عن مجموعة من الحقائق التي تنتهك بشكل واضح الدستور والقانون، أعتقد أنّ لدينا فرصة للفوز". وأشار هاشيموتو إلى أنّ ترامب،، ولو أنه معارضا لعملية الاستحواذ، "يريد إعادة الزخم إلى الصناعة التحويلية واستعادة مستقبل العمّال وهذا بالضبط ما نقوم به". وفي مواجهة الصعوبات، حذرت "يو اس ستيل" من أنّه في حال فشل صفقة الاستحواذ، ستضطر إلى التخلّي عن استثمارات التحديث الضخمة في العديد من المواقع، ما سيعني التخلي عن خطط اجتماعية وإغلاق محتمل لمصانع اصلب. إجراءات حمائية تخشى اليابان معاودة العمل بالإجراءات الحمائية في ظل إدارة ترامب المقبلة، خصوصا أنّ الرئيس المنتخب تعهّد بتشديد الرسوم الجمركية لحماية الصناعة الأميركية. وخلال ولايته الأولى، تخلّى ترامب عن صفقة تجارية مقترحة على مستوى المحيط الهادئ. ولكن بالإضافة إلى الاستثمارات اليابانية الضخمة في الولايات المتحدة، تعدّ طوكيو حليفا رئيسيا لواشنطن في آسيا، حيث يتمركز حوالى 54 ألف جندي أميركي في الأرخبيل. خلال زيارته الأخيرة إلى آسيا، دعا بلينكن إلى الحفاظ على التعاون الثلاثي بين سيول وطوكيو وواشنطن، والذي تمّ تعزيزه خلال إدارة جو بايدن لمواجهة تهديدات بيونغ يانغ وصعود القوة العسكرية الصينية. وكان الرئيس الكوري الجنوبي المحافظ يون سوك يول سعى إلى طي صفحة التوترات التاريخية بين سيول وطوكيو، ولكن تم عزله بعد محاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية في أوائل كانون الأول/ديسمبر، ما أدّى إلى إغراق البلاد في أزمة سياسية خطيرة.
مشاركة :