أظهرت دراسة صادرة عن استراتيجي ، بوز أند كومباني سابقا وذراع شبكة بي دبليو سي، تم إعدادها بالنيابة عن شركة فيسبوك، إن منطقة الشرق الأوسط قادرة على إضافة أكثر من 380 مليار دولار إلى الناتج الاقتصادي الإقليمي من خلال ربط المنطقة بأكملها بشبكة الإنترنت. وأضافت الدراسة أنه وفي ظل تراجع أسعار النفط والمواد الخام وحالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، تسعى المنطقة إلى تغيير آلياتها في تحقيق مستويات مستقرة من النمو الاقتصادي، فالابتكار والرقمنة هما اللاعبان الرئيسيان في المستقبل بما قد يضاهي أهمية الإنفاق الحكومي. ذلك لأن الإنترنت هي محرك أساسي في النمو ومولد حقيقي للأفكار الجديدة والأعمال المبدعة في مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي يجعل من الإدماج الرقمي وسيلة فعّالة من أجل التنمية والحدّ من ظاهرة الفقر. وأضافت الدراسة أن عملية ربط العالم عبر الإنترنت قد تساعد في خلق فوائد كثيرة للدول النامية وكذلك لقطاع الأعمال في مختلف الصناعات في الأعوام الخمسة المقبلة، بما في ذلك تحقيق زيادة في الناتج الاقتصادي العالمي تعادل 6.7 مليارات دولار. وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية لما يزيد على 4 مليارات نسمة، وخلق فرص استثمارية لمشغلي خدمات الاتصالات بما يعادل 400 مليار دولار، وخلق فرص استثمارية لمزودي المحتوى بما يعادل 200 مليار دولار. وقال بهجت الدرويش، باحث مشارك في الدراسة في استراتيجي ، ذراع شبكة بي دبليو سي وشريك فيها، إن اعتماد اقتصاديات القرن الواحد والعشرين على خدمة الإنترنت كركيزة أساسية لها يعني أن إتاحة هذه الخدمة للجميع في العالم يشكل تحدِّياً أساسياً من تــــحديات التنمية في عصرنا هذا. وتستطيع الحلول المطروحة عالمياً وإقليمياً أيضاً أن تجعل منطقة الشرق الأوسط بكاملها موصولة على شبكة الإنترنت، وذلك بفضل الطبيعة التشابكية التي تتمتع بها الشبكة العنكبوتية. ومن جانبها أشارت راوية عبد الصمد، مديرة مركز الفكر، المؤسسة الفكرية الرائدة التابعـــــة لـاستـــراتيجي في الشرق الأوســـط، إلى أن الوصول إلى خدمة الإنترنت هو التحدِّي الأساسي في عصرنا هذا. ويبرز الإنجـــاز الثـــوري والحقيقي للإنـــترنت عندما تصبح الـ56% المتـــــبقية من سكان العالم موصولة بالكامل على شبكة الإنترنت. وتقوم هذه الدراسة بتحليل الآليات القادرة على تحفيز وتنشيط الأسواق الثلاثة، والتي قد لاقى بعضها النجاح في عدة دول. وسيكون لهذه الآليات مجتمعةً أثر كبير على حياة الملايين من الناس في منطقة الشرق الأوسط، وسوف تساعد على توفير فرص عمل لهم وتحسين نمط حياتهم على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.
مشاركة :