«مكيدة».. كفيفة تقتات رزقها من غزل السدو

  • 1/18/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

شهد مهرجان الزيتون السابع للاستثمار والتسويق في الجوف، قصة كفاح مواطنة كفيفة تدعى «مكيدة بنت عبدالله الرويلي» تبلغ من العمر (55 عاما)، فقدت بصرها في سن السابعة من عمرها، إلا أن بصيرتها لم تزل بفضل الله تعالى متقدة، فتمكنت من التغلب على شظف العيش مع أبنائها الخمسة بعد رحيل زوجها، من خلال إتقانها لحرفة غزل السدو التي ورثتها عن والدتها، لتوجد بيديها مصدر رزق أعانها بعد الله على تحمل ظروف الحياة التي مرت بها. «مكيدة» المعروفة بأم عازب، التي كانت وسط إنتاجها اليدوي الذي تتباهى به في مهرجان الزيتون في أول مشاركة لها، قالت وهي ممسكة بآلة السدو: عانيت في البداية من آلام وخز آلة السدو، حينما كنت أتعلم كيفية الغزل من والدتي بعد أن فقدت بصري، حتى أصبحت بفضل الله مبدعة فيها، مستخدمة في عملي «قرن الغزال» الذي ورثته عن جدتي - رحمها الله -، وأحرص أن يكون بحوزتي طوال الوقت بعد الفراغ من العمل على الآلة التي تأخذ مني جهدا كبيرا ما بين الغزل والبرم والسدي. وأوضحت أن حرفة السدو في الماضي كانت تعتمد على وبر الإبل، وصوف الأغنام، والماعز، وتستخدم في عملها أدوات المغزل، والمخيط، والأوتاد الخشبية، ويتم السدو بواسطة خيوط ممتدة تربط بأربعة أوتار على شكل مستطيل، ويتم من خلاله صناعة المفروشات، والوسائد، والأغطية، كما كانت تصنع منه في الماضي بيوت الشعر والخيام. أم عازب التي قدمت لها هذه الصنعة دخلا ماليا وفيرا جعلها تملك قطيعا من الأغنام، أكدت أن فقدانها لبصرها لم يعقها عن ممارسة حياتها اليومية بشكل طبيعي، وتلبية متطلبات الحياة، ومستلزمات الأبناء والمنزل دون أي معوقات، حيث وازنت ما بين ارتباطها بغزل السدو وطلب الراغبين في إنتاجها، وما بين رعي الأغنام. وتستعين مكيدة بابنتها الوحيدة في إعداد الصبغات الملونة له، لترسم من خلاله أشكالا يتزايد عليها طلب الزبائن، وتقول: عندما أرغب في صناعة تشكيل معين، فإنني أسأل ابنتي عن نوع الألوان التي أمامي بعد أن أضيف لها الصبغات، لأبدأ بترتيبها وتصميمها، فأنطلق بعدها على آلة السدو لأتم القطعة التي أريد العمل عليها.

مشاركة :