أبوجا أ ف ب أعلن الجيش النيجيري استعادة تلميذة ثانية من 219 خطفهن تنظيم «بوكو حرام» الإرهابي قبل سنتين في شيبوك، بينما أعربت مصادر عن شكوكها في هوية الفتاة. وجاء إعلان الجيش بعد حديث الرئيس، محمد بخاري، عن معلومات «تحمل على الأمل» في العثور على التلميذات الأخريات. وذكر المتحدث باسم الجيش، الكولونيل ساني عثمان، أن المخطوفة الثانية من تلميذات شيبوك كانت موجودة بين 97 امرأة وطفلاً تم تحريرهم الخميس خلال عملية مشتركة للجيش وعناصر ميليشيات في ضواحي دامبوا التابعة لولاية بورنو (شمال شرق). وأوضح المتحدث «اسمها سيرا لوكا، وتحمل الرقم 157 في لائحة الفتيات المخطوفات، ونعتقد أنها ابنة القس لوكا»، مشيراً إلى تلقِّيها العناية الطبية داخل ثكنة. وقبل ساعات من ذلك؛ كانت أمينة علي، الناجية الأولى من التلميذات، وصلت إلى العاصمة أبوجا في طائرة أقلَّتها من مايدوجوري عاصمة بورنو برفقة والدتها وبهدف لقاء الرئيس. وعُثِرَ على أمينة الثلاثاء في عمليةٍ نفذها الجيش والميليشيات المساندة له. وأفاد رئيس جمعية أهالي رهائن شيبوك، ياكوبو نكيكي، باتصال الجيش به لدى العثور على أمينة قبل تعميم النبأ، مؤكداً «تمكننا من تحديد هويتها ومعرفة من هم أهلها» لكن «الجيش لم يتصل بنا للتحقق من هوية الفتاة الثانية قبل الإعلان عن نبأ استعادتها». ولاحظ نكيكي، في تصريحاتٍ صحفية، أن فتاتين فقط تحملان اسم عائلة لوكا بين المفقودات «وهما كونا لوكا يانا ونعومي لوكا دزاكا». وتابع «الجيش قال إن الرهينة المفرج عنها هي ابنة قس، وفي لائحة الأهالي ليس لدينا إلا 4 كهنة ولا يحمل أي منهم اسم لوكا». وكان الرئيس بخاري تعهد، بعد استقباله أمينة، ببذل الحكومة كل ما في وسعها لإنقاذ الفتيات الأخريات. واعتبر أن «إنقاذ أمينة يعطينا آمالاً جديدة ويقدم لنا فرصة فريدة على صعيد المعلومات بالغة الأهمية». فيما أعربت والدة الفتاة عن «امتنانها لله ولجميع الذين شاركوا في إنقاذ ابنتها والعثور عليها». وكانت أمينة في الـ 17 من عمرها عندما خُطِفَت، وهي الصغرى بين إخوتها وأخواتها الـ 13، علماً أن 11 منهم تُوفّوا عندما كانوا في الـ 4 أو الـ 5 من العمر، كما قالت والدتها بواسطة مترجم. وخطفت «بوكو حرام»، في 14 إبريل 2014، 276 تلميذة من إحدى المدارس الثانوية في شيبوك. وتمكن 57 منهن من الفرار في الساعات التي تلت خطفهن. وأثارت عملية الخطف غير المسبوقة موجة من الاستنكار داخلياً وخارجياً. لكن المعلومات عن 219 تلميذة كانت لا تزال معدومة، حتى استعادة أمينة علي وسيرا لوكا حريتهما. تلميذات أخريات في سامبيزا؟ ووفقاً لمسؤولين محليين؛ فإن أمينة التي تبلغ اليوم الـ 19 من عمرها أكدت لعائلتها خلال لقاءات وجيزة في مبالالا القريبة من شيبوك وجود معظم التلميذات الأخريات في غابة سامبيزا التي تعد معقلاً لـ «بوكو حرام» لكن «ستاً منهن قد تُوفِّين حتى الآن». ومنذ أسابيع؛ يلاحق الجيش الإرهابيين ورهائنهم، ويدمِّر معسكرات الحركة في منطقة سهوب التي كانت محميةً طبيعية. ووردت معلومات عن رصد التلميذات على صور للأقمار الصناعية قدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا. لكن السفير البريطاني السابق في أبوجا، أندرو بوكوك، أبلغ صحيفة «صنداي تايمز» في مارس بعدم استثمار الجيش النيجيري هذه المعلومات. وتعرضت طريقة الرئيس النيجيري السابق، جودلاك جوناتان، في محاربة الإرهابيين لانتقادات شديدة، وتسببت كما يسود الاعتقاد في هزيمته في الانتخابات الرئاسية العام الماضي. ونُقِلَت أمينة علي، كما يقول الجيش، إلى مايدوجوري على متن مروحية عسكرية من ثكنة في دامبوا التي تبعد 90 كيلومتراً عن أبوجا؛ مع طفلها الذي يبلغ شهره الرابع ورجلٍ قالت إنه زوجها. وجاء في بيانٍ للكولونيل ساني عثمان الأربعاء «قبل ذلك؛ أجرى لهم طبيب من سلاح الجو فحوصات، واعتبر حالتهم الصحية مستقرة وضغطهم طبيعياً». وكان الإرهاق بادياً على وجه الفتاة النحيلة جداً. وفي إحدى الصور التي أمَّنها الجيش؛ يبدو زوجها، محمد حياتو، الذي يعتبره الجيش «إرهابياً مفترضاً في بوكو حرام» جالساً على سرير مستشفى ويحمل الطفل بين ذراعيه. وأبان الكولونيل عثمان أن حياتو «يخضع لاستجواب دقيق جداً في مركز الاستخبارات المشترك» ويحصل على «معاملة جيدة». ومنذ 2009؛ تُعتَبر «بوكو حرام» مسؤولةً عن خطف 2000 شخص على الأقل خلال تمرد أسفر عن حوالي 20 ألف قتيل. وأرغمت الحركة بعض التلميذات على الزواج وأخضعتهن للاستعباد الجنسي، وأرغمت بعض الشبان على الالتحاق بمقاتليها. وتنتقد منظمات غير حكومية انعدام برامج إعادة إدماج المخطوفين في المجتمع النيجيري، علماً أن المئات منهم أُفرِجَ عنهم في الأشهر الأخيرة. وكان خبراء في الأمم المتحدة شددوا في يناير على «الضرورة العاجلة والملحَّة لاتخاذ تدابير ملموسة لمساعدة النساء والأطفال الذين ينبذهم» مجتمع غالباً ما يوصف بالمحافظ.
مشاركة :