تعرض دار مزادات كريستيز لوحة فنية نادرة بعنوان "جزيرة كونتمنت" للفنان الأمريكي الشهير جون فريدريك كينسيت، أحد أبرز رسامي مدرسة نهر هدسون، وذلك ضمن مزاد للفن التشكيلي يقام في نيويورك في 23 يناير الجاري. وقدرت الدار سعر اللوحة بما يتراوح بين 300 ألف و500 ألف دولار، ما يعكس قيمتها الفنية والتاريخية. ولد جون فريدريك كينسيت عام 1828 في شيشاير بولاية كونيتيكت، وبدأ مسيرته المهنية في مجال النقش ضمن شركة والده في نيو هافن، وبعد وفاة والده عام 1829، واصل كينسيت العمل لدى شريك والده، ألفريد داجيت، حتى عام 1835. ومع تزايد اهتمامه بالفن التشكيلي، قرر الابتعاد عن النقش والتوجه نحو رسم المناظر الطبيعية، وهو القرار الذي شكل نقطة تحول في حياته المهنية. وفي عام 1840، غادر كينسيت الولايات المتحدة متوجهًا إلى أوروبا برفقة زملائه الفنانين، من بينهم توماس ب. روسيتير، وفي إنجلترا زار المعرض الوطني ومجموعة كلية دولويتش، مما أثر بشكل كبير على أسلوبه الفني. ولاحقًا، انتقل إلى باريس حيث أمضى أكثر من عامين يدرس في مدرسة إعداد الفنون الجميلة، متفاعلاً مع مجتمع فني أمريكي شمل أسماء بارزة مثل توماس كول وبنجامين شامبني. وعاد كينسيت إلى إنجلترا بعد وفاة جدته عام 1843، حيث قضى عامين قبل أن يعود إلى باريس، ثم انتقل إلى روما في 1845، وخلال إقامته في إيطاليا، رسم كينسيت مشاهد طبيعية خلابة من مختلف المدن الإيطالية، بما في ذلك نابولي وفلورنسا والبندقية، مما عزز مكانته كأحد أبرز رسامي المناظر الطبيعية في عصره. وعاد إلى الولايات المتحدة عام 1847، محملاً بتجارب وخبرات فنية ساعدته في تقديم رؤية جديدة للمناظر الطبيعية الأمريكية. ويعد كينسيت من رواد مدرسة نهر هدسون، وهي حركة فنية ركزت على تصوير الطبيعة الأمريكية بأسلوب يبرز الجمال والروحانية، حيث تميز كينسيت باستخدامه لتقنيات الإضاءة والظل، ما أضفى على أعماله طابعًا واقعيًا ومميزًا. وتمثل لوحة "جزيرة كونتمنت" أحد أبرز أعمال كينسيت، حيث تجسد الطبيعة الهادئة والجمال الخلاب الذي اشتهر به الفنان، ومن المتوقع أن يشهد المزاد اهتمامًا واسعًا من قِبل جامعي الأعمال الفنية، خاصةً مع تزايد الإقبال على أعمال مدرسة نهر هدسون في السنوات الأخيرة. ويعد عرض هذه اللوحة في مزاد نيويورك فرصة نادرة لمحبي الفن للاستمتاع بإبداع كينسيت واقتناء إحدى لوحاته الاستثنائية، حيث ينتظر أن يكون هذا المزاد حدثًا بارزًا في عالم الفن التشكيلي، يعيد تسليط الضوء على إرث مدرسة نهر هدسون وأحد أبرز رموزها.
مشاركة :