حرائق لوس أنجلوس الأميركية تتمدد: تعزيزات عسكرية وأوامر بالإخلاء

  • 1/10/2025
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ما زالت النيران مستعرة في لوس أنجلوس الأميركية، لليوم الرابع على التوالي، رغم محاولات الإطفاء المستمرة للسيطرة عليها وحماية الأرواح والمملتكات. وتتمدد النيران في لوس أنجلوس رغم جهود الإطفاء، إذ ما زالت الحرائق الرئيسية التي أوقعت ما لا يقل عن 10 قتلى -بحسب مكتب الطب الشرعي في المقاطعة- خارج السيطرة في هذه المدينة الأميركية الكبيرة وسط تعزيزات عسكرية. وذكر مكتب رئيس الشرطة في المدينة، لرويترز: أنه أمر بإخلاء 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق و166 ألفا آخرين تلقوا إنذارات للاستعداد بالإخلاء، مضيفًا «زهاء 58 ألف بناية معرضة للخطر جراء الحرائق». نهاية العالم وقال أورين ووترز -الذي كان يقف أمام منزله المحترق في مدينة التادينا شمال لوس أنجلوس لوكالة فرانس برس «هذا أشبه بنهاية العالم. هذا أمر لا يمكن تصوره». نيران تشتعل في طريق باسيفيك كوست السريع نتيجة حرائق الغابات في حي باسيفيك باليساديس غرب لوس أنجلوس يوم السابع من يناير/ كانون الثاني 2025- رويترز. ولحق دمار هائل في أجزاء كاملة من ثاني مدن الولايات المتحدة مع انهيار أكثر من عشرة آلاف مبنى بحسب جهاز الإطفاء في كاليفورنيا. وقال هيستر كالول الذي انتقل إلى مركز إيواء بعدما فر من منزله في ألتيدينا «احترق منزلي وخسرت كل شيء». ولم تنجح فرق الإطفاء بعد في احتواء الحريق الذي يلتهم حي باسيفيك باليسايدس الراقي الواقع بين ماليبو وسانتا مونيكا، شمال غرب لوس أنجليس، رغم إرسال مروحيات لرش المياه مع تراجع موقت في حدة الرياح التي تؤجج النيران. وبعد فترة هدوء عادت الرياح لتهب ما تسبب بحرائق جديدة. كذلك، ما زال الحريق المستعر في التادينا متواصلا مع أن فرق الإطفاء تمكنت تقريبا من وقف انتشاره. وقال جهاز مكافحة الحرائق في كاليفورنيا إن النيران التهمت حتى الآن أكثر من 14160 هكتارا في لوس أنجليس، وتم إجلاء أكثر من 180 ألف شخص فيما ارتفعت حصيلة القتلى إلى عشرة على الأقل. وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع أزمة :«هذه هي أكبر حرائق الغابات وأكثرها تدميرا في تاريخ كاليفورنيا مشددا على أن «التغير المناخي حقيقة واقعة». وقد تكون كلفة هذه الحرائق، الأعلى المسجلة حتى الآن، حيث قدرت شركة «أكيو ويذر» الأميركية لخدمات التنبؤ بالطقس، الأضرار والخسائر بين 135 و150 مليار دولار. وحلق صحفيون لوكالة فرانس برس فوق ماليبو وباسيفيك باليسايدس حيث تحولت دور فارهة مطلة على المحيط، إلى هياكل متفحمة. تعزيزات عسكرية ومع تسجيل عمليات نهب، أعلن شريف منطقة لوس أنجليس روبرت لونا فرض حظر تجول ليليا، وتكليف الحرس الوطني القيام بدوريات في المناطق المنكوبة. سيارات ومنازل تحترق جراء اشتعال النيران بها بسبب حرائق الغابات – رويترز وقال حاكم كاليفورنيا الديموقراطي غافين نيوسوم «لنكن واضحين لن نسمح بعمليات النهب». وأوضح لونا أن عناصر جهازه يقومون بدوريات في المناطق التي أخليت من السكان وأنهم سيوقفون أي شخص لا يجدر به التواجد فيها. ووسط الانقاض في التادينا يقوم مواطنون بدوريات لحماية ما تبقى من أحيائهم. وفرض حظر التجول في المناطق التي أخليت من سكانها في مدينة سانتا مونيكا الساحلية. وقال نيكولاس نورمان لوكالة فرانس برس «لم أنقذ منزلي حتى يأتي معتوه وينهبه. لا مجال لذلك بتاتا»، مضيفا «قمت بأمر أميركي معتاد: جلبت بندقية الصيد التي أملكها وجلست هنا وأضأت نورا ليعرفوا أن ثمة أشخاصا هنا». وهدأت الرياح قليلا التي بلغت سرعتها أحيانا 160 كيلومترا في الساعة حاملة الجمر في الأجواء على مسافة كيلومترات. لكنها لم تخفت تماما فيما التلال تعاني من جفاف حاد جدا. وقالت السلطات إن الظروف «ما زالت خطرة جدا». وحذرت رئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس من أن «الرياح ما زالت استثنائية بقوتها». وقالت مصلحة الأرصاد الجوية إن تحذيرها يبقى ساريا حتى اليوم الجمعة مشيرة إلى أنه «ما زال مرجحا أن يسجل تطور كبير في وضع الحرائق». وبعد ظهر الخميس سجلت بؤرة نيران جديدة قرب كالاباساس وحي هيدن هيلز الراقي، حيث تقيم نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان. أما في حي هوليوود، موطن صناعة السينما الذي كان مهددا لفترة من الوقت بسبب ألسنة اللهب، فتمت السيطرة على الحريق في التلال، وفقا للسلطات المحلية، وجرى رفع أمر الإخلاء صباح الخميس. ودعت السلطات سكان كاليفورنيا إلى الاقتصاد في استهلاك المياه لأن ثلاثة خزانات تغذي محطات مكافحة الحرائق فرغت بسبب مكافحة النيران. طائرة إطفاء تساعد في إطفاء حريق – رويترز ونشر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب معلومات خاطئة عبر شبكته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال» بتأكيده أن كاليفورنيا تعاني نقصا في المياه بسبب السياسات الحكومية الديموقراطية التي تحوّل مياه الأمطار لحماية نوع غير مفيد من الأسماك. وفي الواقع تستخدم غالبية المياه المستهلكة في لوس أنجلوس والمتأتية من نهر كولورادو، في الزراعة كأولوية. تبعات على السينما وتؤثر الحرائق في النشاط السينمائي في هوليوود، فقد توقف تصوير أفلام ومسلسلات عدة فيما أغلق متنزه «يونيفرسال ستوديوز» الترفيهي في هوليوود. وأُرجئ إعلان الترشيحات لجوائز الأوسكار إلى 19 يناير/ كانون الثاني بدلا من 17 من الشهر نفسه، فضلا عن مراسم توزيع جوائز النقاد التي كان يُفترض أن تقام الأحد. والرياح التي تهب معروفة باسم «سانتا آنا» وهي مألوفة في فصلي الخريف والشتاء في كاليفورنيا، لكن خلال الأسبوع الحالي بلغت حدة غير مسبوقة منذ العام 2011، على ما أفاد خبراء الأرصاد الجوية. وتُشكل هذه الرياح كابوسا للإطفائيين لأن كاليفورنيا عرفت سنتين ماطرتين جدا أدتا إلى إنعاش الغطاء النباتي الذي يبس الآن بسبب الشتاء الجاف الذي تشهده المنطقة. ويشير العلماء بانتظام إلى أن التغير المناخي يزيد تواتر الظواهر الجوية القصوى.

مشاركة :