احتلت المملكة العربية السعودية المركز 14 عالميًّا، والثانية في منطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بحجم مبيعات الساعات السويسرية وذلك وفقا لتقرير اتحاد صناعة الساعات السويسرية الصادر أواخر عام 2013 م المنصرم، حيث تعتبر أسواق مبيعات الساعات السويسرية في المملكة أحد أكبر الأسواق فقد جاءت السعودية في المرتبة الثانية بحجم يصل إلى 360 مليون دولار بنسبة نمو أكثر من 8% عن العام الذي سبقه. كما أشارت التقارير إلى أن التزايد السكاني الملحوظ في المملكة في الآونة الأخيرة، أسهم وبشكل كبير في تصاعد عوامل القوة الشرائية في معظم مجالات البيع والمنتجات بشكل عام والساعات بصورة خاصة. وبالرغم من أن مبيعات الساعات السويسرية في المملكة قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة إلاّ أن الساعات المقلدة باتت تشكّل هاجسًا بالنسبة لوكلاء الساعات السويسرية في المملكة بشكل خاص وكل الساعات المصنوعة خارجيًّا بشكل عام، وأصبحت تقاسمها الأرباح والأموال. وفي هذا الإطار، أكد عبدالله عبدالرزاق أحد مسؤولي مبيعات معارض متخصصة في بيع الساعات السويسرية في مدينة الخبر، أن كثيرًا من السعوديين أصبحوا يتقنون فن ارتداء الساعات السويسرية الأصلية، وذلك بسبب الانفتاح على السوق العالمية في جميع المجالات وتحديدًا مجال بيع الساعات، الأمر الذي ساعدهم على التمييز بأن الساعات الأصلية السويسرية هي الأنسب، وأن الجميع بإمكانه اقتناء ساعات سويسرية أصلية بأسعار معقولة نوعًا ما ناهيك عن أن هناك ساعات تُعدُّ غالية الثمن جدًّا، وتلك النوعية هي للأشخاص أصحاب الملاءة المالية الكبيرة. الساعات المقلدة وعن تأثر مبيعات الساعات السويسرية الأصلية بسبب وجود الساعات المقلدة، قال عبدالرزاق: “لا أعتقد أن سوق الساعات المقلدة سيؤثر بشكل كبير، هناك تأثير ولكنه محدود للغاية، ومن وجهة نظري أرى أن احتلال السعودية المركز الثاني في الشرق الأوسط بحجم يصل إلى 360 مليون دولار هو خير دليل على أن الزبائن يفضلون مبيعات الساعات السويسرية الأصلية”. من جهته، أكد نور الدين محمود مدير معرض لبيع الساعات الثمينة في مدينة الخبر، أن الساعات السويسرية مرتفعة الثمن قد لا تجد رواجًا كبيرًا بين عامة الناس، وذلك بسبب سعرها، ولكن هناك أنواع عديدة معقولة الثمن قد يجد الزبون ذو الملاءة المالية المنخفضة طريقًا لها، ولا أخفي قلقي الشديد من ما يُسمّى بالساعات المقلدة “درجة أولى” وهي التي تشابه إلى حد كبير الساعات الأصلية الثمينة ولكنها بسعر رخيص، والزبون الذي اعتاد على شراء ساعات أصلية لا أعتقد أن بإمكانه شراء المقلدة حتى وإن كانت مصنوعة بحرفية عالية ومشابهة إلى حد كبير للساعات السويسرية الأصلية. المناسبات والأعياد وعن حجم المبيعات في معرضه، قال نور الدين: “هناك عزوف عن شراء الساعات السويسرية الثمينة طوال العام، لكنها تنتعش وبشكل كبير في مناسبات مختلفة من العام، وهي الأعياد بصورة عامة وإجازات الصيف بما فيها حفلات الزواج، نهاية العام الدراسي وغيرها من المناسبات، ولكن في الوقت نفسه هذا لا يمنع من أن مبيعات ساعات الماركات العالمية السويسرية منها وغيرها في تزايد مستمر، بالرغم من وجود سوق كبيرة للساعات المقلدة في المملكة، وهذا واضح للجميع، في الوقت الذي باتت فيه السوق السويسرية تركز بشكل كبير على السوق السعودية لإيمانها الكبير بأن السوق لدينا، هي سوق مشجعة ولا يمكن أن تكون سوقًا لا تأثير بها”. “المدينة” حاولت الاتصال بعدد من وكلاء شركات الساعات السويسرية إلاّ أن لا أحد يرد على الاتصالات حتى وقت إعداد هذا التقرير، في حين أكدت شركة الحصيني وكيل شركة لونجين للساعات أن قيمة الساعات السويسرية المستوردة إلى المملكة تصل إلى أكثر من مليار ريال. يُذكر أن صناعة الساعات السويسرية كانت قد سجلت رقمًا قياسيًّا حتى نوفمبر من عام 2013، حيث بلغت صادراتها 22 مليار دولار، محققة نموًا بنسبة 1.7 في المائة عن الفترة ذاتها من عام 2012، فيما لا يزال السوق الآسيوي يمثل 53 في المئة من مبيعات الساعات العالمية، بينما تستحوذ أمريكا على نسبة 14 في المئة، وأوروبا 31 في المئة، بينما إفريقيا ودول الأوسيان 2 و1 في المئة على التوالي. أمّا صادرات الساعات السويسرية خلال عام 2013 إلى دول منطقة الشرق الأوسط فقد وصل عددها إلى 2.5 مليون ساعة بتراجع في حجم الصادرات 7.8 في المئة عن عام 2012.
مشاركة :