"البدير" لضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة: الأمن أهنأ عيش والعدل أقوى جيش

  • 5/21/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

زار إمام وخطيب المسجد النبوي، صلاح بن محمد البدير، المجموعة السادسة من المستضافين ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة، مساء أمس الجمعة، والبالغ عددهم 250 من الشخصيات الإسلامية البارزة من ثمان دول عربية إفريقية؛ ذلك في مقر إقامتهم في المدينة المنورة. وعقد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف لقاءً مع الضيوف، ألقى خلاله كلمة حذرهم خلالها من المحرضين على الفتن ومن الذين ينسبون أنفسهم إلى الإسلام ويزعمون بأنهم يحملون لواء الجهاد ويقدمون على قتل المسلمين وغير المسلمين بغير حق وشوهوا صورة الاسلام، مشيراً إلى أن الخلاف أمر كوني، ولكن يجب ألا يقود إلى صدام وإلى حروب ونزاعات كبيرة، مستشهداً بالمثل العربي: "الأمن أهنأ عيش والعدل أقوى جيش" وأكد "البدير" أن الجماعات الجهادية التكفيرية تخالف النصوص الشرعية والمصلحة المرعية للإسلام والمسلمين بأفعالها المشينة، مطالباً بحماية الشباب من الأفكار المتطرفة لهذه الجماعات، ووصفها بأنها "أفكار الخوارج ونحوهم". وأشار، خلال اللقاء الذي استهلّه بآيات من الذكر الحكيم، إلى أن العالم يواجه العديد من الحملات التغريب والإفساد التي تحاول إخراج المسلمين عن دينهم، قائلاً: "هذه الحملات أشد من القتل وتؤثر في دين وعقيدة المسلم"، مطالباً جميع المشايخ والعلماء بأن يكون لهم دور عظيم في حماية الشباب والمجتمعات والبلدان الإسلامية وصيانة أمنها والحفاظ على أمن ووحدة الأمة الإسلامية. وحث "البدير" المسلمين على التعالي عن الخلافات التي قد تؤدي إلى انفراط الجماعة، وتسلط الغوغاء وانشار الخلل الأمني في بلداننا، محذراً من الفتور الذي يقود إلى انفصام عقد الجماعة، مضيفاً أن "الخلاف من الطبيعي أن يكون موجوداً في جميع الأمم، لكن يجب ألا يوصل الأمة إلى الصراعات"، مدللاً على ذلك بقول النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم: "سيكون في أمتي خلاف وفرقة". وقال "البدير" إنه "لا ينبغي أن يكون العلماء وطلاب العلم في معزل عن المجتمع، ولا يجوز أن يكونوا وقوداً للحرب أو للخلاف أو للنزاع أو سبباً للدمار، بل يجب أن يكونوا دعاة حق وخير وهدى وسلام ومحبة وحكمة"، مضيفاً: "الخلافات الفقية لا تنتهي، أما أمور العقيدة فنحن متفقون عليها ولا يجوز لأي مسلم أن يأتي في العقيدة بأمر يراه أو يستحبه". وأردف قائلاً: "الخلافات الفقهية لا تنتهي فهذا مطلق وهذا مقيد وهذا منسوخ وهذا ضعيف وهذا فيه حجة، ولكن الله سبحانه وتعالى أعطانا الحل وقال سبحانه: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْء فَحُكْمه إلى اللَّه}، مطالباً علماء الأمة في هذه العصر بأن يسيروا على المنهج الطيب المبارك الذي كان بين العلماء من محبة وتقدير واحترام، مستغرباً من أسباب الصراع والنزاع التي طرأت على الأمة والله سبحانه يقول: "وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ". ودعا "البدير"، في نهاية اللقاء، الله عز وجل، أن يوفق ضيوف خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله-  ويسدد خطاهم، وأن يحمي جميع بلدان المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، راجياً لهم قبول صالح الأعمال والأقوال. وكان المدير التنفيذي لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة عبدالله بن مدلج المدلج، قد رحب في بداية اللقاء بإمام وخطيب المسجد النبوي الشريف صلاح البدير، شاكراً إياه على تلبية الدعوة بزيارة ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين، كما رحب بالمعتمرين ضيوف خادم الحرمين الشريفين، معرباً عن سعادته وكل العاملين بالبرنامج لخدمتهم.

مشاركة :