لندن .. تحفة معمارية ومركز اقتصادي لأوروبا

  • 5/21/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعتقد عديد من الناس أن العاصمة البريطانية لندن بلغت أوج تألقها في الماضي فقط، لكن دايلان جونز له رأي آخر، حيث يعد لندن المدينة الأكثر إثارة في العالم الآن، كونها المركز الاقتصادي لأوروبا، كما تمثل المدينة أيضا تحفة معمارية وفنية. غزت عالم النشر - بحسب الـ "بي بي سي"-، أخيرا كتب تحتفي بلندن في مراحل معينة من تاريخها. فقبل بضع سنوات، ألف بيل برايسون كتابا كاملا عن تاريخ لندن في فترة 1927. وفي الشهر الماضي فقط، كتب ديفيد هيبورث عن حالة رائعة للندن في عام 1971 تمجيدا لموسيقى البوب فيما بعد الحرب. وقريبا سينشر كتاب كبير بغلاف مقوى مخصص لكل عام من أعوام المدينة في القرن الـ 20. ولعل أحد الأعوام الذي يُحتفى به باستمرار فيما يتعلق بتاريخ لندن هو عام 1966. ففي عام 2003، صدر كتاب من تأليف شون ليفي يحتفي بذلك العام على وجه التحديد، ويحمل عنوان "استعد وابدأ"، وهناك كتاب آخر يحتفي بنفس العام، وهو "الصعود الرائع والسقوط المربك للندن المتأرجحة". ثم في عام 2015، صدر كتاب آخر من تأليف جون سافيج، أمين أرشيف موسيقى البوب الذي حمل عنوانا مألوفا ومباشرا باسم "1966". وهذا الكتاب الأحدث يدعي مرة أخرى أن عام 1966 كان العام الذي بلغت فيه المدينة ذروتها الإبداعية. وإن لم يكن 1966 هو الذي قيل إنه العام الذي كانت فيه لندن في ذروة نشاطها الثقافي، فعام 1977 هو عام موسيقى الروك في لندن بامتياز. أو ربما في منتصف التسعينيات عندما بدا أن جماعات موسيقى البوب البريطانية والفنانين البريطانيين الشباب يسيطرون على المدينة. بيد أن ذلك الافتراض ربما يكون خاطئا: فلندن الآن هي أكثر إثارة من أي وقت مضى. ربما كانت فترة منتصف الستينيات هي فترة أصبحت فيها المدينة قبلة للسياح الأمريكيين ورمزا دوليا للثورة الثقافية. وربما كانت فترة تألق البيتلز، ورولينج ستونز، وكنجز رود، وكارنابي ستريت، ودولي بيردز، وازدهار النوادي الليلية مثل "أد لب". غير أن الستينيات الراقية كانت تعد كذلك فقط إذا كنت واحدا من الـ 500 المحظوظين الذين ترددوا على النوع الصحيح من تلك النوادي، والملاهي الليلية. وفي الواقع، فإن كل تلك الفترات أصبحت أقل أهمية إذا ما قورنت بلندن كما هي الآن. فهي ليست المدينة الأعظم والأكثر ديناميكية في العالم فحسب، بل إنها لم تكن أفضل مما هي عليه الآن على الإطلاق. قد تكون المقارنة غير قابلة للشرح بالتفصيل، وقد يكون من غير العدل مقارنة لندن بمدن عصرية أخرى مثل نيويورك أو ميلان أو باريس، وكأنك تقول "أيهما أثقل، طن من الريش أم طن من الذهب؟ ولكن في الوقت الراهن، لا توجد أي مدينة أخرى في العالم مثل لندن". وقد أصبح الارتقاء بمستوى المدينة يعني أن امتلاك العقارات الآن أصبح أكثر صعوبة من أي وقت مضى. لكن فوائد التحول المالي في لندن أيضا تعني أنها الآن ليست المركز الاقتصادي لأوروبا فحسب، بل تمثل المدينة أيضا تحفة معمارية وفنية. وهناك أعمال بناء في لندن أكثر من أي مدينة أخرى في العالم، باستثناء الأعمال الجارية في الصين. وهذا يجعلها معرضا أصيلا للإبداع: الالتقاء الجديد للمال والفن يعني أن المدينة الآن تستضيف المتاحف الفنية الأكثر أهمية في العالم، إضافة إلى معرض "فريز"، أهم المعارض الفنية.

مشاركة :