بدأ العد العكسي لانطلاق الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية، التي تستعد أقضيتهما السَّبْع لفتح صناديق الاقتراع، صباح غدٍ الأحد، لأكثر من 800 ألف ناخب، في ظل استفتاء على تحالف حركة أمل وحزب الله في مناطق وجودهما، مع مواجهة لبعض اللوائح التي شكلها المعارضون بدعم من اليسار عموماً والحزب الشيوعي، فيما أبدى لبنان على المستويين الرسمي والشعبي، رفضه لتوطين النازحين السوريين، ونفت الأمم المتحدة مطالبتها لبنان بتجنيس النازحين واستيعابهم على أرضه إلى الأبد. وفيما اكتملت التحضيرات الإدارية والإجراءات الأمنية كافة، ويتوقع أن تسلم صناديق الاقتراع، ابتداء من صباح اليوم السبت، إلى رؤساء الأقلام في السرايات، أعلنت عشرات اللوائح، أمس، لاسيما في أكبر ثلاث مدن بعد صيدا هي صور والنبطية والخيام. من جهة أخرى، تفاعل تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول استيعاب أو تجنيس النازحين السوريين وإمكانية دمجهم في الدول التي تستقبلهم، وأثار سخطاً وغضباً حكومياً وشعبياً في لبنان، حيث تطرق مجلس الوزراء اللبناني في جلسته المسائية الخميس، إلى هذا الموضوع، وأكد التمسك بالدستور والإجماع اللبناني على رفض التوطين. وقد استدعى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أمس، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ؛ لاستيضاحها حول ما ورد في التقرير الصادر عن الأمم المتحدة، وأبلغها موقف الحكومة اللبنانية، وسلّمها رسالة خطية موجهة إلى كي مون، تضمّنت رفض لبنان لما ورد في تقرير الأمين العام لناحية استيعاب النازحين في أماكن تواجدهم وضرورة اندماجهم في المجتمعات، ووضع السياسات الوطنية من قبل الدول للتكيف مع بقائهم، وصولاً إلى إعطائهم الجنسية. ودخل القائم بأعمال السفارة الأمريكية في لبنان السفير ريتشارد جونز على الخط، وقال، إن الولايات المتحدة تتفهم حساسية موضوع التوطين بالنسبة للبنان. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحفي من مقر الأمم المتحدة، مساء الخميس، إن بان كي مون يعي أن إمكانية وكيفية توفير المواطنة لغير المواطنين في جميع الدول تخضعان للسياسات والقوانين الوطنية. وأوضح أن التقرير يسعى في المقام الأول إلى تعزيز العمل الجماعي، وتقاسم أفضل للمسؤولية من جانب الدول الأعضاء؛ لمواجهة تحركات اللجوء والهجرة. وأشار إلى موقف الأمم المتحدة تجاه أزمة اللاجئين الذي أكده بان كي مون خلال زيارته الأخيرة للبنان، بأن الخيارين المتاحين هما عودة اللاجئين إلى سوريا عندما تصبح الظروف مواتية، أو إعادة توطينهم في بلد ثالث مفضلاً الخيار الأول.
مشاركة :