مدينة القنوات المائية والقصور التاريخية

  • 5/21/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إن كنت ترغب باستكشاف البندقية بشكل عميق من الداخل، إذاً فعليك أن تحاول مشاهدة المدينة بنفس الطريقة التي يفعلها سكانها المحليون، الأمر الذي يعني ممارسة العادات والأنشطة التي يمارسها سكان البندقية خلال حياتهم اليومية، بهدف الحصول على أكبر قدر من التجارب الشيقة والمثيرة. تعدّ مدينة البندقية منذ قديم الزمان واحدة من أكثر الوجهات السياحية شهرة في العالم نظراً لما تتمتّع به من مقومات وعناصر جعلتها تحظى بنسبة كبيرة من السياح سنوياً. فمن يزور البندقية لا يمكنه نسيان هذه المدينة العائمة، وأزقتها وحاراتها وساحاتها التي يفوح منها عبق التاريخ. تقع فينيس والتي تعني الحب والجمال، في شمال إيطاليا، مطلة على البحر الأدرياتيكي، وهي في الأصل عبارة عن مجموعة من الجزر المتصلة ببعضها بعضا بواسطة الجسور، يبلغ عددها حوالي 118 جزيرة، جعلت منها أحد أهم مرافئ أوروبا، وإحدى أهم المراكز الفنية والثقافية على مستوى العالم حيث لعبت دوراً مهماً في تاريخ الموسيقى والسمفونيات والأوبرا أيضاً. يعود تاريخ المدينة إلى القرن الخامس وتعتبر بأكملها تحفة فنية معمارية أنيقة، ويطلق عليها أيضاً اسم الجندول، وهو قارب يستخدم داخل القنوات والأزقة الصغيرة حيث تعد البندقية المدينة الوحيدة في العالم التي يصعب التنقل فيها بواسطة السيارات أو حتى الدراجات الهوائية، فالطريقة الوحيدة المنتشرة في المدينة هي التنقل عن طريق القوارب، التي تنتشر بكثرة في هذه المدينة. يمكنك أن تقوم بالعديد من الأنشطة في البندقية ولكن قبل ذلك يجب عليك أن تتأكد من حالتك البدنية لأن ركوب الجندول والتجول هناك يتطلبان لياقة بدنية عالية ولكن بالتأكيد ستستمتع كثيراً بهذه التجربة في رحلة الاستكشاف الجديدة كلياً. القصور والمتاحف وبعد تناولك لغدائك في أحد المطاعم هناك تابع جولتك في المدينة لإمتاع ناظريك بالصور العديدة التي تشع تألقاً وعظمةً مثل قصر دوجي، وقصر فورتوني، وقصر كافللي إلى أن تصل إلى متحف كورو للفنون والذي يضم مجموعة من اللوحات والرسومات النادرة لعدد من الفنانين الإيطاليين والعالميين تعود إلى عصر النهضة الأوروبية. ليس ببعيد عن متحف كورو يجد الزوار أنفسهم مرة أخرى أمام واحداً من أقدم المتاحف في إيطاليا متحف أكاديمياً، متحف أكاديمياً الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى العام 1750 ويتبع تطور الفن المحلي في البندقية منذ القرن الرابع عشر حتى القرن الثامن عشر ويضم تحفاً لكبار الفنانين الإيطاليين في تلك الفترة مثل بيلليني وألبيريغنو وتينتوريتو، حيث يقدم المعرض الكبير الذي يدخله الزائر في البداية أعمالاً حية تمثل بداية ميل الفنون في إيطاليا إلى الألوان والدراما، وتعتبر لوحة الفنان جاكوبيلو ألبيريغنو والتي تسمى نهاية العالم من أكثر اللوحات استقطاباً للناظرين. ومن الأماكن الأخرى الجديرة بالزيارة قصر سانتا صوفيا ومسرح بلانيتاريو دي ميلانو، وهو من أقدم المسارح في المدينة وبني على طريقة المدارج الرومانية الضخمة. رحلة في المدينة لعدة قرون من الزمن كانت الطريقة الوحيدة للتجول في المدينة العائمة التي تبلغ مساحتها 212 ميلاً مربعاً، تتم بواسطة القوارب الصغيرة التي تسمى الجندول، وهي عبارة عن لوح خشبي ينبغي عليك الوقوف عليه بشكل مستقيم والحفاظ على توازنك إضافة إلى إبقاء نظرك باتجاه الأمام. وهناك معلومات أخـــرى ضروريـــة يجب عليك معرفتها قبل أن تشرع بالانطلـــاق، ومــــن الجـديــــر بالذكــــر أن المدينة تضم العديد من المكاتب السياحية التي تقدم خدمات تدريبية لركوب القوارب وكيفية قيادتها بالشكل الصحيح. بعد أن تنطلق بنجاح تبدأ هنا مغامرتك لاستكشاف ومشاهدة الصروح المعمارية المذهلة والتحف الفنية التي ما زالت خالدة منذ القدم، ومن الرائع لك أن تتجه أولاً إلى ميدان سان ماركو الذي يعد الساحة الأشهر في البندقية وفي إيطاليا عموماً حيث تضم عدداً من الكنائس أشهرها كنيسة القديس ماركو، إضافة إلى العديد من الأبراج التاريخية مثل برج الساعة، وينتشر في محيطه محال تجارية ومقاهٍ شعبية ومطاعم تقليدية تقدم وجبات متنوعة من البيتزا والمعكرونة الشهية.

مشاركة :