فلسطين.. ظروف معقدة وأمل متجدد

  • 5/21/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تعيش فلسطين بحرقة الذكرى 68 للنكبة في وقت تجتر فيه إسرائيل إرهابها المتواصل منذ ذلك العام بحق الشعب الفلسطيني الذي لا يملك سلاحاً لمواجهة ذلك غير الصمود المعقود بدماء الشهداء وعذابات الأسرى والأمل بعودة مجيدة مقرون بيقين التحرير. وتبدو الحالة الفلسطينية في هذه الذكرى صعبة للغاية، وتتلخص في توصيف الرئيس محمود عباس خلال كلمته في ذكرى المناسبة في قوله إنّ حكومة الاحتلال الحالية تقوم بكل ما من شأنه إنكار وجودنا الوطني، ورفض قيام دولتنا على ترابنا، وتدمير حل الدولتين، والاستمرار في سياسة الاستيطان وغطرسة القوة، والإعدام بدم بارد. وفي ظل هذه الظروف وصلت القضية الفلسطينية إلى وضع مترهل زاد من سوئه المشاكل الداخلية وأبرزها الانقسام، ورغم كل ذلك غير أن الأجيال الفلسطينية على الأرض المحتلة لم تسلم ولم تستسلم ولا تزال مصرة على المضي في درب التحرير، أما تلك التي في المخيمات داخل فلسطين والشتات والمهجر فما زالت بوصلتها تشير إلى خيار مقدس ووحيد وهو العودة. 5.59 ملايين لاجئ وبالحديث عن حق العودة الذي تتنكر له إسرائيل له يشار إلى جملة من الإحصائيات الرسمية الصادرة عن جهاز الإحصاء الفلسطيني، حيث قدر عدد الفلسطينيين في العالم نهاية العام 2015 بحوالي 12.4 مليون نسمة. وتظهر المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين تشكل ما نسبته 42.8 في المئة من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين نهاية العام 2015. كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث في الأول من يناير للعام 2015، حوالي 5.59 ملايين لاجئ فلسطيني.. يعيش حوالي 28.7 في المئة منهم في 58 مخيماً تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، وتسعة مخيمات في سوريا، و12 في لبنان، و19 في الضفة الغربية، وثمانية مخيمات في قطاع غزة. غير أن هذه التقديرات لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد العام 1949 حتى عشية حرب يونيو 1967، حسب تعريف وكالة غوث اللاجئين، ولا يشمل أيضاً الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم العام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلاً. مشاركة واسعة ومع وصول النكبة لعمر 68 عاماً لم ينس الشعب الفلسطيني حقه أو يفرط به رغم الضغوطات والتحديات.. وفي هذا يقول الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية واصل ابويوسف إن الالتفاف الجماهيري والمشاركة الواسعة في إحياء ذكرى النكبة والمشاركة في الفعاليات المختلفة للفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم برهان من الشعب الفلسطيني على التمسك بالثوابت الوطنية لاسيما حق العودة.. بينما يطالب عضو تنفيذية منظمة التحرير محمود إسماعيل بضرورة إنهاء معاناة أكثر من 5.59 ملايين لاجئ فلسطيني من حقهم العودة على موطنهم الأصلي، فضلاً عن إنهاء الاحتلال لدولة فلسطين المعترف بها عضوا في الأمم المتحدة. من جانبه أوضح أحمد مجدلاني عضو تنفيذية منظمة التحرير في حديثه لـالبيان أن الذكرى الثامنة والستين للنكبة تأتي في ظل أوضاع سياسية غاية في التعقيد وممارسات احتلالية متصاعدة ضد الشعب الفلسطيني.. مضيفاً: شعبنا يحيي هذه الذكرى وهو أكثر إيمانا وتصميما على التمسك بحق العودة وتقرير المصير وهذه القناعة تنتقل من جيل إلى جيل، مشدداً على مسؤولية المجتمع الدولي في العمل بجدية على إنفاذ قرارات الشرعية الدولية، مضيفا لا يعقل أن تظل إسرائيل فوق القانون الدولي. تدويل القضية وبرغم صعوبة المرحلة مع تزايد التعنت الإسرائيلي والضبابية التي تعتري المشهد السياسي غير أن التطورات على صعيد مكانة فلسطين دولياً تبعث نورا من أمل في ظل العتمة السائدة.. وفي ذات السياق يقول مجدلاني إنّ المجتمع الدولي بدا أكثر استيعابا لتحركات القيادة الفلسطينية ومطالبها العادلة والشرعية، وأنّ هناك تقدماً لصالح القضية الفلسطينية على المستوى الدولي وتراجعاً بالموقف الإسرائيلي وعدم التعاطي معه في الكثير من المواقف. ورغم ما وصلت إليه القضية من تعقيد تحاول القيادة الفلسطينية تفكيكه بتدويل القضية ورفع يد واشنطن التي انفردت بها لصالح إسرائيل لسنوات طويلة لم يجن فيها الفلسطينيون غير مزيد من النكبات التي تصبها إسرائيل في كل بيت وعند كل ساعة، ولذلك تضع القيادة الفلسطينية والعربية ثلاثة ملفات على الطاولة الدولية وقف الاستيطان، حماية دولية، مؤتمر دولي للسلام، فضلاً على المضي قدماً حصد المزيد من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين.

مشاركة :